العقوبات تحاصر “التعليم عن بُعد” وعدم اعتماديته يحد من فرص خريجيه
دمشق – رامي سلوم
تتجاهل الندوات والمؤتمرات الخاصة بـ “التعليم عن بعد” أو ما يعرف بـ “التعلم الذكي” واقع اعتمادية الاختصاصات المطروحة في الجامعات الافتراضية وغيرها كالتعليم المفتوح، والتي ترفض دول عديدة اعتمادها أو معادلتها وبالتالي تحد من فرص العمل المطروحة أمام خريجي تلك الجامعات، كما تحد من فرص تطورهم العلمي وحصولهم على درجات عليا (الماجستير والدكتوراه)، بسبب الاعتذار عن اعتماد الشهادات الجامعية التي تمت بطريقة غير تقليدية، وعدم قبولها.
وأكد مدير الجامعة الافتراضية السورية خليل عجمي لـ”البعث” وجود مشكلات تعترض اعتمادية هذه الشهادات في الدول العربية وأهمها دول الخليج العربي والأردن ومصر وغيرها، في حين أن العديد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا، ودول أخرى على رأسها كندا وماليزيا تسمح لحملة الشهادات الجامعية عبر الجامعات الافتراضية والذكية بالعمل.
على الرغم من أن البرامج السورية الذكية أو غير التقليدية تتم في إطار الجامعات الحكومية حيث تروس الشهادات والوثائق باسم الجامعة الأم (جامعة دمشق – برنامج التعليم المفتوح) غير أنها تبقى خارج منظومة الاعتمادية العربية، وكذلك بقية الجامعات العربية الذكية بين بعضها البعض، والتي يتم اعتمادها ضمن أراضي الدولة نفسها بمراسيم أو استثناءات لتفعيل هذا النوع من التعليم محلياً.
ومن المستغرب أيضا، أن الأساليب الجديدة في التعلم الذكي لا تزال تواجه بالممانعة من الأساتذة والأكاديميين أنفسهم الذين ينظرون لخريجي تلك الجامعات بدونية، وكثيرا ما يعلنون عن عدم رضاهم عن تلك البرامج كون المسجلين فيها لم يحصلوا على الدرجات المطلوبة في الثانوية العامة لدراسة الفروع المطروحة، متناسين أن الآلية الخاصة بالتحصيل الدراسي والدرجات في الثانوية العامة تتعلق بالقبول الجامعي، وقدرة الكليات على الاستيعاب الجامعي ليتم المفاضلة على أساس الدرجات، وليست معيارا معتمدا للقبول في جامعات دولية كبرى.
وفي السياق نفسه، اعتبر عجمي أن التعلم الذكي ووسائل التعليم العصرية في سورية تعاني بدورها تداعيات الحصار الجائر، لافتا إلى أن قدرة منظومة الجامعة الافتراضية السورية هي استيعاب بين 1200 و1500 شخص حاليا وهي نفس الطاقة الاستيعابية عند إطلاق الجامعة في عام 2002، لافتا إلى أن الانتقال إلى منظومة أوسع يكلف مبالغ كبيرة للغاية.
وأشار عجمي إلى أن ظروف الحصار منعت الجامعة من الحصول على استضافة من أحد المشغلين الدوليين ما يحقق الهدف المطلوب باستقبال مئات آلاف الطلاب، غير أن اللجوء إلى المخدم الخارجي غير ممكن في الظروف الحالية، مؤكدا أن خريجي البرامج السورية أثبتوا مهارات وقدرات على المستوى المحلي والخارجي، وتمكنوا من تحقيق إنجازات كبيرة على مستوى الأعمال أو الدراسات ما يؤكد جدوى البرامج التعليمية وأهلية خريجيها.