الاحتلال يصعّد عدوانه على الضفة
الأرض المحتلة – تقارير:
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها الهمجي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، فقد أُصيب عدد من الفلسطينيين واعتُقل آخرون اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه مناطق متفرقة في الضفة الغربية، بينما اعتدى مستوطنون على طلاب مدرسة في نابلس، واقتحم المئات منهم المسجد الأقصى ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته، في وقت أعلن فيه نادي الأسير الفلسطيني عن تدهور حالة الأسير ناصر أبو حميد، الأمر الذي استدعى نقله بشكل عاجل من سجن الرملة إلى المستشفى، وفي لوكسمبورغ وبلجيكا نظّمت الجالية الفلسطينية وقفة احتجاجية أمام مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي بُعيد قرار الاتحاد إحياء اجتماعات “مجلس الشراكة” بين الاتحاد و”إسرائيل”.
وفي خطوة تعكس مدى الاستثمار في القضايا التي تستقطب تأييد اليمين الإسرائيلي المتطرّف، تعهّد زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بدعم بناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية إذا استعاد منصبه كرئيس للوزراء بعد الانتخابات الإسرائيلية المزمع تنظيمها في تشرين الثاني المقبل.
ففي مدينة نابلس، أغلقت قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح الباكر جميع المداخل المحيطة بالمدينة، والطرق الواصلة بين مدن شمال الضفة الغربية ووسطها، لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمنطقة، ما تسبّب بأزمة مرورية خانقة.
واعتدى المستوطنون على الفلسطينيين ومركباتهم على الطرق الواصلة بين شمال الضفة الغربية ووسطها، ما أدّى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين وتضرّر بعض المركبات.
واحتشد مئات المستوطنين عند مدخل بلدتي حوارة وبيت فوريك في نابلس، واعتدوا على طلبة مدرسة حوارة، بحماية قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الصوت والغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق ورضوض.
ومساء أمس هاجم مستوطنون سيارة إسعاف بالقرب من مدخل مستوطنة “يتسهار” المقامة على أراضي الفلسطينيين، جنوب نابلس.
وأدانت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة، استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على سيارات الإسعاف والمسعفين والمراكز الصحية والطبية، وأشارت إلى أن استمرار الاعتداءات نتيجة طبيعية للصمت الدولي على جرائم الاختلال ومستوطنيه، وأكدت أن هذه الاعتداءات لن تثني المسعفين والكوادر الطبية عن تقديم واجبهم الإنساني.
وفي البيرة، أغلق عشرات المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال حاجز البيرة الشمالي، وألقوا الحجارة وسط الشارع لإعاقة حركة سيارات الفلسطينيين.
كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تل والمنطقة الشرقية في نابلس، وعدة أحياء في الخليل، وقرية دير جرير في رام الله، ومخيم عين السلطان في أريحا، واعتقلت تسعة فلسطينيين.
وفي اعتداء جديد على المقدسات الإسلامية، قرّرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف، من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، حتى منتصف ليلة يوم غدٍ الأربعاء، بحجّة ما تسمى “الأعياد اليهودية”.
وقال مدير الحرم: إن قوات الاحتلال طالبت سدنة الحرم الإبراهيمي بوقف توافد المواطنين والمصلين إلى الحرم وأروقته، في ظل تشديد الإجراءات العسكرية في محيط الحرم.
وفي القدس المحتلة، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، ونفذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته.
وقالت دائرة الأوقاف الفلسطينية: إنّ نحو 300 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولاتٍ استفزازية، وأدّوا طقوسهم التلمودية العنصرية في باحاته وساحاته، واستمعوا إلى شروح بشأن هيكلهم المزعوم، عشية “عيد الغفران”، وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال وتضييقات على الموجودين في الأقصى بسحب بطاقاتهم الشخصية وإخراج بعضهم قسراً من المسجد.
وأشارت الأوقاف، إلى أنّ “عشرات المستوطنين نفخوا بالبوق بين قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى”.
إلى ذلك، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، نقل الأسير ناصر أبو حميد بشكل عاجل من سجن الرملة إلى المستشفى، إثر تدهور خطر جداً وإضافي في حالته الصحية.
وقال ناجي أبو حميد، شقيق الأسير المريض ناصر: تم إبلاغنا بنقل ناصر إلى المستشفى بسبب آلامه الحادة، مضيفاً: “مصادر طبية أبلغتنا قبل قليل أن حالة شقيقي ناصر خطرة جداً”.
والأسير أبو حميد مصاب بسرطان الرئة منذ قرابة عام، وبسبب المماطلة في إجراء الفحوص الطبية وتقديم العلاج له، تدهورت حالته جداً، ودخل في غيبوبة لأيام طويلة قبل أن يبدأ العلاج الكيميائي، لكنه وصل إلى مرحلة “ميؤوس منها”، وهو أخٌ لشهيد وأربعة أسرى.
في الأثناء، ورفضاً لاستئناف عقد اجتماعات الشراكة الأوروبي مع “إسرائيل”، نظمت الجالية الفلسطينية في بلجيكا ولوكسمبورغ، بالتنسيق والتعاون مع جمعية الصداقة البلجيكية الفلسطينية أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وقال رئيس جمعية الصداقة البلجيكية الفلسطينية، السيناتور بيار غالون في بيان خلال الوقفة: إنّ “إعادة تعزيز العلاقات مع “إسرائيل” هو بمنزلة مكافأة لها على جرائمها”.
وطالب المشاركون في الوقفة بضرورة “فرض عقوبات على كيان الاحتلال رداً على انتهاكاته المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار عملياته العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وعدم التعامل مع القضية الفلسطينية بازدواجية المعايير”.
ورفع المشاركون لافتاتٍ وصوراً تكشف حقيقة سلوك “إسرائيل” من عمليات قتل ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار البيان إلى حرب الاحتلال ضد منظمات حقوق الإنسان السبع، وتصنيفها لها منظماتٍ إرهابية، وحظرها بعد تفتيشها وتخريبها والاستيلاء على محتوياتها.
في سياق متصل، وقّع زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع 30 عضواً من حزب الليكود و26 سياسياً آخر من حزب “شاس” و”يهدوت هتوراة” والحزب “الصهيوني الديني” و”البيت اليهودي” إعلان نوايا لما تسمّى “الحركة من أجل السيادة” بهدف تطوير المستوطنات وبناء المزيد منها.
وتعهّد الموقّعون، باستخدام جميع الأدوات البرلمانية المتاحة لهم لتنفيذ مثل هذا البناء، بما في ذلك تغيير اللوائح لتسهيل منح تصاريح البناء للمستوطنين.