قرقعة الرقابة تزيد فوضى الأسواق.. والمستهلك يسأل “وينن”؟!
دمشق – محرر المحليات
رغم التصريحات المتتالية التي تؤكد على مراقبة الأسواق، سواء لجهة الأسعار أو المخالفات التي تحصل، إلا أن ذلك لم ينعكس على واقع هذه الأسواق بشكل جليّ، فما زالت تعاني من الفوضى وضعف الأداء الرقابي عليها، وبشكل يوحي بعدم فاعلية العقوبات أو عدم قدرة المنظومة الرقابية على ضبطها لأسباب مختلفة. وهذا ما يزيد من حدّة الانتقادات الموجّهة لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق التي أكدت وتؤكد على متابعتها اليومية لتوافر المواد في الأسواق ومنح الفواتير وتداولها بين حلقات الوساطة التجارية، ومراقبتها للأفران وصناعة الخبز، حيث تصرّح بأن دورياتها نظمت خلال يومين مخالفات متنوعة بلغت 70 ضبطاً، شملت سوء صناعة للخبز التمويني بفرن جامع دمر، ونقص وزن ربطة الخبز التمويني بمخبز القيسري، وبيع الخبز التمويني المدعوم من قبل الدولة بسعر زائد من قبل معتمد بنهر عيشة، وقد تمّ تغريم هؤلاء المخالفين، كما أكدت أن عناصر حماية المستهلك سجلت ضبوطاً مختلفة تتعلق بإبراز فواتير غير نظامية، ونقص في بيانات الفواتير لمواد متنوعة غذائية وكهربائية وألبسة واكسسوارات الخياطة والبلاستيك ومستلزمات الأحذية، إضافة للتجارة بمواد غير مسجلة بالسجل التجاري (عدم تجانس)، وحيازة مواد غذائية منتهية الصلاحية ومواد أخرى مجهولة المصدر، حيث تمّ سحب عينات غذائية وغير غذائية لتحليلها وبيان مطابقتها للمواصفات القياسية السورية.
وطبعاً هذا العرض الوظيفي المملّ والروتيني والمتواضع نسبة لما يجري في الأسواق يشرعن الاتهامات الكثيرة التي تستهدف جهاز الرقابة التموينية ومدى مصداقيته وكفاءته، خاصة وأن الأمور في تراجع تام، والرقيب على ما يبدو يعمل بنهج ذرّ الرماد في العيون فقط، وهناك الكثير من الحالات التي يتمّ اختيار المخالفة الأخف والأقل ردعاً وحسب طلب المخالف، ويبدو أن القرقعة الرقابية لم تستطع إلى الآن إيقاظ عين الرقيب التي تستمر في التغطية على أصحاب النفوس الضعيفة والمحتكرين والفاسدين!!.