حديث الغُرَفْ..!؟
وائل علي
تصوروا أن لدينا بدل الغرفة غرف…!!
نعم غرف…!!
غرفة للتجارة وأخرى للصناعة وثالثة للنقل البحري ورابعة للزراعة وخامسة للسياحة ولا أدري إن نسينا غرفاً أخرى!!
كما أنه لدينا الكثير من الاتحادات الجامعة كاتحاد غرف التجارة والصناعة والمصدرين والتأمين والفلاحين.. إلخ
لكن ما ليس لدينا هو حصيلة عملها على الأرض ودورها وفاعليتها وجدواها وإنتاجيتها ومساهماتها في التخفيف من أزماتنا الاقتصادية والصناعية والزراعية والنفطية والنقلية والكهربائية التي تعصف بالبلاد والعباد..
ولأننا نعتقد أن دورها أكبر من متابعة شؤون الأعضاء والتنسيب وتعديل التصنيف وتحصيل الاشتراكات والرسوم ومنح التعويضات، نسأل بشفافية: هل ما تقدمه الغرف والاتحادات يرتقي لحجم المرحلة والجراحات والتضحيات، وهل تتساوى التسهيلات والامتيازات والإعفاءات والقروض التي منحت وتمنح مع المأمول والمرتجى!؟
إن ما ننتظره الانخراط أكثر في صلب العملية التنموية والانتاجية والتسويقية وفتح الأسواق التصديرية والخطوط الملاحية واستقطاب وإقامة المعارض الخارجية والداخلية مع الدول غير المعنية بالحصار وقانون قيصر والعقوبات، وتقمص الدور الزاجر لضبط الأسواق والحد من الغلاء الفاجر والاحتكار والتهرب الضريبي والتلاعب الذي يمارسه البعض، ولا يهمنا التقاط الصور التذكارية التي لم نحصد منها إلا الريح، كما لا تهمنا الهياكل التنظيمية لأننا نريدها من لحم ودم وروح، فتقدم العلاجات والحلول، وتسرع عجلة الانتاج لتعود لليرة قوتها وتكبح جماح التضخم المرعب وتضبط فلتان الأسعار، وليس التزاحم والصراع على الكراسي للفوز برئاسة وعضوية مجالس الإدارات وعقد الصفقات الملتبسة!!
إننا نتطلع ونرنو لذاك الدور الذي لا يخلع صاحبه رداء صنعته عند أول منعطف، ويقيم الولائم العامرة – وإن كان من حقه التنعم بما لديه – ولا يدير ظهره للحصان الذي أوهنه التعب فكبا، ولا للقطار الذي تلكأ وتخلعت عرباته قبل الوصول للمحطة!
إن الانخراط في جوهر العملية التنموية سيعيد ترميم وصل ما انقطع وسيسهم في إطلاق المشروعات الإنتاجية الكبرى على غرار ما قام به ونفذه بعضهم خارج الحدود في مصر ولبنان والأردن، مثلاً، حتى صاروا علامة فارقة ومضرب مثل!
ترى، ألسنا الأولى والأحق بتلك المشروعات التي كبر أصحابها وصاروا من خيرات هذه الأرض وسواعد وعقول وحرفية ومهنية أبنائها؟
إننا إذ نفهم “جُبْنَ” رأس المال والمعيقات والعراقيل والصعوبات والضغوطات والمحاصصات و”التهديدات” أحياناً التي “قد” يتعرضون لها، لكننا نعرف أيضا أننا بلد جريح يخرج للتو من حرب لعينة، وأن ما يجمعنا ليس “أوتيل” ولا حقيبة سفر , ولا قطعة كيك!
ولأن الخيل معقود بنواصيها الخير، فإننا نأمل أن نشهد أداء مختلفا أكبر بكثير من حديث الغرف ومكائدها، وحينها فقط يكتمل الدور والوظيفة!
ALFENEK1961@yahoo.com