فوضى عارمة في الدوري الممتاز والمدربون أبرز الضحايا
ناصر النجار
لم يكن تغيير مدربي فريقي تشرين والمجد أول أمس مفاجئاً لمتابعي الدوري الكروي فهذا أمر اعتاد عليه الجميع، حتى المدربون أنفسهم يعرفون أنهم غير ثابتين في مواقعهم ومهددون على الدوام بالإقالة والشيء الوحيد الذي يضمن لهم البقاء هي النتائج فقط.
ومن غير المتوقع أن يتحسن وضع تشرين بطل الدوري لأنه افتقد هذا الموسم إلى الاستقرار التدريبي، وهو في خلال شهر واحد غير مدربين اثنين، أولهما عمار الشمالي وثانيهما رأفت محمد، قد يكون عذر التشرينيين أنهم لم يعتادوا على مثل هذه البدايات الباهتة، لكن المنطق يقول إن الظروف لم تخدم تشرين هذا الموسم، وهناك متغيرات كثيرة طرأت على الفريق وعلى ظروفه، ولا بد من الصبر حتى يستعيد البحارة ما فقدوه.
الفكرة تكمن في بلوغ الاستقرار الفني ليتمكن المدرب من تمرير ما يريد وإيصال الفكرة، لكن الأندية غير قادرة على الصبر وهي تبحث عن النتائج وغير مؤمنة بالبناء كما يحدث في كل الأندية خارج دورينا، هذا الهرج والمرج لن يصل بأنديتنا إلى المراتب التي تسعى إليها الأندية ما دامت سياساتها آنية لا تؤمن بالمستقبل، اليوم وللذكرى نقول: إن مدرب الفتوة حاصل على الإجماع من داخل النادي وخارجه، ولكن هل سيبقى كذلك عند أول خسارة أم إن سيوف الغضب ستطيح به؟.
الهرج والمرج نجده أحياناً في القرارات الارتجالية غير المدروسة، فمن غير المعقول أن نجد لجنة الأخلاق والانضباط تعاقب لاعباً سنة، ثم تأتي لجنة الاستئناف لتنسف قراراتها!.
وإذا عرفنا السبب بطل العجب، فلجنة الأخلاق والانضباط تعاملت مع الحالة على أنها اعتداء، فاللاعب عندما ينطح آخر أو يلكمه أو يوقعه أرضاً هو اعتداء بالمطلق، أما أن يتم تحويل الاعتداء إلى محاولة اعتداء فهذا لا تفسير منطقي له إلا أن اتحاد كرة القدم يسعى من خلال ذلك إلى تخفيف العقوبات بغض النظر عن صوابية التخفيف أو وجود مادة قانونية تتيح ذلك، وبالتالي فإن لجنة الأخلاق والانضباط ليست مسؤولة عن قرارات الآخرين، ولا يمكن أن نقول إن قرارها كان متسرعاً أو غير دقيق.
الهرج والمرج نجده في الملاعب التي مازالت تعاني الكثير من المتاعب في أرضياتها والنواقص في الملحقات والتجهيزات وغرف الحكام ومشالح اللاعبين، وأمام المناظر المقززة والمكررة في ملاعبنا نستغرب كيف يتصدر القائمون على كرة القدم المشهد الكروي معتبرين أن قضية رفع الحظر عن ملاعبنا مسألة وقت، ولكن ما زالوا يغطون في سبات عميق، ونسأل: ماذا عملتم لتكون ملاعبنا جاهزة عندما يرفع الحظر؟.