جماهير شعبنا وحزبنا تحتفل بالذكرى الـ 49 لتشرين التحرير: الجولان عائد لا محالة.. وكل احتلال إلى زوال
محافظات – البعث:
في الذكرى التاسعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية التي خاضها بواسل الجيش العربي السوري ضد الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، تحتفل جماهير شعبنا وأمتنا بالذكرى الخالدة في وجدان كل السوريين والعرب وكل الأحرار والشرفاء في العالم، وبهذا اليوم الوطني التاريخي الأغرّ، حيث أقيمت الاحتفالات والفعاليات لإحياء الذكرى وتوجيه التحية لأبطال حرب تشرين التحريرية الذين كتبوا النصر على صفحات تاريخ سورية الناصع، وسطروا أروع الملاحم بعد كسرهم أسطورة “الجيش الذي لا يقهر”، وتغلّبهم على هذا الجيش المعتدي وعصاباته الغادرة، وهزيمة سلاح طيرانه الذي طالما استباح الأهداف المدنية والبنى التحتية، ولقنوه درساً لن ينساه وألحقوا أكبر هزيمة به.
لقد شكّلت حرب تشرين أمثولة للأجيال والشعوب الحرة المتمسكة بحقوقها، والمؤمنة باستعادتها كاملة، يستذكرها العدو قبل الصديق، وتُراجع أمريكا والغرب صفحة الهزيمة التي لحقت بهم لحظة استخدام نفط العرب سلاحاً بوجههم، ووجه شركاتهم التي كانت تستغل مقدّرات وثروات العرب، وتدعم به العدو الصهيوني قبل الحرب وخلالها.
كذلك استعاد المواطن العربي أمجاده التي عكّرتها الهزائم والنكسات والنكبات السابقة، ووجّه بوصلته نحو استعادة كامل أراضيه السليبة من براثن الأعداء، وتحقيق التضامن والوحدة بين جميع قوى التحرّر العربية، والتواصل الفكري والنضالي مع القوى التحررية والوطنية في كل بقاع الأرض، لهزيمة محور الشر الصهيوأمريكي، وسحق أدواته الوضيعة وتنظيماته وخلاياه الإرهابية التي تحاول سرقة معاني الانتصار والثورة في كل فرصة تجدها مواتية.
ففي القنيطرة (محمد غالب حسين)، أقامت قيادة فرع القنيطرة للحزب مهرجاناً خطابياً لإحياء ذكرى هذه المناسبة واليوم الوطني التاريخي الأغرّ.
وقال محافظُ القنيطرة المهندس معتز أبو النصر جمران في كلمة له: إنّ حرب تشرين التحريرية تحدّث عنها كثير من الباحثين والقادة العسكريين والاستراتيجيين الذين عدّوها ملحمة العرب الكبرى في العصر الحديث، لأنها أعادت الثقة إلى أبناء الأمة العربية، وأثبتت أن النصر على العدو الصهيوني قد تحقق عندما توفرت القيادة الحكيمة والإعداد والتدريب، حيث صاغ الجيش العربي السوري بها نصر الوطن ببطولات عزّ نظيرها.
وتحدّث جمران عن النهضة الكبرى التي شهدتها المحافظة بعد تحرير مدينة القنيطرة وعدة قرى ومزارع في الجولان بفضل الدعم الكبير من القائد المؤسس حافظ الأسد الذي وجّه بإعادة إعمار القرى المحرّرة وبناء مدينة البعث وتقديم أفضل الخدمات للمحافظة ومنح مشاريعها الأولوية والأفضلية والسرعة الكليّة للتنفيذ، مؤكداً أن الدعم والاهتمام قد تعاظما من السيد الرئيس بشار الأسد، حيث أحدثت بالمحافظة خمس كليات جامعية، وازدادت مساحات استصلاح الأراضي مجاناً، وتمّ بناء سد المنطرة، إضافةً إلى الخدمات الناجزة المُقدّمة لأبناء محافظة القنيطرة في محافظات دمشق ودرعا وحمص وريف دمشق.
كذلك جدّد الأهل الأباة المناضلون في الجولان السوري المحتل بكلمة مسجّلة بصوت المناضل حسن فخر الدين من مجدل شمس باسم أبناء قرى مسعدة وعين قنية والغجر وبقعاثا ومجدل شمس، رفضهم للاحتلال الاسرائيلي وما صدر عنه من قرارات احتلالية باطلة وإجراءات عدوانية زائلة، معلنين الانتماء الأصيل الراسخ للوطن الأم سورية والتمسك بالهوية العربية السورية رمز كرامتهم وشرفهم، وأكدوا الولاء لقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
وكان عضو فرع نقابة المهندسين السوريين بالقنيطرة المهندس رمضان سعيد قد ألقى كلمة المنظمات الشعبية التي مجّد بها حرب تشرين التحريرية المجيدة التي تعدّ ملحمة العرب الكبرى في العصر الحديث، وكانت نصراً مؤزراً للعرب حيث حطّمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، واستطاع جيشنا الباسل تدمير خط آلون، واجتيازه لتحرير تراب الجولان.
