“جريح الوطن”: يكرّم الجرحى المتفوقين في الإعدادية والثانوية والمرحلة الجامعية
طرطوس – سانا:
في إطار فعالياته لرعاية الفعاليات العلمية والفكرية لجرحى العمليات الحربية، قام مشروع جريح الوطن بتكريم 16 جريحاً تفوّقوا في الشهادتين الإعدادية والثانوية والمرحلة الجامعية للعام الدراسي 2021-2022، وذلك في المركز الثقافي العربي بطرطوس بحضور عدد كبير من الجرحى الناجحين في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي المشاركين في مخيم الناجحين المقام في المحافظة.
وفي كلمة له أكد العماد محمود الشوا نائب وزير الدفاع ورئيس اللجنة المشتركة لمشروع جريح الوطن “أن الجرحى أبطال في الحرب والسلم والعلم والعمل، وأن مصفوفة الدعم التعليمي عندما انطلقت لم يكن الهدف منها تحصيل الجرحى للشهادات العلمية فقط، بل الهدف الأعمق هو امتلاكهم الأدوات المناسبة والاختصاص العلمي الذي يؤهّلهم للإنتاج والعمل في المجتمع وبالتالي يكون العلم بوابتهم لمستقبل أفضل”.
وتحدّث الدكتور سقراط أحمد أول جريح حرب حصل على درجة دكتوراه في الهندسة الزراعية عن قصة نجاحه المليئة بالتصميم والتميز، داعياً زملاءه الجرحى لمتابعة تعليمهم.
الجريح عبيدة الحاج المتفوق الأول في الشهادة الثانوية-الفرع العلمي، أكد في كلمة الجرحى المتفوقين تمسّكهم بالقلم والكتاب والعمل وحرصهم على متابعة تحصيلهم العلمي بعدما أدّوا واجبهم الوطني بأمانة وصدق.
وقدّمت فرقة كورال الجريح آصف سليمان خلال الحفل معزوفة وأغاني وطنية، تلاها فيديو قصير يتضمن محطات من رحلة الجرحى المتفوقين في جميع المراحل الدراسية والدعم الذي يقدّمه مشروع جريح الوطن لمساعدتهم على تجاوز الصعوبات وتحقيق إنجازاتهم العلمية.
غنوة عبد الرحيم مدير فريق مشروع جريح الوطن بطرطوس قالت في تصريح صحفي: إن الهدف من التكريم هو تحفيز بقية الجرحى على متابعة تعليمهم، فالسبل مفتوحة أمام إرادتهم وقدرتهم، مشيرة إلى أن عدد الجرحى الناجحين لهذا العام تجاوز المئة والتكريم اليوم يستهدف الجرحى الذين حققوا معدل نجاح 80 بالمئة وما فوق وعددهم 16 جريحاً في شهادتي التعليم الأساسي والثانوية والمرحلة الجامعية.
عدد من الجرحى المكرّمين أكدوا خلال الحفل أهمية التكريم والاهتمام الكبير الذي يوليه السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد ومشروع جريح الوطن للجرحى في مسيرة تحصيلهم العلمي وميادين أخرى.
وقال الجريح علي عبد الله خريج إدارة الأعمال من جامعة المنارة الخاصة: إنه في مرحلة التحضير لنيل درجة الماجستير، فالإصابة الجسدية ليست عائقاً أمام الفكر والعقل، مؤكداً حرصه على المساهمة مع أبناء الوطن لإعادة إعمار سورية.
بدوره اعتبر الجريح محمود أسعد أن نجاحه بالتعليم الأساسي هو استثمار للوقت بشكل أمثل، لافتاً إلى أنه يطمح لدراسة الحقوق بعد حصوله على الثانوية العامة.
الجريح فراس خضر الحاصل على شهادة التعليم الأساسي رأى أن إصابته التي تعرّض لها وأدّت إلى بتر طرف سفلي أيسر بعد مضي 5 سنوات إلى جانب زملائه من أبطال الجيش العربي السوري أعطته دفعاً نحو الأمام.
الجريح محمد أبو علي الذي يطمح لدراسة التاريخ وجد بعد أربع إصابات تعرّض لها أن يكون ناجحاً ومتفوقاً في أي مجال يختاره، معتبراً التكريم بادرة جيدة وحافزاً لبذل المزيد من الجهد والتعب، ومشيداً بالاهتمام الكبير بالجريح بشتى المجالات في ظل ظروف الحياة الصعبة.
الجدير بالذكر أن مشروع جريح الوطن وسّع مصفوفة الدعم التعليمي خلال عامي 2021 و 2022 واضعاً التعليم الجامعي أمام شرائح العجز كافة بما فيها شريحة العجز الجزئي، وبالتالي تضاعفت أعداد الجرحى الذين استفادوا من الدعم التعليمي ليستكملوا تحصيلهم العلمي.
حضر حفل التكريم محافظ طرطوس عبد الحليم عوض خليل وأمين فرع الحزب وممثلون عن وزارتي السياحة والتربية في محافظتي طرطوس واللاذقية.