الأرض تموت بسبب الاحتباس الحراري
د. رحيم هادي الشمخي
عند الرجوع الى معالجة الاحتباس الحراري اليوم، لابد لنا وأن نعود الى مؤتمر كوبنهاغن حول المناخ، الذي عقد من 7 الى 18 كانون الأول 2009، وحضره حوالي 110 من زعماء الدول والحكومات، حيث اعتبر الاجتماع الأهم من نوعه لمجابهة التفسير المناخي، والحد من الاحتباس الحراري، والقصد منه التوصل الى اتفاقية شاملة ملزمة تحل محل بروتوكول كيوتو. ورغم أن هذا المؤتمر عقد حول البيئة البشرية، إلا أنه لم يحقق اتفاقات قانونية ملزمة بشأن المتغيرات المناخية، واستمثار التكنولوجيا الجديدة، فكان مؤتمر المكسيك الذي عقد عام 2010 الانطلاقة الحقيقية والعلمية لاتفاق شامل كونه اهتم بتخفيض الانبعاث الحراري في ذلك الوقت.
إن لظاهرة الاحتباس الحراري آثارا عدّة تضر الكرة الأرضية والبيئة والمناخ والكائنات الحية بشكل كبير ومنها التغير في درجة الحرارة، بحيث لا يكون ارتفاع درجة حرارة الأرض ثابتا وبنفس الدرجة، فدرجة حرارة الهواء السطحي فوق اليابسة ترتفع بشكل أسرع من المحيطات، وبالتالي تكون أكبر زيادة في درجة حرارة السطح فوق القطب الشمالي، وسيؤدي ذلك لذوبان الثلوج والجليد في البر والبحر، وانخفاض مساحة الأسطح المغطاة بالثلوج والجليد، مما يزيد من الاحتباس وارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بنسبة الضعفين أسرع من بقية أنحاء كوكب الأرض.
كما أن من أهم تأثيراته تغير أنماط هطول الأمطار، لأن هناك علاقة مباشرة للاحتباس الحراري بالتغير في أنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء العالم، فقد شهدت بعض المناطق زيادة في هطول الأمطار الغزيرة أكثر من المعتاد كالمناطق القطبية وشبه القطبية، وانخفضت في مناطق خطوط العرض الوسطى، ومن المتوقع حدوث زيادة في هطول الأمطار بالقرب من خط الاستواء وانخفاض في المناطق شبه الاستوائية.
هذه التغييرات في أنماط الهطول ستؤدي إلى زيادة فرص تغير الطقس في العديد من المناطق، فانخفاض هطول الأمطار في الصيف في أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا، وزيادة معدلات التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى الجفاف في بعض المناطق، بينما ستشهد بعض المناطق فيضانات كبيرة بسبب زيادة هطول الأمطار الغزيرة.
ومؤخراً، توقعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن القطب الشمالي سيكون خالياً فعلياً من الجليد البحري الصيفي بحلول عام 2050، فقد ساهم ذوبان الجليد في الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم.