إصابة جندي ومستوطن في عمليتين نوعيتين للمقاومة في نابلس
الأرض المحتلة – تقارير:
بعد عملية نوعية نفّذها المقاومون الفلسطينيون اليوم في مدينة نابلس بالضفة الغربية أدّت إلى إصابة مستوطن إسرائيلي، أغلقت قوات الاحتلال مدينة نابلس وقراها الجنوبية والشرقية، كما اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال، بينما قامت عصابات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال بالاعتداء على المواطنين والطواقم الطبية الفلسطينية في المدينة، ورغم الحملة المسعورة للاحتلال على نابلس أصيب جندي إسرائيلي بعملية نوعية ثانية نفذها المقاومون الفلسطينيون، وتأتي هذه التطوّرات رغم حالة التأهب الأمني لقوات الاحتلال وإطلاق مناورة عسكرية على خلفية الإنذارات باستعداد المقاومة لتنفيذ عمليات تترافق مع عطلة ما تسمّى الأعياد اليهودية التي بدأت منذ أسبوع.
ففي نابلس، نفّذ مقاومون فلسطينيون عملية نوعية استهدفت مركبة وحافلة للمستوطنين شرقي المدينة ما أدّى إلى إصابة مستوطن إسرائيلي، وتمكّنوا من الانسحاب من موقع العملية بسلام، وفور تنفيذ العملية شرع جنود الاحتلال باقتحام المنطقة وتطويقها بشكل كامل، وأغلقوا الحاجز العسكري الذي يقيمه جيش الاحتلال عند مدخل بلدة بيت فوريك شرق المدينة، كما اقتحموا قرية سالم القريبة، وداهموا عدداً من المنازل وفتشوها وحطموا محتوياتها، إضافة لقيامهم بخلع أبوابها وتخريبها، في وقت اعتلى فيه قناصة الاحتلال أسطح بعض المنازل والبنايات وحوّلوها إلى نقاط مراقبة عسكرية.
في الأثناء، أغلقت جرافات الاحتلال الطرق الزراعية المؤدّية إلى سهل قرية سالم، كما أغلقوا مدخلها مع الطريق المؤدّي إلى قرية بيت فوريك المجاورة، وشرع جنود الاحتلال بعمليات بحث عن أية آثار تمكّنهم من الوصول لمنفذي العملية.
وعلى خلفية اعتداءات الاحتلال على قريتي سالم وبيت فوريك وقعت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال، ما أدّى إلى إصابة ما لا يقل عن 40 فلسطينياً بالاختناق بقنابل الغاز، واعتقال 4 شبان قرب بيت فوريك.
وقال مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل: إن جنود الاحتلال اعتدوا على الطواقم الطبية بالضرب، حيث أصابوا مسعفين اثنين بجروح مختلفة واحتجزوهما لحوالي نصف ساعة قبل إطلاق سراحهما.
وأضاف: إن المواجهات لا تزال مستمرة وخاصة مع استمرار إغلاق المنطقة الشرقية لنابلس بالقرب من مكان العملية وتعزيز عمليات التفتيش بحثاً عن المقاومين.
من جانبها، اعتدت عصابات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على مركبات الفلسطينيين عند مدخل بيت فوريك، ما أدّى إلى تضرّر بعضها، كما اعتدوا على طواقم الهلال الأحمر خلال نقلهم حالة إسعافية من القرية إلى أحد المشافي ما أدّى إلى إصابة عدد منهم برضوض.
وأدانت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة، اعتداء قوات الاحتلال ومستوطنيه على طواقم الهلال الأحمر أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل الفاعل والحقيقي لحماية القانون الدولي الذي ينتهكه الاحتلال دون خوف من العقاب أو المساءلة.
ورغم الإجراءات الأمنية المشدّدة لقوات الاحتلال في محيط نابلس أصيب جندي إسرائيلي في عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية قرب مستوطنة إيتمار، كما تعرّض رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة لإطلاق نار قرب المستوطنة أيضاً.
في الأثناء، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في محيط جامعة القدس، جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، واندلعت المواجهات عقب اقتحام قوات الاحتلال محيط الجامعة، وإطلاقهم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب الفلسطينيين.
جاء ذلك في وقت شنّت فيه قوات الاحتلال حملة اعتقالات في عدد من مدن الضفة الغربية حيث اقتحمت عدة أحياء في بيت لحم، وحي الشيخ جراح وبلدة بدو في القدس، وبلدة عزون في قلقيلية، وضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم، واعتقلت تسعة فلسطينيين.
وتأتي هذه التطوّرات قبيل انطلاق مناورة عسكرية لقوات الاحتلال في شمال الضفة الغربية تبدأ مساء الأحد وتنتهي في ساعة متأخّرة من ليله، وسط حالة من التأهّب الأمني، وتعزيزاتٍ دفعت بها سلطات الاحتلال إلى أرجاء الضفة الغربية وتحديداً منطقتي جنين ونابلس، وذلك خشية تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعمليات بالتزامن مع ما تسمّى عطلة الأعياد اليهودية المتواصلة منذ أكثر من أسبوع وتمتد نحو شهر.
وفي القدس المحتلة أيضاً، وفي إطار محاولات تهويد المسجد الأقصى المبارك، رصدت ما تسمّى “جماعات الهيكل” الصهيونية مكافآتٍ مالية لكل مستوطن ينفخ البوق ويقوم بتنفيذ ممارسات استفزازية في الأقصى فيما يسمّى “عيد العُرش”، ودعت جماعات المستوطنين إلى أكبر اقتحام للمسجد الأقصى، والاحتشاد بعائلاتهم وأطفالهم، وحدّدت ذروة عدوانها القادم على المسجد في 11 تشرين الأول الجاري.
وفي سياق ممارسات الاحتلال الوحشية بحق الأسرى الفلسطينيين وأهاليهم، قال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين حسن عبد ربه: إن “إدارة سجون الاحتلال أغلقت سجن ريمون واحتجزت الأهالي في غرفة الزيارة، واعتقلت شقيقة الأسير سبع الطيطي، الشابة أسيل الطيطي من مخيم بلاطة في محافظة نابلس”.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرّك العاجل والسريع للإفراج عن أهالي الأسرى وفك احتجازهم من سجن ريمون والاطمئنان على أوضاعهم وتسهيل عودتهم.
وفي السياق ذاته، يواصل 30 أسيراً فلسطينياً إضرابهم عن الطعام لليوم الثامن رفضاً لجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأسرى.
وأكد الأسرى في بيان، أنهم سيواصلون معركتهم بعزيمة لا تلين يستمدّونها من إيمانهم المطلق بأن المستقبل ليس للغزاة، مشيرين إلى أن الإضراب جزء من المعركة الطويلة مع الاحتلال حتى استعادة كامل الحقوق.
ودعماً للأسرى المضربين عن الطعام، شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة بمدينة البيرة، وطالبوا بتحرّك دولي للإفراج عنهم ووقف جرائم الاحتلال بحقهم، وفي مقدمتها التعذيب والعزل والإهمال الطبي المتعمّد.
سياسياً، أدانت خارجية السلطة الفلسطينية في بيان، اعتداءات عصابات المستوطنين على الفلسطينيين، وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدّساتهم، مشيرةً إلى أنها تتم يومياً بحماية قوات الاحتلال لتوسيع الاستيطان وتكريس الفصل العنصري.
وشدّدت، على أن غياب المساءلة الدولية لـ”إسرائيل” وإفلاتها المستمر من العقاب يشجّعانها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم، ويوفران لها البيئة الدولية المناسبة للتمادي في تخريب أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.