“ذهبنا الأخضر” ينتظر غرفة العمليات واهتماماً استثنائياً ورعاية “أبوية”
البعث الأسبوعية – وائل علي
يكاد بريق “الذهب الأخضر” يخطف أبصار وألباب ناظريه – بلا مبالغة – فحصاد ما يقرب من المليون طن من حبات ثمار الزيتون التي باركتها السماء وربع مليون طن تقريباً من زيت الزيتون الذهبي اللمعان المائل للخضرة قليلاً ليس أمراً سهلاً ولا عارضاً…
ما يتطلب ويحتاج من الجميع بلا شك وأولهم “الحكومة” للتشمير عن ساعديها والنزول لميادين الكروم بعيداً عن القاعات والصالات المكيفة وتجنيد كل القدرات والإمكانات لتكون في خدمة موسم استثنائي قلّ نظيره وإشراك شباب الثانويات والمعاهد والجامعات والمنظمات والنقابات لمساعدة المزارعين والمنتجين في قطاف وحصاد “جنى العمر” الاستثنائي الذي لم تشهد البلاد مثيله منذ عقود طويلة , وليس هذا وحسب بل العمل ليل نهار لضمان عمل معاصر الزيتون وتأمين احتياجاتها من المازوت والكهرباء على مدار الساعة بلا توقف وجدولة عمليات الجني بما يتناسب من الطاقة الاستيعابية للمعاصر تفادياً لتلف المحصول وارتفاع نسبة الخمائر وارتفاع أسيد الزيت الذي يسيء للطعم والجودة , وترحيل مخلفات العصر من مياه الجفت لأحواض خاصة لمعالتها بالطرق الفنية والتقنية والعرجوم أو معروف بالـ “التمز” لمعامل تصنيع صابون الغار والزيت وغيرها من الاستخدامات والصناعات…
وهذا لن يكون إلا من إلا من خلال تشكيل غرفة عمليات مركزية على مستوى المحافظات المنتجة لمتابعة الشاردة والواردة والصغيرة والكبيرة للتدخل الفوري ومعالجة العقبات وتذليل الصعاب…
لماذا نقول ذلك…؟
نقولها خوفاً من ضياع وخسارة محصول ينتظره أصحاب الكروم والحقول ومعهم كل السوريين , لأننا لا نريد ضياع وخسارة مواسمنا الزراعية الموسم تلو الآخر كل عام ومثالنا الحمضيات وقبله قمح “عام القمح” وحالياً التفاح الذي يتهدده سوء التسويق وتصريف المنتج رغم نوعيته البالغة الجودة الخالي من الأثر المتبقي من مواد المكافحة الحيوية والمبيدات لاعتماده على المكافحة الحيوية وغيرها من مواسم الخضار والفواكه كالبندورة والبطاطا…!!؟ لكننا هواة خسارة تنوع منتوجنا الزراعي الذي يحسدنا عليه الشرق والغرب وتفتقده الكثير من الدول والأمم..!؟
ولنثبت العكس فإن المطلوب اهتماماً استثنائياً ورعاية “أبوية” ترتقي لمستوى الحالة لنكون قادرين على إنقاذ “زيتوننا” لأننا بذلك ننقذ تعب وجهد المزارعين المنتجين ونحم اقتصاد البلد من الوقوع في لعنة شباك التوريد ومافياته واستنزاف القطع الأجنبي وهذا ليس بصعب وعسير لو أردنا…!!لكن المؤشرات والمعطيات مع الأسف لا توحي ولا تطمئن، فالأداء الرسمي المنشود لم يخرج من شرفات المكاتب المغلقة والزيارات الاستعراضية والتصريحات وتسويق الأخبار لا تجني المحصول ولا تسوق الزيتون وتحميه من التلف والضياع والخسارة..!!؟
كمن يبيع الماء…!؟
هكذا بدا تعميم وزارة الزراعة الذي يحدد مواعيد القطاف التي يدركها مزارع الزيتون ويحفظها عن ظهر قلب ويحرص عليها – ربما – أكثر من الوزارة لأنه تعبه ورزقه لكن الأجمل والأهم تأمين متطلبات العصر في الوقت المناسب لكل المعاصر المرخصة وغير المرخصة ومنح الموافقات لترخيص المزيد من المعاصر التي لا توافق عليها الوزارة وتحجبها وهو أمر يبدو غريباً وغير مفهوم…؟! .
مع ذلك فقد تم تحديد مواعيد الجني “الرسمي” في الأول من شهر تشرين الأول القادم موعداً لبدء عمليات قطاف محصول الزيتون للموسم الحالي في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص والخامس عشر من تشرين الأول لمحافظات حماة وحلب والرقة ودرعا وادلب وريف دمشق منطقة الغاب , ومحافظة القنيطرة في 20 تشرين الأول ، ومحافظة السويداء في 25 تشرين الأول , كما تم تحديد موعد افتتاح المعاصر قبل أسبوع من موعد القطاف في كل محافظة لاستكمال عمليات الصيانة والتجريب بشكل جيد.
وشددت الوزارة على مزارعي الزيتون مراعاة مواصفات نضج الثمار وعدم التبكير بالقطاف لأي سبب كان لضمان الحصول على مردود جيد من الزيت بمواصفات جودة عالية ، وإجراء عمليات القطاف بعناية دون استخدام العصي للمحافظة على سلامة الثمار والأشجار، وعدم خلط الثمار المتساقطة على الأرض مع المقطوفة من الشجر، وتوريد المحصول إلى المعصرة وعصره بأسرع وقت ممكن.
بالمجمل…
وإذا ضن المعنيون بتقديم الدعم والمساندة المطلوبة لإنقاذ الموسم بحجج ومبررات الإمكانيات المتاحة ووفرة المواد , فإن مزارعي الزيتون “البعل” سيما في جبال المحافظات الساحلية وبعض المناطق الداخلية ينتظرون اليوم على أحر من الجمر رحمة السماء وما ستجود به من أمطار موعودة تنعش الموسم وتحسين نوعية المنتج وتضاعف مردودية الزيت