الرئيس الأسد شارك في إحياء ذكرى المولد النبوي: الدين هو الذي يصلح الإنسان ولا إصلاح للمجتمع دون أن يكون دور المرأة أساسياً فيه
دمشق – سانا
شارك السيد الرئيس بشار الأسد بالاحتفال الديني الذي أقامته وزارة الأوقاف يوم أمس الأحد إحياءً لذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في رحاب جامع بني أمية الكبير بدمشق حيث أدى صلاة الظهر مؤتماً بفضيلة الشيخ الدكتور خضر شحرور مدير أوقاف ريف دمشق.
وتم بدء الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم للقارئ الشيخ سليم عبده العقاد وتخللت الاحتفال ابتهالات دينية من وحي المولد النبوي الشريف.
وأكد السيد الرئيس خلال تحدثه لمعلّمات القرآن الكريم والتعليم الشرعي النسائي في المدارس الشرعية بعد انتهاء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في الجامع الأموي بدمشق أنه ليس هنالك ما يُسمّى الإصلاح الديني، لأنّ الدين هو الذي يصلح الإنسان وليس العكس.
وشدّد الرئيس الأسد على أنه لا يمكن إصلاح المجتمع دون أن يكون دور المرأة أساسياً فيه كشريك مع الرجل، وأن الشراكة لا تعني التماثل والتطابق، بل تعني تبادل الأدوار وتكامُلَها.
وفي التفاصيل قال الرئيس الأسد في بداية حديثه: “كل عام وأنتن بخير، نحن سعداء جداً بمشاركة السيدات والداعيات معنا في هذا الحفل، الحقيقة أريد أن أتحدث عن نقطتين، الأولى هي المحبة التي أراها في العيون، فلا يمكن لشخص يعمل بشكل صادق في الحقل الديني ويفهم الدين وينتمي إلى هذه العقيدة بشكل صحيح إلا أن يكون محباً”.
وأضاف الرئيس الأسد: “النقطة الثانية، يقال بأن النساء نصف المجتمع، ولكن لا أعرف ماذا يقصدون بهذا النصف؟ هل هو العدد، أم لأن أساس المجتمع يبنى على الرجل والمرأة والأبناء، لا يقاس المجتمع بالأعداد، ولا يقاس بالنسب، وإنما يقاس بالاندماج وبالتجانس، عندما ننظر إلى المجتمع ننظر إليه ككتلة واحدة، كتلة متجانسة تقدم منتجاً واحداً”.
وتابع الرئيس الأسد: “كنا نتحدث أنا والسادة العلماء في شهر رمضان عن موضوع ما يسمى الإصلاح الديني، وقلت في ذلك الوقت لا يمكن أن نصلح الدين لأن الدين هو الذي يصلح الإنسان وليس العكس، ولكن لا يمكن لهذا الإصلاح أن يكتمل من دون إصلاح المجتمع، ولا يمكن إصلاح المجتمع من دون أن يكون دور المرأة أساسياً فيه كشريك مع الرجل، والشراكة لا تعني أيضاً التماثل والتطابق، الشراكة تعني تبادل الأدوار والتكامل فيها، الرجل لديه نقاط قوة، والمرأة لديها نقاط قوة، والرجل لديه نقاط ضعف، والمرأة لديها نقاط ضعف”.
ولفت الرئيس الأسد إلى أنّ البعض قد يقول إن المرأة عاطفية، لكن في بعض الأماكن تكون المرأة أكثر حسماً وحزماً من الرجل وأكثر قسوة، ويكون هو أكثر ليناً وعاطفية هذا هو تبادل الأدوار.
وشدّد الرئيس الأسد على أن دور المرأة أساسي وختم حديثه بالقول: “عندما تكون المرأة موجودة معنا في هذا الحفل فهذا هو الشيء الطبيعي، الصورة التي طبعت عن العقيدة وعن الإسلام ترتبط بشكل أو بآخر بصورة المرأة المتخلفة، المرأة المقموعة، المرأة غير الفاعلة، اليوم تقُمن بأدواركنّ على أكمل وجه، وكلكنّ نساء قويات فاعلات نشيطات، ولكن بالنسبة لمن لا يفهم سوى بالمظاهر، فحتى هذا المظهر ضروري جداً بالنسبة لنا لكي تكتمل رسالة العقيدة، والإسلام ليس فقط بالمضمون وإنما أيضاً بالشكل”.
وكان وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد ألقى كلمة خلال الاحتفال أشار فيها إلى المعاني العظيمة لذكرى المولد النبوي الشريف، وما تضمنته سيرة الرسول المصطفى من أخلاق وقيم هي مثال للبشرية في احترامها لحقوق الإنسان، حيث بنت رسالته وعقيدته الحضارة وأغنت العلم وصاغت القيم وحمت الأسرة ورفعت المرأة وحفظت حقوق الطفل وما شرَعته من دولة مدنية تُحترم فيها حقوق المواطنة لكل أبناء الوطن.
وبين الوزير السيد أنه ومنذ أكثر من 1400 عام وضع النبي الكريم أول دستور للمواطنة وجعل حب الأوطان والذود عنها والشهادة في سبيلها من الإيمان، كما غرس في النفوس قيماً عظيمة ومنها الشورى التي تجسد المبادئ الحقيقية للإنسان، وليس كما هو حال الديمقراطية الغربية .. “ديمقراطية الشهوة والمال”.
ولفت الوزير السيد إلى القيم التي نشرها الرسول الكريم ومن أهمها العدل والمساواة والدعوة إلى الحوار والحكمة والموعظة الحسنة.
وتحدث الوزير السيد عن تضحيات الجيش العربي السوري والشعب السوري في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية الظالمة المدعومة من الإخوان والوهابية والعثمانية البائدة، مستذكراً قيم الشهادة التي جسدها جيشنا البطل في حرب تشرين التحريرية والتي تتزامن ذكراها مع ذكرى مولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال الوزير السيد إن سورية صمدت ببسالة جيشها وشعبها وبحنكة قائدها الرئيس بشار الأسد الذي أطلق العديد من المشاريع من حلب الى عدرا الصناعية ومن جهة أخرى يتابع أسر الشهداء والجرحى ودور الأيتام فكان اليد التي تغسل الجراح واليد التي تبني المصانع وتعيد الإعمار رغم الحصار.
واختُتم الاحتفال بدعاءٍ للشيخ الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، دعا الله فيه أن يحفظ سورية وشعبها وجيشها وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد وأن يلهمه ما فيه مصلحة الوطن والأمة.
وعقب انتهاء الصلاة التفت الجماهير حول الرئيس الأسد وبادلته التهاني والتبريكات بهذه الذكرى المباركة.
وشارك في الاحتفال عدد من كبار المسؤولين في الدولة وحزب البعث العربي الاشتراكي وعلماء الدين الإسلامي وحشد من المواطنين.