الدعم الأمريكي- الأوروبي يزيد انكسار أوكرانيا
ريا خوري
منذ بدء العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا، تداعى الغرب الأمريكي- الأوروبي لإغراق أوكرانيا بالمال والسلاح لغرض فرض القوة العسكرية في مواجهة القوات الروسية. لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تعداه إلى إرسال خبراء عسكريين للتدريب وتقديم المشورة العسكرية، والمشاركة في التخطيط، ووضع البرامج العسكرية، وتوفير دعم لوجستي واستخباراتي عالي المستوى.
لقد اعتقد العالم أن القوات الأوكرانية قد حقّقت بعض النجاحات والاختراقات على الجبهة الشرقية، بفضل الأسلحة الغربية المتطورة التي وصلت إليهم، إلا أن المراهنة على تحقيق الانتصار على الجيش الروسي القوي تبدو أقرب إلى الوهم، لأن تاربخ الحروب يخبر أن مسارها سيتغيّر، ولن يبقى يسير وفق مسار واحد محدّد، وخاصةً إذا كان أكثر من طرف يشارك في تلك الحرب كنموذج أوكرانيا.
لقد أكد كبار الخبراء العسكريين الاستراتيجيين الروس أنهم بعد أن حققوا نجاحات هائلة في الحرب عملوا على استغلال الثغرات، حيث استعاد الجيش الروسي زمام المبادرة من جديد وبقوة أكبر في أكثر من موقع، حيث من المتوقع، بموجب المعطيات المتاحة، أن تأخذ الجبهة الشرقية شكل معركة حاسمة ستمتصّ الجهود في الفترة القادمة.
أما من وجهة النظر العسكرية الفرنسية، فيرى الجنرال كريستوف غومار، القائد السابق في القوات الخاصة الفرنسية، أن المعارك الدائرة في أوكرانيا بدأت تتحوّل إلى حرب استنزاف، ولهذا السبب وافق الكونغرس الأمريكي، مؤخراً، على تقديم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة اثني عشر ملياراً وثلاثمائة مليون دولار، عدا المساعدات الغربية التي تُقدّر بعشرات المليارات من الدولارات، بهدف إطالة أمد الحرب، وتمكين الجيش الأوكراني من الصمود، كمقدمة لإحداث خلل في الجبهة الداخلية الروسية، لكن هل يمكن لهذه الأهداف أن تتحقق؟.