بوتين: نحن على عتبات تشكيل نظام عالمي أكثر عدلاً
موسكو – تقارير:
في الوقت الذي تصرّ فيه الدول الغربية على إشغال العالم باستفزاز هنا وآخر هناك، لصرف انتباهه عن التفكير في الواقع الجديد الذي بدأ يتشكّل، يصرّ المسؤولون الروس وحلفاؤهم في العالم على التذكير بأن هناك نظاماً عالمياً جديداً متعدّد الأقطاب بدأ بالتشكل على أنقاض النظام العالمي السابق الأحادي القطبية، مؤكدين أن جميع محاولات الغرب للهروب من هذا المصير ستبوء بالفشل.
فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهيمنة الأحادية القطب آخذة في الانهيار، بينما العالم الآن على عتبات تشكيل نظام عالمي أكثر عدلاً.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله خلال محادثة مع رؤساء وكالات الاستخبارات في بلدان رابطة الدول المستقلة: إن هناك عملية صعبة لتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة لأن هذا التشكيل مصحوب بمشكلات ظاهرة على السطح، منها هيمنة أحادية القطب التي بدأت تنهار بلا هوادة، وهذه حقيقة موضوعية يرفض الغرب بشكل قاطع تحمّلها والاعتراف بها.
وأشار بوتين إلى أن تشكيل هذا النظام يجري الآن في ظروف تتسارع فيها عمليات التحوّل الأساسي للبنية الكاملة في العلاقات الدولية، حيث يدخل تشكيل نظام عالمي متعدّد الأقطاب وأكثر ديمقراطية وعدالة مرحلة نشطة.
وفيما يخص الأوضاع في منطقة شرق أوروبا، قال بوتين: إن الدول الغربية تحاول إطلاق سيناريوهات لتأجيج الصراعات في بلدان رابطة الدول المستقلة، مؤكداً أن خصومنا الجيوسياسيين مستعدّون لوضع أي شخص وأي دولة تحت الضربة لتحويلها إلى بؤرة للأزمة وإثارة ثورة ملوّنة وإطلاق العنان لمجزرة دموية… ونحن شاهدنا كل هذا أكثر من مرة.
وأضاف بوتين: إن دوائر الاستخبارات الخاصة لبلدان رابطة الدول المستقلة تحتاج إلى زيادة تطوير التعاون في مجال تبادل المعلومات والتدريب، لافتاً إلى أنه يجب توحيد جهود الهياكل الخاصة بشكل يوسّع من قدراتها، ويسمح بتحقيق نتائج أفضل، واستخدام الموارد المتاحة بشكل أكثر عقلانية.
واعتبر بوتين أنه “من الضروري الردّ بسرعة على الخطط الإجرامية للإرهابيين الدوليين من أفغانستان فيما يتعلق بالبلدان الحدودية، واستخدام إمكانات مركز مكافحة الإرهاب التابع للرابطة للردّ على كل هذه المحاولات في الوقت المناسب”.
وبخصوص الأمن السيبراني اعتبر بوتين أن عدد الهجمات السيبرانية ومحاولات تعطيل عمل البنية التحتية الحيوية لبلداننا يتزايد من عام لآخر، وهذا يتطلّب مواجهة نشطة واهتماماً مستمراً من الوحدات المتخصصة، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من تجربة التفاعل بين وكالات الاستخبارات والأمن التابعة لرابطة الدول المستقلة لضمان السلام والاستقرار في بلدانها، وتعزيز السيادة الوطنية وتعزيز مسار تنمية علاقات التكامل.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن مراسم التوقيع على اتفاقيات انضمام الأراضي المحرّرة إلى الاتحاد الروسي ستقام غداً في الكرملين، بحضور الرئيس بوتين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله في تصريح صحفي: “ستقام غداً في قصر الكرملين مراسم توقيع اتفاقيات بشأن انضمام مناطق جديدة إلى كيان الاتحاد الروسي، وسيلقي الرئيس بوتين خطاباً مهمّاً بمناسبة هذا الحدث”.
ووصل رئيسا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وقادة منطقتي زابوروجيه وخيرسون أمس إلى موسكو للقاء الرئيس بوتين، ولاستكمال الإجراءات القانونية لتصبح تلك المناطق جزءاً لا يتجزأ من روسيا، وذلك بعد الاستفتاء الشعبي الذي جرى في تلك المناطق.
إلى ذلك، أكد رئيس الوفد الروسي إلى محادثات فيينا حول الأمن العسكري ومراقبة التسلح قسطنطين غافريلوف، أن روسيا ستتخذ قراراتها بشأن نتائج استفتاء الانضمام إلى الاتحاد الروسي في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون، بغض النظر عن رأي دول الناتو.
ونقلت وكالة تاس عن غافريلوف قوله في كلمة خلال جلسة عامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: “نسمع باستمرار تصريحاتٍ غربية تقول إن نتائج الاستفتاءات لن يتم الاعتراف بها في الغرب، ونحن نقول بالمقابل إنه إذا كان حلف الناتو يقوم بالتوسّع على حدودنا دون اعتبار لرأي روسيا، فإننا أيضاً سنتخذ قراراتنا بشأن نتائج الاستفتاء دون الاهتمام برأي دول الناتو ونحن نمتلك كل الحق في ذلك”.
وأعرب غافريلوف عن رفض بلاده الشديد للتلميحات التي يطلقها سياسيون أوروبيون بشأن (إرغام الناخبين على الموافقة على الانضمام لروسيا)، مشدّداً على أنها أكاذيب مماثلة لتلك التي يطلقها نظام كييف.
وشدّد المسؤول الروسي على أن التهديد الوحيد لسكان دونباس وزابوروجيه وخيرسون هو القصف المتواصل من القوات الأوكرانية بهدف ترهيبهم، مشيراً إلى أن اللجان الانتخابية في بعض المناطق اضطرّت للعمل في الملاجئ بعد أن تم قصفها بأسلحة الناتو.
وشهدت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان ومقاطعتا زابوروجيه وخيرسون في الفترة ما بين الـ23 والـ27 من الشهر الجاري استفتاء حول الانضمام إلى روسيا حيث صوّتت الأغلبية الساحقة من المواطنين لمصلحة هذا الانضمام.