زاخاروفا: الناتو متورّط بتمويل الإرهاب ضد روسيا وواشنطن تسعى لجرّنا إلى الأجندة النووية
موسكو – تقارير:
لم يكَدْ يمضي يوم واحد فقط على العمل الإرهابي الذي استهدف خط السيل الشمالي حتى جاءت تصريحات وزير الخارجية البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي، لتؤكد ضلوع الجانب الأمريكي بذلك، وهو الأمر الذي ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إمكانية القيام به في وقت سابق، والمفارقة أن ذلك يتم دون اكتراث من الدول الأوروبية المتضرّرة منه، وذلك طبعاً في الوقت الذي يستمرّ فيه الغرب الجماعي وحلف الناتو في دعم الأنشطة الإرهابية التي يمارسها النظام في كييف ومنها قيام الاستخبارات الأوكرانية مؤخراً باغتيال الصحفية داريا دوغين بتوجيه من واشنطن التي تدير العملية من خلف المحيط.
وفي التفاصيل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم، أن حلف الناتو والغرب متورّطون بشكل مباشر بتمويل الأنشطة المتطرّفة عبر نظام كييف، وواشنطن تسعى إلى جرّ روسيا إلى الأجندة النووية.
وتطرّقت زاخاروفا في حديثها لإذاعة سبوتنيك اليوم، إلى مقتل الصحفية داريا دوجين في انفجار سيارة أواخر آب الماضي التي أكد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن وكالات الاستخبارات الأوكرانية هي التي دبّرت عملية قتلها.
وأشارت إلى رسائل تحتوي على تهديدات تلقاها الروس في أعقاب الحادث، متسائلة: “كيف لا تكون هذه أنشطة إعلامية متطرّفة وإرهابية؟”.
وأضافت زاخاروفا: كل هذا يحدث وسط تسليم جميع أنواع الأسلحة إلى كييف والجهود المبذولة لرعاية هذه الأنشطة المتطرّفة تحت شعار نظام كييف، ولكن يتم توجيهها وتمويلها فعلياً من الغرب مجتمعاً وحلف الناتو المتورّطين بشكل مباشر في العملية بكل إمكاناتهم، مؤكدة أن واشنطن هي التي تدير العملية.
من ناحية أخرى، قالت زاخاروفا: إن واشنطن تستخدم كل أنواع التلاعبات وتتصرّف بلا حدود لجرّ موسكو إلى الأجندة النووية، مضيفة: إنهم يتحدّثون عن موضوع الأسلحة النووية بسهولة، إنهم يستخدمون كل أنواع التلاعب لإدخالنا في هذه الأجندة ودون أي قيود، وبذلك يشاركون حقاً في التدمير الكامل للنظام العالمي.
من جانب آخر، أعلنت زاخاروفا أن موسكو تنتظر ردّ فعل الاتحاد الأوروبي على تصريحات وزير الخارجية البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي، الذي عبّر عن سعادته بالأضرار التي لحقت بخطوط أنابيب غاز السيل الشمالي، وكتب تغريدة في صفحته الرسمية على موقع تويتر تقول: “شكراً للولايات المتحدة”، من دون أن يحدّد ما يقصده.
وأوضحت زاخاروفا أن “ما فعله سيكورسكي أمس إذا ما ظل دون ردّ فعل من جانب الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية يحق لنا حينها الحديث لا عن كراهية هؤلاء لنا، بل كراهيتهم لناخبيهم الذين يفوّضونهم لإدارة حياتهم، فلا يمكن أن يظل هذا التصرّف دون ردّ فعل”، متسائلة إذا “كان تصريح سيكورسكي يندرج تحت بند البيان الرسمي حول هجوم إرهابي”.
إلى ذلك، حذّر المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم من المخاطر الناجمة عن تورّط الولايات المتحدة المتزايد في الأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أنها تقترب من التحوّل إلى طرف فيها، وهذا أمر خطير للغاية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله ردّاً عن سؤال للصحفيين حول موقف موسكو من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حول الاستفتاء في دونباس: إن موقفنا من تلك التصريحات سلبي، مشيراً إلى أن الجانب الأمريكي يتورّط بشكل متزايد في النزاع الأوكراني ويقترب أكثر من أن يصبح طرفاً فيه، ممّا يرتب على ذلك مخاطر كبيرة للغاية.
