مباحثات سورية روسية بموسكو لتعزيز التعاون الإعلامي
موسكو – سانا:
بحث وزير الإعلام بطرس الحلاق مع بيلا تشيركيزوفا نائب وزير التنمية الرقمية للاتصالات والتواصل الاجتماعي في روسيا الاتحادية يوم أمس الجمعة آليات تعزيز التعاون الاعلامي وتبادل الخبرات بين الجانبين.
وأعرب الوزير الحلاق خلال الاجتماع الذي ضمّ أيضاً سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد ورئيس مجلس رجال الأعمال الروسي السوري الدكتور لؤي يوسف عن استعداد الوزارة وانفتاحها على أي فكرة يمكن مناقشتها في مجال التعاون الإعلامي، مثمّناً دعم روسيا الاتحادية لسورية ومواقفها الثابتة تجاهها في المحافل الدولية.
وأشار الوزير الحلاق إلى ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي في البلدين، وخاصةً بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لافتاً إلى أن الرأي العام السوري والروسي يتعرضان لأفكار غير صحيحة وقلب للحقائق من قبل الإعلام الغربي، كما جرى خلال الأزمة في سورية.
وقال الوزير الحلاق: إنه “خلال الأشهر الماضية وجدنا نفس السيناريو يعاد فيما يتعلق بروسيا والقيادة الروسية، فعندما أرادت روسيا أن تدافع عن حقها وعن سيادتها أصبحت دولة معتدية”، مقترحاً إقامة دورات تدريبية مشتركة لتوحيد الرؤية الاعلامية.
وأشار الوزير الحلاق إلى تجربة الإعلام السوري في مواجهة الإعلام الغربي لأكثر من عشر سنوات واستطاعته النجاح إلى حدٍ كبير في هذه المهمة، مقترحاً تبادل الخبرات في هذا المجال لمواجهة آلة الإعلام الغربي المشوهة للحقائق في كل من سورية وروسيا.
وأعرب الوزير الحلاق عن التأييد والجهوزية للوصول إلى اتفاقية في مجال الإعلام في دمشق، مشيراً إلى إجراءات وزارة الخارجية في هذا الخصوص واستعداد وزارة الاعلام لإتمام كل الأمور حولها.
بدورها أكّدت تشيركيزوفا أن سورية هي حليف استراتيجي ودولة صديقة لروسيا وضرورة تعزيز العلاقات في المجال الإعلامي من أجل تبادل الخبرات والتجارب، ليس فقط على منصة آر تي وإنما على منصات الهيئات الإعلامية الأخرى، مشيرةً إلى استعداد المسؤولين في آر تي لمواصلة هذه اللقاءات في المستقبل.
ولفتت تشيركيزوفا إلى أنّ لدى روسيا موقعاً إعلامياً آخر قادراً على تهيئة برامج مماثلة وهو سبوتنيك الراغب بإنشاء إذاعة في الأراضي السورية، معربةً عن اهتمام الجانب الروسي بزيارة دمشق لتوقيع مذكرة تفاهم في حقل التعاون في المجال الإعلامي.
بدوره قال سفير سورية في موسكو: إنّ “سورية تعرضت فعلاً لكل ما تتعرض له روسيا الآن من حرب إعلامية قاسية جداً إلى أن استطاعت إقناع العالم كله بأنّ ما يجري فيها حرب إرهابية مفروضة عليها”، منوهاً بوقوف وسائل الإعلام الروسية إلى جانب سورية وتوضيحها الحقائق حول ما يجري في سورية بأنه حرب إرهابية، ودحضها كل الأكاذيب التي مُورست على سورية.
وأكّد السفير حداد وقوف سورية إلى جانب روسيا في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ آلة الدعاية الغربية التي مورست تجاه سورية هي نفسها التي تمارس حالياً ضد روسيا من التدخل في شؤون الدول ومحاولة الهيمنة عليها، وتدمير البنى التحتية للدول، وفرض الحصار الجائر والعقوبات إلى جلب كل إرهابيي العالم تحت مسميات مختلفة لتنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم العدوانية.
وفي تصريحٍ لها قالت بيلا تشيركيزوفا: “إننا مهتمون بتقوية العلاقات بصورة خاصة في فضاء الإعلام والصحافة بهدف إتاحة الفرصة للإعلاميين في البلدين لتبادل التجارب والخبرات وإقامة مشاريع وبرامج مشتركة، ونحن منفتحون على إقامة دورات في موسكو ودمشق من أجل أن نستفيد من الخبرات السورية في هذا المجال”.
ولفتت تشيركيزوفا إلى أهمية أن تكون المعلومة التي ينشرها الإعلاميون في الظروف الحالية موضوعية، لأن سورية وروسيا تتعرضان باستمرار للتضليل والأنباء المعدة مسبقاً، مؤكدةً أن مهنة الصحافة يجب أن تخضع للمسؤولية أيضاً ما يوجب علينا معاً أن نبحث عن طرق ما لتمييز الحقيقة عن التضليل للتخلص من تلك الكليشيهات التي ليست لها أي علاقة بالواقع.
وكانت أول اللقاءات التدريبية للوفد الإعلامي الشبابي السوري الذي يزور روسيا حالياً في مقر قناة آرتي “روسيا اليوم” العربية بدأت في العاصمة الروسية موسكو أمس للتعرف على التقنيات والتجارب الإعلامية التي تستخدمها القناة في عملها ونشاطها الإعلامي، وذلك في إطار التعاون الإعلامي السوري الروسي.