رغم الخسارات.. بطولة أندية العرب نقطة انطلاق جديدة لأهلي حلب
حلب – محمود جنيد
ودّع فريق أهلي حلب بطولة الأندية العربية لكرة السلة بنسختها الرابعة والثلاثين، من دورها ثمن النهائي، بخسارته أمام الأهلي المصري حامل اللقب وأحد المرشحين للحفاظ عليه بفارق إحدى عشرة نقطة.
أصوات تعالت قبل البطولة مطالبة بالانسحاب نظراً لظروف التحضير غير المناسبة، وأخرى استنكرت المشاركة بعد الخسارة الفادحة في المباراة الافتتاحية مع الاتحاد السكندري زعيم البطولة بسبعة ألقاب، بفارق 47 نقطة، واعتبروا ذلك فضيحة للسلة الأهلاوية والسورية المنغلقة على ذاتها، والتي عادت للظهور الخارجي بعد ستة عشر عاماً من الغياب.
ورغم التحسّن النسبي بمستوى الفريق في مباراتي الدور الأول اللاحقتين، وتذليل فوارق الخسارة لتسع نقاط مع الكويت الكويتي صاحب الضيافة، وثماني نقاط بعد التمديد مع الأهلي بنغازي الليبي، إلا أن أهلي حلب غير المحضّر للبطولة والناقص الصفوف لإصابة أهم لاعبيه عبد الوهاب الحموي وانطوني بكر مع أجانب على غير المستوى المطلوب، وتحديداً لاعب الارتكاز إيغور، قدّم مباراة جيدة أظهر فيها تحسناً ملحوظاً وروحاً قتالية عالية وخرج بأقل الخسائر، تبعاً للظروف التي سبقت المشاركة، وواقع الأندية والسلة السورية المترهلة التي أصبحت خلف الركب المتطور من حولنا.
مدرّب الفريق الأرجنتيني بتراتشي أوضح أن تواضع تحضيرات الفريق وضغط البطولة لم يسعفه لتمكين أفكاره التكتيكية، الدفاعية منها على وجه الخصوص، وبلورتها في ذهنية الفريق لتكون قابلة للتنفيذ، لكن مؤشرات نسق التحسّن الإيجابية التي نفّذ اللاعبون شيئاً من الأفكار المطروحة، ظهرت خلال مباراة الفريق مع الأهلي المصري، كما تجربة البطولة التي يمكن البناء عليها والاستفادة من نواتجها لتكون مرتكزاً للعمل البنائي المقبل للفريق، الذي سيتمّ إعادة ترتيب أوراقه وتحديد الخيارات المطلوبة للاستمرار ضمن المشروع المقبل.
من جانبه عضو إدارة أهلي حلب مشرف السلة فراس مصري أكد على قوة وصعوبة البطولة التي خرج منها أهلي حلب بفوائد الاحتكاك المطلوبة بعد غياب طويل عن المشاركات الخارجية، وشكلت انطباعات مهمّة وواضحة أين نحن من الآخرين، وعن مدى تراجع السلة السورية البعيدة جداً عن ركب تطور الأقران من المحيط العربي قبل القاري. ولفت مصري إلى أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لو كان مستوى الأجانب أفضل، وكان كلّ من عبد الوهاب الحموي وانطوني بكر المصابين، ضمن التشكيلة التي شاركت في البطولة، مشيراً إلى ضعف التحضيرات لحدّ عدم خوض مباراة ودية واحدة، إذ كانت المشاركة ستلغى من أصلها لولا تدخل رئيس الاتحاد الرياضي العام وإصراره على التواجد في البطولة وتقديمه الدعم المادي لإتاحة تلك الفرصة.
وحول مصير اللاعبين الأجنبيين أفصح مشرف السلة الأهلاوية بأنه تمّ فسخ عقودهما التي هي أصلاً محدّدة لمدة شهر تحت الاختبار، وكانت البطولة العربية مناسبة للتقييم، إذ أصبح إيغور خارج الحسبة تماماً والبحث جارٍ عن أجانب أفضل رغم أن الأمريكي سيبرمان قدّم مستوى معقولاً لكنه لم يكن حاسماً كغيره من محترفي الأندية المشاركة التي تتكلف رواتب عالية جداً. وأكد مصري أن أهلي حلب سيحاول الظهور بصورة مميزة في بطولة السوبر المحلية وغرب آسيا للأندية.