أخبارصحيفة البعث

لافروف: روسيا ستتطوّر بطريقة لا تعتمد فيها على العنصريين

موسكو – تقارير:

لا يزال الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مراسم انضمام دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه إلى الاتحاد الروسي محل جدل واسع في الشارع الغربي، وخاصة أن الرئيس الروسي عرّى الغرب بطريقة فجّة، ولم يترك فكرة من الأفكار التي لا تزال من المحرّمات في الغرب إلا وتناولها، كما أنه أكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه مصرّ على تغيير النظام العالمي القائم مهما حاولت الدول الغربية عرقلة ذلك.

وفي السياق، صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنه يجب أن تتطوّر روسيا بطريقة لا تعتمد على “أيّ عنصريين”.

وردّاً على سؤال صحفي عن إمكانية إيجاد لغة مشتركة مع “العنصريين” أجاب لافروف في بث برنامج “موسكو. الكرملين. بوتين” في قناة “روسيا-1”: “لا أعتقد”.

وأضاف: “قال الرئيس بطريقة عامة ما كنّا نحذر منه منذ سنوات عديدة، وحثنا على تغيير آرائنا، كما قال: “لقد تم التخلص من الأقنعة”، أعتقد أن العنصرية لم تختفِ في أيّ مكان، كما نفهمه الآن، وإذا اعتقدنا أنها عنصرية سرية، فمن الواضح الآن أن أكثرها عنصرية مباشرة وصريحة ووقحة”.

وشدّد على أن روسيا ستتطوّر بطريقة تسمح لها بعدم الاعتماد على أيّ عنصريين، والاعتماد على نفسها فقط وعلى الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون علينا”.

وصرّح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، بأن الروسوفوبيا الغربية هي ليست سوى عنصرية.

من جهة ثانية، أعلن سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية نيكولاي كورتشونوف، أن تصرّفات حلف الناتو تزيد من خطر اندلاع صراع في منطقة القطب الشمالي، وقد تؤدّي إلى صدام عسكري.

وقال في حديث لوكالة “تاس” على هامش المنتدى المالي العالمي (Ecumene 2022): “أظهر التصريح الأخير للأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف يعدّ التعاون الاقتصادي بين روسيا والدول التي لا توجد لها أراضي في منطقة القطب الشمالي، مثل الصين، تهديداً لأمنه، لزيادة وجوده في الشمال”.

وأضاف كورتشونوف: “يتطوّر مثل هذا النزاع، بالطبع، في ظروف غياب أي حوار بمشاركة الدول التي توجد لها أراضي في منطقة القطب الشمالي، ويزيد من خطر اندلاع نزاع، وقد يثير حوادث عسكرية في المنطقة”.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن روسيا تشعر بالقلق بسبب الزيادة الكبيرة في نشاط الناتو بمنطقة القطب الشمالي، بما في ذلك الدول غير الإقليمية من أعضاء الحلف، مثل بريطانيا.

وشدّد الخبير على أن “روسيا بصفتها أكبر دولة في منطقة القطب الشمالي تنفذ مهام واسعة لمصلحة تطوير هذه المنطقة، وتعمل وستعمل ما بوسعها لمنع وقوع مثل هذه الحوادث”.

في الشأن الأوكراني، أفادت وكالة “بلومبرغ” بأن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تمارس الضغط على الاتحاد الأوروبي لكي يعمل المزيد لدعم أوكرانيا، وخاصة تنظيم المساعدات المالية الشهرية لكييف.

ونقلت الوكالة عن مصادر أن “الولايات المتحدة جاهزة لتقديم مساعدات مالية لأوكرانيا بمقدار 1,5 مليار دولار شهرياً خلال فترة النزاع مع روسيا، وتحاول تحقيق تعهّد حلفائها الأوروبيين بتخصيص المبالغ المماثلة. وتصرّ إدارة بايدن على أن تعمل أوروبا المزيد من أجل أوكرانيا”.

إلى ذلك، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”: إن الرئيس الروسي خلال خطاب ألقاه في الساحة الحمراء احتفالاً بانضمام المناطق الأربع لقوام روسيا، حذّر الغرب من الاستعداد للقتال حتى النهاية.

وحسب الصحيفة فإن خطاب الرئيس الروسي بشأن الصراع مع الدول الغربية كان أكثر صرامة من ذي قبل.

وأضافت الصحيفة: “حاول بوتين أن يُظهر للغرب تصميمه على أنه لا يستسلم لضغوط العقوبات وإمدادات الأسلحة لأوكرانيا وسيواصل القتال”.

ويرى مؤلفو المقال في الصحيفة أن الزعيم الروسي أظهر لبقية العالم رغبته في قيادة حركة عالمية ضد الهيمنة الأمريكية.

من جهتها، حذّرت النائبة في البوندستاغ (البرلمان الألماني) سارة واجنكنخت من خطر وقوع كارثة نووية بسبب أوكرانيا، مشيرة إلى ضرورة حل الأزمة دبلوماسياً.

وأضافت النائبة: “الحزب الاشتراكي الديمقراطي يجرّنا إلى صراع قد ينتهي بكارثة نووية. الدبلوماسية وحدها هي التي ستمنع المزيد من التصعيد”.

وأشارت إلى أن الحرب الاقتصادية التي تُشنّ على روسيا لا تساعد، بل تعيق تسوية الأزمة.

كذلك شدّدت على أن “العقوبات الاقتصادية تضرّ بنا أكثر ممّا تضرّ بموسكو، وتحقق أرباحاً قياسية لشركة غازبروم (الروسية). علاوة على ذلك، فإن هذه الإجراءات تخدم مصالح واشنطن”.

وفيما يخص حادثة تفجير خطّي أنابيب الغاز “السيل الشمالي”، رجّحت مجلة “nationalreview” أن تقوم روسيا بالردّ في حال كانت الولايات المتحدة متورّطة فعلاً في حادثة التفجيرات.

وقال الكاتب والمحلل أنتونيو رايت في مقاله في المجلة: إذا كانت الولايات المتحدة متورّطة في الانفجارات على خطي أنابيب الغاز السيل الشمالي، فروسيا ستردّ في حال ثبت ذلك، مرجّحاً أنها قد تضرب البنية التحتية الأمريكية.

ويعتقد كاتب المقال أن احتمال تورّط واشنطن بشأن تخريب خطوط الأنابيب سيؤدّي أيضاً إلى حدوث خلاف في علاقات البيت الأبيض مع حلفائه، وفي المقام الأول مع ألمانيا.

وأضاف المقال: “بغض النظر عمّا إذا كان القرار السياسي لبناء خط الأنابيب سيئاً من الناحية الاقتصادية والجيوسياسية، فإن الألمان لن يغفروا لأمريكا على هذا الفعل”.

ولفت رايت إلى أنه إذا كانت للولايات المتحدة بصمات على هذه العملية، فإن ذلك سيعني نهاية الناتو نفسه، إذ لا يمكن لأي حكومة ألمانية أن تصمد أمام غضب الجمهور الألماني من حيلة الولايات المتحدة.