من جهته، تحدّث أمين فرع حزب الاتحاد العربي الديمقراطي بالقنيطرة أحمد فياض عن أهمية حرب تشرين التحريرية التي كانت منارة لتضحيات وبطولات وشهداء تشهد بها ولها أرض محافظة القنيطرة وقمم جبل الشيخ، مشيراً إلى صمود أبناء محافظة القنيطرة بوجه العدو الإسرائيلي بكل قوة وعزيمة وثبات.
وقال الرفيق الدكتور رفعت الحسين عضو قيادة فرع القنيطرة للحزب من قرية بقعاثا: إن أبناء الجولان السوري المحتل على ثقة بحتمية تحرير كل شبر من أرضنا المحتلة بهمّة أبطال الجيش العربي السوري الذين هزموا المشروع الصهيوأمريكي ومرتزقته من الإرهابيين.
أما الباحث أحمد الحسن فتحدث قائلاً: اليوم تنداح بي الذاكرة تسعة وأربعين عاماً خلت إلى يوم السادس من تشرين الأول عام ١٩٧٣م، حيث بدأ الجنود الأبطال بتحرير مرصد جبل الشيخ، وزحفوا يحرّرون تراب الجولان بعد تدمير خط آلون واجتيازه.
واستذكر عروس الجولان وفخر المدائن وزمردة البلدان مدينة القنيطرة بعد تحريرها بحرب تشرين، حيث تزيّنت بأكاليل الغار، وشقائق النعمان والأقحوان، ولبست عباءة من خزامى وقصب، وتقدّمت بتيه وفخر وعنفوان وألق نحو أبناء الوطن الذين تنادوا من كل حدب وصوب ليشهدوا لحظة تاريخية ويوماً مشهوداً له.
بدوره، وجّه مختار قرى الجولان عصام شعلان التحية لجيشنا البطل وللسيد الرئيس بشار الأسد، لافتاً إلى أن حرب تشرين ستبقى منارة لنا تبعث فينا الأمل بالانتصار وتحرير الجولان المحتل من براثن الاحتلال الإسرائيلي.
مدير ثقافة القنيطرة أحمد المرزوقي قال في كلمته: اليوم بحضرة ذكرى الفرح والنصر التشريني الجولاني نؤكد أن الجولان هو الأحلى والأغلى والأبهى والأزهى والأسمى والأنقى والبوح والفوح والحب والمحبة والنور والمنارة والأشواق التي لا تنتهي.
وعند ذكر الجولان تفرح الشفاه وتتألق العيون وتندى القلوب وتنتشر الطيوب وتتسامى النفوس وتخضر الأرواح وتنتشي ضفائر الأقاح، ومن أردانه تتعطر أنفاس الصباح، ولأن الجولان لنا ونحن الجولان الذي تشكّل ترابه من رفات الشبول النشامى من الآباء والأجداد وتعمّدت أرضه بنجيع الدم الطهور، نذكر اليوم أملاً لا يخامره شك أن نحرّر كل ذرة من تراب الجولان الحبيب.
واستذكر بهذه المناسبة أمين سر مجلس مدينة القنيطرة سامر قات الأهل الأباة المناضلين في الجولان المحتل قائلاً: وبهذه المناسبة نفخر بالأهل الأباة في الجولان السوري المحتل بقرى مجدل شمس ومسعدة والغجر وعين قنية وبقعاثا الذين رفضوا الاحتلال الإسرائيلي وما صدر عنه من قرارات احتلالية زائلة وإجراءات عدوانية باطلة وأعلنوا على الدوام الانتماء الراسخ الثابث للوطن الأم سورية والتمسّك بالهوية العربية السورية والاعتزاز بها والولاء لقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد والثقة الأكيدة التي لا يخامرها شك بتحرير كامل تراب الجولان.
وتابع: نؤكد لهم بهذه المناسبة أن الاحتلال إلى زوال وسيعود الجولان لوطنه وشعبه وأهله ويرتسم الأقحوان باقات فرح في روابي الجولان وتزداد مياه بحيرة طبرية صفاء وتشدو العصافير تجليات الانتصار وتشمخ قامات الرجال ويزهو الميس للأعالي وتتفجّر العيون والغدران من جديد وتتعالى أهازيج الحصادين وتحلو الأماسي المقمرة في الجولان.
وقد حضر المهرجان أمين فرع القنيطرة للحزب الرفيق الدكتور خالد أباظة ومحافظ القنيطرة المهندس والرفاق أعضاء قيادة فرع القنيطرة للحزب وقائد شرطة محافظة القنيطرة ورئيس مجلس المحافظة وأعضاء مجلس الشعب وفعاليات حزبية وإدارية وشعبية وجبهوية وحشد كبير من أبناء المحافظة.
وفي درعا (دعاء الرفاعي)، أقامت قيادة فرع درعا للحزب مهرجانا فنيا وخطابيا، بحضور أمين الفرع الرفيق حسين الرفاعي والمهندس لؤي خريطة محافظ درعا، وثلة من ضباط الجيش العربي السوري، كما ضمّ المهرجان عروضاً حملت معاني الانتصار وفقراتٍ فنية قدّمتها فرقتا الكورال والفنون الشعبية بدرعا.
