تسويق التفاح بأدنى مستوياته.. و”السورية للتجارة” و”الروابط الفلاحية” تتبادلان الاتهامات بالتقصير!
سئم مزارعو التفاح بطرطوس انتظار تدخل السورية للتجارة بتسويق منتجهم رغم جودته وكمية إنتاجه، فكانت وجهة بعضهم لتجار سوق الهال، ووجهة البعض الآخر إلى البرادات الخاصة رغم ارتفاع تكلفتها!
تسويق خجول!
رئيس الرابطة الفلاحية بالدريكيش حسين وسوف أفاد بأن الكميات المسوقة على مستوى الرابطة خجولة جداً قياساً بالإنتاج والجودة، إذ تم تسويق ستة آلاف صندوق لغاية ٢٨ / ٩ / ٢٠٢٢، بمعدل ٤٠٠ -٥٠٠ صندوق يومياً، وهو غير كافٍ، من أصل الإنتاج الكلي للمنطقة والبالغ 12909 طن، وأشار إلى أن أهم العقبات والصعوبات التي تعترض عملية التسويق هي تأخر السورية للتجارة عن تسويق المنتج وعدم توفر المازوت لسيارات النقل لدى فرع المؤسسة للقيام بعملية التسويق حسب مبررات الأخير، مشيراً إلى أن تكلفة الكيلوغرام ألفي ليرة والتسويق بألف!، ولفت رئيس الرابطة إلى أن موسم تسويق التفاح في خواتيمه و٩٠ % من المزارعين سوقوا إنتاجهم بوضعه في برادات خاصة بأجر سبعة آلاف ليرة للصندوق أو شحنه إلى سوق الهال إن كان بطرطوس أو صافيتا بسمسرة تصل إلى ٨ % للتجار.
أسعار مجحفة!!
وبين وسوف أن الأسعار التأشيرية التي تم وضعها من قبل الإدارة العامة بدمشق، هي 1200 ليرة للنوع الأول من الصنف الأحمر، في حين سوقه فرع طرطوس بألف ليرة للكغ، والنوع الثاني تم تسعيره بـ٨٠٠ ليرة والثالث بـ ٦٠٠ ليرة لنفس الصنف، وتم تسعير النوع الأول أبيض بـ ٩٠٠ ليرة، موضحاً أن هذه الأسعار غير متناسبة أبداً مع التكلفة الحقيقية للكغ وجهد الفلاح على مدار العام وما قام به من خدمة للشجر كالفلاحة ورش المبيدات!، متسائلا: هل يعقل أن يسوق نخبة التفاح بألف ليرة للكيلو الواحد، واقتصار تسويق السورية للتجارة على ١٠ % فقط؟
عدالة التسعير غائبة!!
من جهته بين رئيس الرابطة الفلاحية بصافيتا فؤاد علوش أن إنتاج هذا العام كبير على مستوى المنطقة كما أن النوعية جيدة ومع ذلك أغلب المزارعين سوقوا إنتاجهم بطرقهم الخاصة ليأتي تدخل السورية للتجارة متأخراً وخططها التسويقية بقيت حبراً على ورق، مبيناً أن عمليات التسويق مستمرة لغاية اليوم لكن بكميات قليلة، فعلى سبيل المثال تم تسويق ١٤٠٠ صندوق من الجمعية الفلاحية في البطار بينما الحاجة تستدعي تسويق ٣٠ ألف صندوق من الجمعية ذاتها، وتم تسويق ٥٠٠ صندوق من الجمعية الفلاحية في عين بشريتي، لافتاً إلى غياب العدالة في تسعير الصنف رقم واحد بين محافظتي طرطوس والسويداء، إذ تم تسعيره في طرطوس بـ ١٢٠٠ ليرة للكغ وفي السويداء بـ١٦٠٠ ليرة!.
أين القرار الحكومي؟
مدير فرع السورية للتجارة بطرطوس محمود صقر بين في حديثه لـ ” البعث” عدم وجود قرار حكومي بالتدخل الإيجابي بتسويق التفاح، وبيّن أن الفرع قام لغاية اليوم بتسويق ٢٢٥ طنا والعملية مستمرة لنهاية الموسم بعد أن تمت مؤازرة الفرع بسيارات من القطاع العام، وبحسب رأيه، فإن الكميات المسوقة هذا العام تفوق ما سوق العام الماضي بثلاثة أضعاف وأنها تفوق قدرة الفرع على التصريف، مشيراً إلى أن التسويق يتم للسوق الداخلية وللمحافظات غير المنتجة كحلب ودير الزور وإدلب ودمشق ودرعا، وأي كمية يستجرها الفرع ولا يسوقها يحاسب عليها كون طرطوس ليست الوحيدة المنتجة للمادة على مستوى القطر بعكس الحمضيات.
قلة كميات المازوت
ولم يخفِ صقر مشكلة تأمين المازوت للسيارات التي تسوق إنتاج المزارعين، معتبراَ أن المشكلة عامة لدى جميع قطاعات الدولة، حيث تقف سيارة الفرع على الكازية ثلاث ساعات.
وحول عدم عدالة السعر التأشيري بين محافظتي طرطوس والسويداء والتأخير في تسويق المنتج أفاد رئيس الفرع: لم نتأخر في التسويق وإنما بدأنا مع بداية الموسم، وكل من تواصل معنا من الجمعيات الفلاحية أرسلنا له صناديق وسيارات، موجهاً أصابع الاتهام للروابط الفلاحية في المناطق المنتجة كونها صلة وصل بين المزارعين والفرع، أما بالنسبة لفارق السعر فبين أن هناك تعميم من الإدارة العامة يطلب أن يسعر كل فرع وفق الأسعار الرائجة في محافظته.
يشار إلى أن الإنتاج الكلي من التفاح على مستوى المحافظة يقدّر بـ / ٢٣٣٩٣/ طنا، موزعاً حسب الكميات الآتية: في الدريكيش / ١٢٩٠٩/ طنا، وفي صافيتا / ٦٦٠٠/ طنا، وفي الشيخ بدر / ١٧١١/ طن وفي بانياس / ٧٩٧/ طن، وفي القدموس / ١٣٢٩/ طنا، وفي طرطوس / ٤٧/ طنا فقط، وذلك حسب دائرة الأشجار المثمرة المتخصصة في زراعة طرطوس، إذ قيم رئيس الدائرة المهندس محمد عبد اللطيف في تصريح سابق “للبعث” إنتاج هذا العام بالجيد مع عدم وجود أمراض اقتصادية، وأن الإنتاجية والنوعية أفضل من العام الماضي.
دارين حسن