“أوبك +” توجه صفعة لواشنطن.. الموافقة على خفض إنتاج الخام بمقدار مليوني برميل
فيينا – واشنطن – موسكو- تقارير:
وافقت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف مصدّري النفط العالمي “أوبك +”، الذي يضمّ وزراء الدول المنتجة البارزة، على خفض إنتاج الخام بمقدار مليوني برميل يومياً استجابة لتراجع الأسعار، في ضربة كبيرة لجهود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لثني “أوبك+” عن خفض إنتاج النفط بشكل كبير.
وبعد هذا التخفيض أُسقط في يد واشنطن التي سعت إلى زيادة إنتاج النفط في محاولة لاستخدام هذه الزيادة في النيل من موسكو ومنعها من بيع نفطها، و تحديد سقف لأسعار النفط الروسي وهو ما أصبح مستبعداً بعد هذا القرار.
ففي أول ردّ من واشنطن على قرار “أوبك +”، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: إنّ الرئيس بايدن “يشعر بخيبة أمل بسبب القرار القصير النظر الذي اتخذته أوبك+ بخفض حصص الإنتاج بينما يتعامل الاقتصاد العالمي مع التأثير السلبي المستمر للحرب في أوكرانيا”.
وأضاف سوليفان: إنّه “في الوقت الذي يكون فيه الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية أمراً بالغ الأهمية، سيكون لهذا القرار التأثير الأكثر سلبية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة”.
وفي محاولة لكبح الأسعار أشار سوليفان، إلى أنّ وزارة الطاقة الأمريكية ستطلق بتوجيهٍ من بايدن 10 ملايين برميل إضافية من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي إلى السوق الشهر المقبل، استمراراً للإطلاقات التي أمر بها في آذار الماضي.
كذلك بيّن أن إدارة بايدن ستتشاور مع الكونغرس بشأن أدوات وسلطات إضافية لتقليص سيطرة أوبك على أسعار الطاقة، مشيراً إلى أنّ “إعلان اليوم من أوبك+ يُعدّ بمنزلة تذكير بأهمية تقليل الولايات المتحدة من اعتمادها على المصادر الأجنبية للوقود الأحفوري”.
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك حول قرار تحالف أوبك + خفض الانتاج: “كان هناك قراران مهمان اليوم، أود أن أقول إنهما قراران تاريخيان. القرار الأول هو خفض الحصص بمقدار 2 مليون برميل يومياً في المجموع من قبل جميع دول تحالف أوبك+. هذا قرار غير مسبوق بالفعل، لأننا لم نتخذه منذ فترة طويلة، آخر مرة كانت منذ عامين ونصف العام”.
وأوضح نوفاك قائلاً: “هذا القرار يتعلق في المقام الأول بتحقيق توازن السوق، التي تدخل منطقة من الاضطراب وعدم اليقين، وخاصة في فترة الخريف والشتاء، عندما ينخفض الطلب ويحتاج العرض إلى تعديل”.
وانتقد نوفاك، وضع أيّ سقف لأسعار النفط الروسي، معتبراً أن هذا الأمر “ينتهك آليات السوق” وقد يكون له “تأثير ضار جداً” على الصناعة العالمية، مجدّداً التحذير من أن الشركات الروسية “لن تزوّد الدول التي تستخدم هذه الأداة بالنفط”، معتبراً أن توجّه الاتحاد الأوروبي لاتخاذ هذا الإجراء قد يؤدّي إلى “نقص في النفط”.
وكانت شبكة “سي إن إن” الأميركية ذكرت أمس، نقلاً عن وثيقة للبيت الأبيض، أنّ “الولايات المتحدة قلقة من أن قرار “أوبك+” المحتمل بخفض إنتاج النفط قد يسبّب أزماتٍ رئيسية للبلاد، ويمكن اعتباره “عملاً عدائياً”.
وجاء في تقرير للشبكة الأميركية أنّ البيت الأبيض “يحذر من أنّ اجتماع “أوبك+” قد يتسبّب في أضرار كبيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وأنّ قرار خفض إنتاج النفط سيكون بمنزلة “كارثة كاملة” للبلاد.