كرة الناشئين بين اهتمام اتحاد الكرة ودعم الأندية
ناصر النجار
النتائج التي حققها منتخبنا الكروي للناشئين بكرة القدم في التصفيات الآسيوية التي جرت في الأردن تبدو للوهلة الأولى معقولة من كل الجوانب استناداً إلى العوامل والمعطيات والآليات التي تتعامل معها كرتنا مع الفئات العمرية الصغيرة.
فمن المنطقي ألا نطلب من هذا المنتخب أن يعود إلينا بالصدارة وأن يهزم اليابان، لأن المنتخب ما زال فتياً ومدربه الهولندي لا يملك العصا السحرية ليحول لاعبينا الذين امتهنوا كرة القدم في الحارات أكثر من الملاعب إلى عمالقة، بعد أن أهملت أنديتنا هذه الفئات واعتبرتها تحصيل حاصل في اهتمامها ورعايتها ودعمها.
نعود فنقول إن النتائج المحققة مقبولة وموضوع التأهل كان أمنية ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه.
لكن السؤال الأهم بعد هذه المعسكرات والمشاركات والمباريات لمنتخبنا الصغير: كيف سنحافظ على هذا المنتخب وكيف سنطور قدرات لاعبيه وإمكانياتهم؟
ما أنجزه المنتخب حتى الآن هو الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، وبعيداً عن الصخب الذي يروجه البعض دائماً لمصلحة اللاعب الفلاني أو المدرب الفلاني، فإن استمرار هذا المنتخب هو ضرورة ملحة مع تدعيمه ببعض اللاعبين الآخرين الذين فرضوا موهبتهم ولم تتح لهم الفرصة لينضموا إلى المنتخب في الفترة السابقة.
المنتخب الحالي يجب أن يكون أمل الكرة السورية في مستقبلها لأنه سيتحول إلى الشباب ومنه إلى الأولمبي وأخيراً الرجال بعد سنوات قليلة، والمسؤولية هنا تقع على اتحاد كرة القدم في تطوير اللعبة وحسن بنائها، لكن النبع يجب ألا يجف، والمنتخب فتي وغيره من المنتخبات بحاجة إلى روافد ودماء جديدة ليستمر العمل الصحيح الممنهج دون انقطاع وهذه مسؤولية الأندية وخصوصاً الكبيرة التي تملك الإمكانيات الكاملة لإنجاب اللاعبين وهي إمكانيات مالية وإنشائية وفنية، وعلى ما يبدو أن سوء إدارة القواعد في الأندية أجهض هذه الفئات، بل إن الأندية اعتمدت على الطفرات من اللاعبين التي تملك موهبة فطرية ونسيت أن هذه الموهبة تحتاج إلى الصقل، وهو أمر محدد بكلمة واحدة لكن تنفيذه يحتاج إلى قواميس تفسره، وعلى سبيل المثال هذا نادي المحافظة الذي يملك ما تتمناه كل الأندية، لكن فشل في كرة القدم، فها هو فريق الشباب خسر أمام تشرين 1/3 وجبلة صفر/6 وهذا مثال بسيط دون أن نتطرق إلى باقي فئات النادي التي لم تبصم على مستوى المحافظة فقط.
ويعود هذا الفشل إلى احتكار كرة القدم بأسماء معينة غير قادرة على البناء والتطوير رغم ما توفره الإدارة من إمكانيات وهو ما يفرض على الإدارة أمرين اثنين لا ثالث لهما، فإما أن تلغي هذه اللعبة التي تكلف الأموال الطائلة دون أي فائدة ترتجى من وجودها، وإما أن تضع الرجل المناسب ليقود كرة القدم فيها.