“شهرزاد كورساكوف” تعزف لياليها في متحف حلب
حلب – غالية خوجة
يبدو أن شهرزاد لن تسكت عن الكلام المباح، خصوصاً أنها، وخلسةً من شهريارها في ألف ليلة وليلة حضرت ليلة في متحف حلب الوطني، لتستمع معنا إلى “شهرزاد” كورساكوف التي تعزف مقاطعها فرقة طلاب معهد صباح فخري للموسيقا بإشراف ورجين رئيسيان التي أخبرت “البعث” بأنها أمسية متفردة كتجربة أولى في هذا المكان الأثري العريق، وتابعت: شعوري لا يوصف، فكم أنا سعيدة مع فرقة طلاب مؤلفة من 20 طفلاً عازفاً، تتراوح أعمارهم بين 9 و16 سنة، ويقدمون هذه المقطوعات على آلات مختلفة، منها البيانو والكمان والتشيللو والفلوت والريكورد.
بينما قالت الطفلة العازفة ذات التسع سنوات جوليا الهامس ببراءتها المبتسمة: أحبّ آلة الفلوت، وسأشارك في العزف مع الفرقة.
وعبّرتْ براءة فاعور من الحضور عن إعجابها بهذه المبادرة التي تجمع أهالي حلب، وعشاق الموسيقا الكلاسيكية في باحة المتحف الفواحة بزمن عريق، مضيفة: الجميل أن الأطفال يعزفون شهرزاد.
قدّم الأمسية المايسترو عبد الحليم حريري نقيب الفنانين بحلب، ومدير معهد صباح فخري، مؤكداً على عراقة حلب، وشموخها بتضحيات الجيش العربي السوري، مضيفاً: حلب مدينتنا التي جذورها في الأرض وفروعها في السماء، ستظل معطاءة ومبدعة.
وبدأت الحركة الأولى بين “البحر وسفينة السندباد”، لتتحرك الأنامل على الكمان الذي يرافقه البيانو، وتتحرك “النوتة” بين الرجلين الطائرين اللذين يزينان واجهة المتحف بين ليل ونهار، وتموج درامية الصراع بين هذه الحكاية وما تعرضه الشاشة الإلكترونية من فيلم كارتوني عن رحلة السندباد، التي يتابعها سيمفونياً أطفال الفرقة مكملين المقطوعات الثماني مع شهرزاد.
يُذكر أنها المبادرة الأولى من حيث المكان – حديقة متحف حلب، وامتدت ليومين، ولا بدّ من التوقف عند لمحتين تخصّ الحفلين، أولهما الحاجة لصمت يصغي معنا، لكن بعض الواقفين في الصفوف الخلفية لم ينتبهوا لهذا الصمت، وثانيهما أن ما سمعناه قُدّم بروح العازفين وأحاسيسهم، لكنه بحاجة إلى المزيد من صقل الأبعاد.