بعد التفجير على جسر القرم.. بوتين يوعز بتشكيل لجنة لكشف ملابساته
موسكو – تقارير:
جسر القرم كان منذ بداية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا محور تهديدات متكررة بقصفه من قبل نظام كييف، كونه كان يربط القرم بالأراضي الروسية قبل استفتاءات الضم التي عززت ترابط روسيا والقرم عبر البر بأربعة مناطق يابسة، ونظراً لأنه يعد الأطول في روسيا، ويبلغ طوله 19 كيلومتراً.
وفي رده على تداعيات حادثة تفجير الشاحنة التي أدت لاشتعال صهاريج نقل الوقود على الجسر، فقد أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليمات بتشكيل لجنة تحقيق حكومية بالتفجير الذي وقع على جسر القرم، في حين اعتبرت أوساط روسية أنّ هذا العمل هو عمل إرهابي تقف وراءه سلطات كييف، وأنه بمثابة “إعلان حرب”، وخاصةً بعد تصريحات أوكرانية أثنت على العداء ضد روسيا بشتى الوسائل.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في تصريح له اليوم: إنّ “الرئيس بوتين أصدر تعليمات لرئيس الوزراء بتشكيل لجنة حكومية لمعرفة أسباب ما حدث، وإزالة آثاره في أسرع وقت ممكن”، موضحاً أنّ اللجنة ستشمل أيضاً رئيسي إقليمي كراسنودار والقرم وممثلي الحرس الوطني وجهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الداخلية.
ولفت بيسكوف إلى أنّ بوتين كان تلقى فور التفجير تقارير من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ونائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين ووزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف ووزير النقل فيتالي سافيليف،إضافةً إلى تقارير قادة عسكريين وأمنيين.
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية في بيان أنه “وفقاً للبيانات الأولية توفي ثلاثة أشخاص نتيجة حادث التفجير على جسر القرم، ومن المفترض أن هؤلاء هم ركاب سيارة كانت تسير بجوار الشاحنة المفخخة، حيث تم انتشال جثتي رجلين وامرأة ويتم التحقق من هوياتهم”.
وأضافت اللجنة: إن محققيها توصلوا إلى بيانات الشاحنة التي انفجرت، مشيرةً إلى أن مالكها هو أحد سكان إقليم كراسنودار، وبدأت إجراءات التحقيق في مكان إقامته، كما تجري دراسة مسار السيارة والوثائق ذات الصلة.
وأعلنت روسيا في وقتٍ سابق، وقوف مخربين أوكرانيين وراء حادث تفجير الشاحنة على جسر القرم، مشددةً على أن التفجير الإرهابي بمثابة “إعلان حرب”.
وقال رئيس برلمان جمهورية القرم فلاديمير كونستانتينوف في تصريح نقلته وكالة نوفوستي: “تمكن المخربون الأوكرانيون من الوصول إلى جسر القرم، وطوال 23 عاماً من إدارتهم في شبه جزيرة القرم لم يتمكنوا من بناء أي شيء يستحق الاهتمام، لكنهم تمكنوا من إلحاق الضرر بالجسر الروسي”، معتبراً أن الشيء الوحيد الذي يمكن لنظام كييف والدولة الأوكرانية فعله هو الموت والدمار.
بدوره أكد نائب رئيس مجلس الدوما الروسي أوليغ موروزوف أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف جسر القرم بمثابة إعلان حرب.
وقال موروزوف: إنّ “حرباً إرهابية خفية تشن ضد روسيا، إضافة إلى ذلك فإن الهجوم الإرهابي على جسر القرم لم يعد مجرد تحد، إنه إعلان حرب بلا قواعد”.
وفي السياق ذاته اعتبر مستشار رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك أن تفجير جسر القرم هو البداية ويجب تدمير كل شيء “غير قانوني حسب زعمه” في تبنٍ غير مباشر لحادث التفجير.
وقال بودولياك في تغريدة له على موقع تويتر: “القرم.. الجسر.. البداية كل شيء غير قانوني يجب تدميره، كل شيء مسروق يجب إعادته إلى أوكرانيا، كل شيء له علاقة بروسيا يجب طرده”.
وكانت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب قد أعلنت أنه تمّ تفجير شاحنة على جسر القرم فجر اليوم، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير عبر الجسر.
وقالت اللجنة في بيان: “وقع تفجير بشاحنة في الجزء الخاص بمرور السيارات من جسر القرم ما تسبب في اشتعال سبعة صهاريج وقود في قطار متجه نحو شبه جزيرة القرم”.
وأضاف البيان: إنّ انهياراً جزئياً حدث في قسمين من طريق السيارات، دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية في هذا الموقع من الجسر، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات في مكان الحادث لتحديد ملابسات الانفجار وإزالة آثاره.
كذلك أعلنت سلطات شبه جزيرة القرم الروسية عن توقف حركة السيارات على جسر القرم فجر اليوم بسبب اشتعال صهريج وقود في أحد أجزائه.
وقال أوليغ كروتشكوف مستشار رئيس القرم في بيان: إنه من السابق لأوانه الحديث عن الأسباب التي أدت للحريق.
من جهتها قالت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل البحري والنهري: إنه لم يتم تعليق الملاحة البحرية في مضيق كيرتش، بسبب الحريق فى الجسر.
وأكدت هيئة السكك الحديدية في شبه جزيرة القرم عدم تسجيل أي إصابات جراء اندلاع حريق في خزان وقود فوق جسر القرم، موضحة أن النيران اشتعلت في خزان وقود كان في مؤخرة قطار شحن يمر فوق الجسر.
جدير بالذكر أنه تمّ تشغيل الجزء الخاص بحركة مرور السيارات في جسر القرم في أيار 2018، كما تمّ إطلاق حركة القطارات عبر الجسر في أيلول 2019.