ما بعد تفجير جسر كيرش
تحليل إخباري
يشهد العالم حالة من الانتظار مشوبة بالخوف والقلق بعد تفجير جسر كيرش الرابط بين روسيا الاتحادية وشبه جزيرة القرم. وما دامت أوكرانيا غيرت قواعد الاشتباك فهذا يعني بداية فصل جديدة للحرب، وفق العديد من الخبراء الاستراتيجيين.
الجدير بالذكر أن نائب رئيس مجلس الدوما وصف التفجير بأنه “إعلان حرب”، واعتبرته وزارة الخارجية الروسية دليلاً على الطبيعة الإرهابية للحكومة الأوكرانية.
هذا التفجير يأتي بعد أيام من تفجير خطي أنابيب الغاز “نورد ستريم “١” و”٢”، وبتكرار هذه الحوادث المتتالية تقفز الأسئلة عن المرحلة الجديدة التي ستسير بها الحرب، إذ بنتيجة ما حدث ستضطر القارة الأوروبية، ومن ورائها العالم أجمع، إلى حبس الأنفاس بعض الوقت ترقباً لردود الأفعال الروسية على استهداف جسر القرم بعد أن رحبت دوائر السلطة الأوكرانية بالتفجير واعتبرته “مجرد بداية”.
لقد أطلق عدد من المسؤولين الروس تصريحات تتضمن إدانات شديدة اللهجة لأوكرانيا، وتوعدت برد قوي وعنيف وواسع النطاق، على اعتبار أن الهدف لم يكن عسكرياً، بل مرفقاً مدنياً حيوياً وله مكانة استراتيجية كبيرة، واستهدافاً يحاول أن يضرب في الصميم واحداً من معالم الهيبة والقوة الروسية.
على هذا الأساس، صنفت القيادة السياسية والعسكرية الروسية التفجير المفخخ على أنه عمل إرهابي، وحمّلت القيادة الأوكرانية وداعميها الغربيين تبعات ذلك، وتعهدت بعدم السكوت على ما حصل. وبالفعل، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل لجنة للوقوف على ملابسات التفجير وتفصيلاته، واتخذ قراراً عسكرياً مهماً بتعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائداً لقوات العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من ردود الفعل والإجراءات والمفاجآت التي تؤشر إلى أن التحرك العسكري الروسي سيأخذ منحى غير مسبوق منذ بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في شباط الماضي، لاسيما أن المسؤولين في القيادة السياسية والأمنية والعسكرية الروسية حذروا من قبل من أن استهداف الأراضي الروسية سيكون إعلان حرب سيتم الرد عليه بكل الوسائل المتاحة. لذلك، فإن استهداف جسر كيرش في جزيرة القرم، قد يكون أكثر اللحظات حرجاً في الحرب الأوكرانية، لأنه باختصار سيؤسّس لمواجهة أوسع نطاقاً مما مضى.
ريا خوري