مدافىء “البليت”.. الكيلو بـ 2250 لكل ساعة تدفئة وفوارق التكلفة بسيطة مقارنة بالمازوت
دمشق – بشير فرزان
لم يوفق الناس إلى الآن في تأمين المازوت، وما يزيد من مخاوفهم فقدان هذه المادة وغلاء أسعارها في السوق السوداء لتصل إلى 8000 ل. س للتر الواحد، عدا أن الكميات التي ينتظرونها ضمن البطاقة الذكية لا تكفيهم إلا لأسابيع معدودة هذا إن حصلوا عليها!
ولا شك أن هذا الواقع، الذي يحكم على الأسر بشتاء قارس البرودة، سرّع من عملية البحث عن مصادر أخرى للتدفئة كبدائل عن المازوت، وفي الوقت ذاته دفع إقبال الناس وبحثهم إلى تنشيط ما يمكن أن نسميه سوق البدائل التي نشطت بسرعة، حيث ارتفع سعر طن الحطب إلى مليون وأربعمائة ألف ليرة سورية، وأسعار المدافىء واكبت أيضاً حالة الارتفاع وخاصة مدافىء الطاقة البديلة كتلك التي تعمل على “السبيرتو”، وهي منتج جديد بأسعار مختلفة من 100 ألف حتى 250 ألف، أو المدافىء التي تعمل على “البيليت”، أو ما يعرف تحت مسمى الوقود الحيوي، والتي يتم الترويج لها بشكل كثيف كأحد أهم الخيارات المتاحة للمواطن الباحث عن الدفء، وهو عبارة عن كبسولات مضغوطة من الوقــود الحيوي النبــاتــي المصنعة من مخلــفــــات الخشب والأشجار وبقايا بعض المحاصيل الزارعية وهذا يعني توفره على مدار العام.
ولاشك أن بحثنا عن هذه المدافىء أوصلنا إلى سوق المناخلية الذي تصدح فيه أصوات الباعة مع أصوات المطارق التي تصنع مختلف المدافىء وغيرها من المواد حيث كان هناك العديد من المحلات التي تبيع هذا النوع من المدافىء بأحجام مختلفة ولكن للأسف كانت هناك مفاجأة بانتظارنا حيث بين أحد الباعة أن سعر مدفأة البليت الكبيرة مليون وثلاثمائة وخمسون ألف ليرة سورية والصغيرة حوالي 960 ألف ليرة سوريةـ وفي محل آخر كان سعرها حوالي 560 ألف ليرة سورية، ولكن تحتاج إلى حوالي أسبوع لطرحها في السوق، أما عن كيفية تامين مادة “البيليت” فقد أعرب الباعة عن استعداهم لتأمين الكميات المطلوبة وبسعر يتراوح مابين 1850 و2250 للكيلو الواحد من هذا الوقود الذي يعد صديقاً للبيئة وحلاً متاحاً للباحثين عن الدفء وذلك حسب أسعار بيع المحال التي تبيع المدافىء في سوق المناخلية.
وفيما يخص تكاليف استخدام هذا النوع من الوقود، حسب ما أكده الباعة، فإن الكيلو الواحد من “البيليت” يعمل على التدفئة لمدة ساعة واحدة أو أكثر بقليل، وهذا يعني أن المصروف اليومي لهذه المدفأة لمدة عشر ساعات وفقا لسعر الكيلو حوالي 27 ألف ليرة سورية عند مقارنة سعر المازوت الذي يُباع حراً مع سعر “البيليت”، أي أن التوفير يكاد ينعدم أو يمكن القول هناك “فوارق بسيطة”، إلا انه يتميز بتوفره بشكل دائم ويمكن الحصول عليه بسهولة ودون أية صعوبات كما هو الحال في تأمين المازوت الذي بات في قائمة “الندرة” والاسعار الخيالية.
بالمحصلة النهائية، أصحاب الدخل المحدود سيواجهون شتاءً شديد البرودة خاصة مع هذه الأسعار التي تزيد من ضآلة رواتبهم التي بالكاد تكفيهم لأيام معدودة، وحتى لو فكروا بالاقتراض، فلن تكفي لشراء هذه المدافىء أو تأمين تكاليفها اليومية، وهنا نتوجه إلى أصحاب القرار بالسؤال: كيف سيكون شتاؤكم هذا العام، وأنتم من أصحاب الدخل المحدود وتحت مظلة الوظيفة العامة بكل تفاصيلها؟