الرفيق الرفاعي تحدّث عن معاني التشرينين التحرير والتصحيح، مؤكداً أنّ تشرين التحرير هو أكبر ممّا كتب عنه وسيكتب، ومعتبراً أن ذكر أمجاد تشرين يستوجب الحديث عن بطلها القائد المؤسس حافظ الأسد البطل الذي صدق مع أمته وقهر غطرسة الأعداء وانتزع احترام العدو قبل الصديق، لأنه وقف شامخاً عندما تهاوى الكثيرون، وتوجّه بالتحية إلى السيد الرئيس بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة، مؤكداً وقوف الشعب والجيش خلف قيادته الحكيمة وتأييدهم المطلق لمواقفه الشريفة والصادقة.
بدوره محافظ درعا استذكر أمجاد نصر تشرين بما تحمله من معاني الانتصار وتحطيم هيبة العدو الغاشم، معتبراً أنها حرب الأخذ بالثأر ومثال عن التخطيط الجيد من القادة، مؤكداً أن حرب تشرين التحريرية سجّلت رقماً مهمّاً في التاريخ بتحقيق الجيش العربي السوري الانتصار على العدو الصهيوني وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.
كذلك ألقيت خلال المهرجان كلمة الجيش العربي السوري، حيث أشار العقيد حسان علي علي إلى أهمية انتصارات تشرين التحرير التي حققت الإنجازات العظيمة بتحرير الأرض وكسر شوكة العدو الصهيوني وشكلت نقطة انطلاق لانتصارات متتالية حتى يومنا هذا، آملاً أن يكون الاحتفال القريب بالنصر ضد القوى الإرهابية وإعلان كامل الجغرافيا السورية خالية من الإرهاب.
واختتمت فعاليات المهرجان بتقديم وثيقة عهد وقسم للسيد الرئيس بشار الأسد.
وفي طرطوس (محمد محمود)، شهد المركز الثقافي في طرطوس ندوة حوارية، بحضور الرفيق أمين فرع الحزب بطرطوس الرفيق الدكتور محمد حبيب حسين ومحافظ طرطوس عبد الحليم خليل.
وعرضت الندوة مادة توثيقية عن حرب تشرين التحريرية، تلاها حوار مفتوح مع العميد الركن نصر الدين حمود، والعميد الركن صلاح مسلم، حول مجريات الحرب والمعطيات التي كانت حينها، حيث قطعت الحرب بهمّة جنودنا الشجعان اليد الطولى للعدو الصهيوني واستطاعت القوات السورية تحرير كل المرتفعات القريبة بشكل سريع، وفي صباح ٧ تشرين الأول بدأت المعارك القتالية، وقال هنري كيسنجر جملته الشهيرة “لو لم تمدّ الولايات المتحدة الأمريكية حبلاً طويلاً لإسرائيل لغرقت بالبحر”.
وأوضح المحاوران كيف تمّ تجهيز القوات العربية وتنفيذ ضربات معاكسة، وكيف حدثت أكبر معركة في التاريخ الحديث للدبابات في ١١ تشرين الأول، وكانت المفاجأة بقرار وقف إطلاق النار وقبول مصر، ثم أعلنّا عن وقف الهجوم المعاكس وهنا كان القرار الصعب على جبهتنا، وقمنا بتجهيز القوات لحرب استنزاف استمرت حوالي ٩٠ يوماً.
وتمّ خلال الندوة عرض مجموعة من الأرقام والحقائق والمعطيات حول الحرب، فمعظم الدول العربية شاركت فيها كالأردن والمغرب ومصر والعراق والجزائر وليبيا والسودان، وباقي الدول شاركت بالدعم اللوجستي وتضامنت معنا دول كثيرة ودعمت موقفنا، وكان هناك تميّز لدور دفاعنا الجوي، حيث تم تنفيذ ٦٠٠٠ طلعة قتالية، وكان في السماء يومياً ٤٠ طائرة مناوبة، وفي يوم ١١ تشرين تم إسقاط ٩٢ طائرة معادية، كما تم إسقاط ٢٥٠ طائرة معادية على الجبهة السورية وحدها خلال الحرب، ولوحظ التفاني في العمل في كل القطاعات، وانعدمت المخالفات والجرائم.
وختم المحاضران بالقول: إنّنا اليوم نعيش فرح النصر بفضل تضحيات جنودنا الأبطال وما قدّموه من إنجازات عظيمة ترجمت أفكار القائد المؤسس حافظ الأسد، التي سار على نهجها السيد الرئيس بشار الأسد، فنحن اليوم نحارب العدو نفسه، وحرب تشرين حرّرتنا من عقد الخوف، وهي أكبر عامل نفسي موجود للمقاتل العربي، وهذا أهم عامل في الانتصار، فالجندي الواثق من نفسه ينتصر كما انتصرنا على أعدائنا في هذا الزمان.