من جهة أخرى، أكد بيسكوف أن فرضية وقوف روسيا وراء الأضرار التي لحقت بخط الغاز “السيل الشمالي” غبيّة وسخيفة، وقال في هذا الصدد: إن روسيا فقدت مسارات إمداد الغاز إلى أوروبا، كما أن الأخيرة التي تدفع الآن ثمناً باهظاً للعقوبات ضد روسيا ليست مهتمة أيضاً بإلحاق الضرر بالسيل الشمالي.
وأضاف: إن الأوروبيين لا يدفعون ثمناً بالغ الخطورة لقراراتهم القصيرة النظر فحسب، لكنهم الآن أيضاً في وضع صعب للغاية فيما يتعلق بتطوّر صناعتهم المستقبلية وربحيتها وقدرتها التنافسية.
وحول شكر البولنديين الولايات المتحدة بعد حادث التسريب في خط أنابيب “السيل الشمالي”، أعاد بيسكوف التذكير بدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتخلص من الخط، وقال: لا نعرف ماذا كان يعني بايدن آنذاك إلا أننا نرى ردّ الفعل الهستيري والمبتهج الذي يقترب من حدّ الجنون من جانب البولنديين الذين يشكرون الولايات المتحدة على ذلك، متسائلاً: ما الذي يعنيه هذا الامتنان؟.
وكان بايدن أجاب على سؤال إحدى الصحفيات بشأن السيل الشمالي 2 في شباط الماضي، وقال: إذا غزت روسيا أوكرانيا فهذا يعني أن الحشود والدبابات ستعبر الحدود وحينها لن يكون هناك “السيل الشمالي 2” وسوف نتخلص منه.
وأشار بيسكوف إلى الأرباح الهائلة التي تحصدها الشركات الأمريكية المورّدة للغاز الطبيعي المسال، موضحاً أنه هناك أرباح ضخمة من المورّدين الأمريكيين للغاز المسال ممن ضاعفوا إمداداتهم إلى القارة الأوروبية وهم مهتمون للغاية بالحصول على هذه الأرباح الضخمة في المستقبل.
من جهة ثانية، ذكرت قناة “فوكس نيوز” أنّ إدارة الرئيس الأميركي، قد تكون متورّطة في تدمير أنابيب نورد ستريم، مشيرة إلى أنّ الحكومة الأميركية أعلنت في شباط الماضي، رغبتها في “التخلص من خط أنابيب الغاز الذي يمدّ أوروبا”.
وذكّر المقدّم في القناة تاكر كارلسون، بأنّ “بايدن قال قبل 3 أسابيع من بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إنه لن يكون هناك نورد ستريم 2″، معقباً: “سنضع حدّاً له، أعدكم بأننا نستطيع القيام بذلك”.
وأكد كارلسون أنّه “لا يمكن اعتبار أي من كلمات الرئيس عرضية، ولاسيّما بالنظر إلى الملاحظات المستخدمة”.
وتابع: “لم يقل، كما يقولون، سأعلّق إمدادات الغاز من روسيا إلى ألمانيا، بل قال إنه لن يكون هناك نورد ستريم، وسنضع حدّاً له، وسنقوم بتعطيله، وسنقوم بتفجيره”. وردّاً على سؤال “كيف؟” أجاب بايدن: “أعدكم، يمكننا أن نفعل ذلك، لقد فكّروا في كل شيء”.
ولفت كارلسون الانتباه إلى ردّ فعل حلفاء البيت الأبيض على هذا الحدث، مثل وزير خارجية بولندا السابق سيكورسكي، الذي بدا مسروراً بالأضرار التي لحقت بالطريق السريع، وكتب في حسابه في مواقع التواصل: “شكراً للولايات المتحدة الأميركية”.
وكانت الرئاسة الروسية أعلنت أنّ أمس الثلاثاء، الأضرار التي لحقت بخطي أنابيب الغاز الطبيعي، “نورد ستريم 1 و2″، قد تكون ناجمة عن “أعمال تخريبية”.