استشهاد طفل فلسطيني في اعتداء جديد لقوات الاحتلال
الأرض المحتلة – تقارير:
لم يقوَ قلبُ الطفل الفلسطيني ياسر سليمان ذي السبع سنوات على تحمّل وحشية جنود قوات الاحتلال الإسرائيلي الذين طاردوه هو ورفاقه بعد خروجهم من مدارسهم في بيت لحم دون أن يعلموا سبب مطاردة هذه الوحوش لهم، فتوقف عن الخفقان وعاد شهيداً إلى عائلته، ولم تكتفِ قوات الاحتلال بالدماء الزكية التي سالت أمس واليوم في جنين وبيت لحم، بل اعتدت أيضاً على طلبة المدارس والكوادر في عدد من المؤسسات التعليمية الفلسطينية في مدينة الخليل.
جرائم الاحتلال دفعت سكان مدينة جنين إلى الإضراب، بينما طالبت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف جرائم الاحتلال المستمرة بحقهم ومحاسبة مرتكبيها.
ففي بيت لحم، طاردت قوات الاحتلال طلبة المدارس في منطقة خربة الدير في تقوع شرق المدينة، أثناء عودتهم إلى منازلهم ما أدّى إلى سقوط الطفل ريان سليمان 7 سنوات من علوّ نقل بعد ذلك إلى المشفى.
وقالت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية: إن الطفل وصل إلى قسم الطوارئ في مشفى بيت جالا وكان قلبه متوقفاً، وإن جميع محاولات الأطباء لإنعاشه لم تنجح.
وفي اعتداء منفصل على المؤسسات التعليمية أيضاً، قال مدير تربية الخليل عاطف الجمل: إن قوات الاحتلال اقتحمت مدرسة “الهاجرية” الأساسية المتوسطة في المنطقة الجنوبية من الخليل، وداهمت الغرف الصفية، ثم اعتدت بالضرب على الهيئة التدريسية والطلاب خلال تصديهم لاقتحام المدرسة، وأطلقت عليهم الغاز السام ما أدّى إلى إصابة عدد من المعلمين والطلاب، كما احتجزت طالبَين واعتدت بالضرب المبرح على والد أحدهما.
وفي الخليل أيضاً، قالت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية: إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة دورا، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح مختلفة والعشرات بالاختناق بينهم أطفال.
واعتدت قوات الاحتلال المتمركزة في المنطقة الجنوبية من المدينة على الفلسطينيين، كما أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين في مخيم الفوار جنوب الخليل وبلدة بيت أمّر ومخيم العروب شمالها، بينما اقتحمت منطقة باب الزاوية وسط المدينة، واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص وقنابل الغاز ما أدّى إلى إصابة اثنين منهم بجروح.
في الأثناء، أغلقت قوات الاحتلال مداخل عدد من البلدات والقرى بينها دورا ومخيم الفوار وقرية خرسا، وأعاقت حركة الفلسطينيين.
جاء ذلك بينما اعتدت على الفلسطينيين في منطقة جبل الطويل شرق البيرة، وأطلقت عليهم وابلاً من الرصاص، ما أدّى إلى إصابة فتى بجروح في ركبته.
وفي القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بدو شمال غرب المدينة، واعتدت على الفلسطينيين وداهمت منازلهم وفتشتها، ثم اعتقلت شابين أحدهما أسير محرر.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس وداهمت منازل الفلسطينيين، ثم اعتقلت شاباً، بينما اعتقلت فلسطينياً رابعاً عند مفترق قرية رمانة غرب جنين، واقتحمت بلدة يعبد وداهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، كما عزّزت وجودها العسكري ونصبت الحواجز وأعاقت حركة الفلسطينيين في مناطق مختلفة من مدينة جنين.
وفي سياق سياسة هدم المنازل والاستيلاء على ممتلكات أراضي الفلسطينيين تمهيداً لتهجيرهم، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة برك سليمان في قرية أرطاس جنوب بيت لحم بعدد من الجرافات، وهدمت منزلاً مكوناً من طابقين تبلغ مساحته 220 متراً مربعاً، ثم هدمت منزلا زراعياً آخر في منطقة عطان القريبة، كما اقتحمت بعدد من الجرافات منطقة هندازة وهدمت منزلين آخرين تبلغ مساحة كل منهما 100 متر مربع، بينما هدمت منزلاً خامساً في منطقة فرش الهوى غرب مدينة الخليل، كما اقتحمت قرية الرأس الأحمر جنوب شرق طوباس، واستولت على حافلة لنقل عمال يعملون في الأراضي الزراعية بالمنطقة.
من جانبهم، اعتدى مستوطنون إسرائيليون بحماية قوات الاحتلال على أراضي الفلسطينيين الزراعية بالقرب من مدينة بيت لحم تمهيداً للاستيلاء عليها.
كذلك جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، من جهة باب المغاربة تحت حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
سياسياً، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين الانتهاكات الوحشية المستمرة للاحتلال ضد الفلسطينيين، واعتداءاته اليومية على المدن والبلدات الفلسطينية في انتهاك واضح للأعراف والمواثيق الدولية والتي كان آخرها اقتحام الاحتلال لمدينة جنين، وما رافقه من جرائم ترقى لمستوى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
من جانبه، جدّد مندوب السلطة الفلسطينية الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مطالبته المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، وتنفيذ قراراته ذات الصلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف التوسع الاستيطاني.
وفي رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال منصور: إن استمرار إهمال مجلس الأمن الدولي لمعاناة الفلسطينيين في ظل الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري وإفلات القوة القائمة بالاحتلال من العقاب، يشجّعانها على مواصلة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
ولفت منصور، إلى استمرار انتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم عبر تدمير أراضيهم وهدم منازلهم والاعتداء على أماكن العبادة وترسيخ الاستيطان وسط انتهاك لكل القرارات والمواثيق الدولية وعلى مرأى ومسمع العالم.
من جهتها، قالت خارجية السلطة الفلسطينية: إن تصعيد قوات الاحتلال عدوانها ضد الفلسطينيين واقتحاماتها اليومية للمدن والبلدات الفلسطينية واستمرار ممارساتها وانتهاكاتها الوحشية كلها تتناقض مع المواثيق الدولية، وترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكدت الخارجية، ضرورة ترجمة المواقف الدولية إلى إجراءات عملية من شأنها وقف هذه الجرائم ومحاسبة الاحتلال، الذي يشنّ هجوماً شاملاً على الشعب الفلسطيني يشمل جميع مناحي الحياة.