سياسة “الزيارات” لإشعال الحروب
تقرير إخباري
بعد أن يئس قادة الولايات المتحدة الأمريكية من إشعال الحرب في منطقة مضيق تايوان على خلفية الزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان، الشهر الماضي، وامتصاص الصين الشعبية للاستفزاز الأمريكي وإظهار الحزم حيال مسألة وحدة الأراضي الصينية من خلال إطلاق مناورات عسكرية تؤكد الاستعداد لمواجهة أي عمل انفصالي من قادة الجزيرة، وجّهت واشنطن استفزازاتها هذه المرة إلى كوريا الديمقراطية بحثاً عن حرب في شبه الجزيرة الكورية مدفوعة بعدائية واضحة يبديها قادة الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة. ففي زيارة عدائية إلى المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود بين الكوريتين، حذّرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس اليوم من مخاوف اندلاع حرب بين سيؤول وبيونغ يانغ، وقالت إنّ “المخاوف من الحرب لا تزال قائمة.. الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على أتمّ الاستعداد للاستجابة لأيّ طارئ”، مشدّدةً على أنّ “التزام بلادها” بما أسمته “الدفاع” عن كوريا الجنوبية “ثابت وقوي”، وزعمت أن واشنطن ترغب في أن يعمّ السلام والاستقرار شبه الجزيرة بأكملها.
وناقشت هاريس مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول ملفاتٍ عدّة، في مقدّمها التحالف الأمني الطويل الأمد بين البلدين، وتعزيز شراكتهما الاقتصادية والتكنولوجية، إضافةً إلى مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية الأخرى.
وتتزامن زيارة هاريس مع إجراء أول مناورات بحرية مشتركة بين واشنطن وسيؤول منذ 5 سنوات قرب شبه الجزيرة الكورية، حيث أعلنت سيؤول أنها أعدّت لإظهار العزم القوي للتحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للرّد على ما وصغته بـ “تحرّكات كوريا الديمقراطية”.
وفي سياق التحرّكات الاستفزازية أيضاً، أفادت البحرية اليابانية، بأنّ قواتها ستشارك في مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الجمعة، مبيّنةً أنّ المناورات تشمل تدريباتٍ مضادّة للغواصات، وستُجرى في بحر اليابان. بالمحصلة، تُظهر زيارة هاريس للمنطقة في هذا التوقيت الحساس، ومن قبلها زيارة بيلوسي إلى تايوان، أن واشنطن غير مستعدّة للتخلي عن دورها في حياكة الدسائس ونشر حالة العداء بين الدول المتجاورة وإشعال الحروب فيما بينها لإبقاء الحكومات التابعة لها في حاجة إلى المزيد من القواعد العسكرية والدعم العسكري بحجة حمايتها من جيرانها المحاصرين أصلاً اقتصادياً وعسكرياً من أمريكا بذرائع وحجج واهية، وعليه يبقى الاقتصاد الأمريكي القائم على تصدير الأسلحة يجني الأرباح بينما ينتشر الموت والدمار في العالم.
إبراهيم مرهج