للمرة الألف.. صرافات حلب في أزمة خانقة!
حلب- معن الغادري
لم يخطر في بال أي مسؤول زار حلب – وما أكثر زياراتهم – أن يتفقد واقع عمل فروع المصارف، ويرى بأم عينه ما يعانيه المواطن من صعوبات كبيرة، لإنجاز تعاملاته المصرفية، أو الحصول حتى على مرتبه الشهري من الصرافات الموزعة على عدد من المناطق وأحياء المدينة، والتي غالباً ما تكون معطلّة، أو خارج الخدمة بسبب انقطاعات الشبكة المتكرّرة، أو خالية من النقود لعدم تغذيتها من قبل المصارف بشكل يومي.
هذه المعاناة التي أشرنا إليها غير مرة، دون أن تلقى أي استجابة من المعنيين في المحافظة، تتجدّد بصورة يومية، إذ يتجمّع العشرات بل المئات من المواطنين من داخل المدينة وخارجها أمام كوات الصرافة التابعة لساعات طويلة، ومنهم من يعيد المحاولة في اليوم الثاني أو الثالث، دون أي جدوى، وتتفاقم هذه الأزمة مع بداية الثلث الأخير من كلّ شهر، ولغاية الأسبوع الثاني من الشهر الجديد، موعد بدء صرف رواتب المتقاعدين والموظفين.
ويؤكد المنتظرون من المواطنين الذين التقيناهم صباح اليوم أنه مضى على وقوفهم أمام الصراف في حي العزيزية المتموضع عند مدخل المصرف التجاري رقم 7 ما يقارب 5 ساعات، ولم يحالفهم الحظ بقبض رواتبهم، ويروي آخرون من المنتظرين عند الصرافات المتموضعة على طرفي ساحة سعد الله الجابري من -العسكريين والنساء وكبار السن- أنهم يتحمّلون يومياً عناء السفر من قراهم ومناطقهم ودفع أجور نقل مضاعفة، ليعودوا خائبين كون الصرافات والتي لا يتجاوز عددها 24 صرافاً إما معطلة أو خارج الخدمة بسبب غياب الشبكة أو لا يوجد فيها نقود، ما يضطرهم إلى الانتظار لساعات طويلة لآخر النهار، أو العودة في اليوم الثاني والثالث، لمواجهة المشكلة نفسها، مع تزايد عدد المواطنين الراغبين بالحصول على رواتبهم وتزاحمهم في مشهد أقرب ما يكون للمشهد اليومي في التزاحم والتدافع على مواقف الباصات والسرافيس!
وبدورنا نضعُ هذا الملفّ مجدداً وللمرة الألف برسم من يزور حلب من المسؤولين ومجلس محافظة حلب وإدارات المصارف لعلّهم يجدون حلاً سريعاً لهذه المشكلة المزمنة والمستعصية، رأفة بالمتقاعدين والمسنين نساءً ورجالاً.