زاخاروفا: تواطؤ واضح على تعميم “روسوفوبيا” في المجتمعات الغربية
موسكو – أوتاوا- برلين- تقارير
في محاولة واضحة من الغرب لصرف انتباه الجمهور في مجتمعاته عن حقيقة ما يجري في العالم، ومنعه من التفكير في الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى الأزمات الاقتصادية التي تعيشها الدول الغربية حالياً، يتم توجيه الرأي العام نحو كراهية الشعب الروسي لتحميل روسيا مسؤولية ذلك من جهة، وإيقاف سلسلة سقوط الحكومات الغربية كأحجار الدومينو التي باتت ظاهرة مقلقة من جهة أخرى.
وفي سياق توضيح هذا التحريض الممنهج على روسيا، قالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إنه تم فرض حظر على صفحات مغني الراب كاني ويست على إنستغرام ومن ثم على تويتر بسبب تصريحات معادية للسامية.
ولاحظت زاخاروفا، أن كل المجتمع الأمريكي هاج وغضب على المغني المذكور.
وأشارت ممثلة الخارجية إلى ازدواجية المعايير في الغرب، وأضافت: “يظهر التساؤل، أين كانت كل صيحات الاستنكار والإدانة هذه، عندما شرّعت شركة ميتا عملياً دعوات القتل والعنف ضد الروس، برفضها إزالة أو تعديل مثل هذه المنشورات واعتبارها فقط بمنزلة خرق لقواعد فيسبوك؟”.
وتابعت زاخاروفا: “في ضوء ما جرى مع المغني كاني ويست، أودّ أن أثير مرة أخرى قضية المئات والآلاف من التصريحات المعادية للروس المفعمة بالحقد على البشر التي تظهر يومياً على إنستغرام وتويتر وفيسبوك وغيرها بالتواطؤ الكامل من جانب هذه المنصات. تدلّ الدراسات على أنه في الأشهر الستة الأولى فقط من هذا العام، ظهر أكثر من 141.5 ألف منشور وتعليق مناهض لروسيا في الجزء الناطق باللغة الإنجليزية من الإنترنت. لماذا لم يتم حذف هذه المنشورات؟ أم أن هذا أمر آخر؟”.
وسردت زاخاروفا عدة أسماء اعتادت على الإساءة لروسيا والتحريض ضد شعبها، وتساءلت: متى سيتم حجبهم.
ومن هؤلاء وزير خارجية أوكرانيا كوليبا الذي قال في 28 حزيران: روسيا بلاد القتلة، بينما هدّد مستشار مكتب رئيس أوكرانيا في 13 أيلول كل المعلمين الذين يعتزمون تعليم الأطفال الأوكرانيين حبّ روسيا بالسجن.
أما رئيس أوكرانيا السابق بوروشينكو فقد قال في 4 أيار: روسيا دولة إرهابية يجب أن تصبح منبوذة مع كوريا الشمالية. بوتين إرهابي أكثر من أسامة بن لادن. وروسيا أسوأ من داعش والقاعدة، وغير ذلك من التصريحات التي يتم إطلاقها على أعلى المستويات في الدول الغربية بهدف تحريض الرأي العام الغربي على روسيا ونشر ظاهرة “روسوفوبيا” بين الناس.
وأشارت زاخاروفا إلى أنه على خُطا الساسة والخبراء في الغرب يسير بعض المستخدمين العاديين الذين ينشرون دعوات مثل: “الروسي الجيد هو الروسي الميت”، و”يجب تدمير كل الروس على الأرض، حتى آخر واحد فيهم”، وغيرها ويجري نشر كل ذلك مع العديد من الصور والأشرطة المريعة.
إلى ذلك، أكدت السفارة الروسية في أوتاوا أن السلطات الكندية تتجاهل التهديدات الموجّهة إلى الدبلوماسيين الروس الموجودين على أراضيها.
ونقل موقع روسيا اليوم عن المكتب الصحفي للسفارة قولها: إن “الدبلوماسيين تلقوا ابتداء من شباط الماضي وبشكل مستمر رسائل إلكترونية تتضمّن تهديداتٍ مباشرة بقتلهم مع أفراد أسرهم، وتدمير مبنى السفارة باستخدام المتفجّرات، وعلى الرغم من قلقنا لا تبذل السلطات الكندية جهداً جدياً لضمان أمنهم وأمن أسرهم”.
وكان السفير الروسي في كندا أوليغ ستيبانوف صرّح سابقاً بأن مجهولاً ألقى في الـ12 من أيلول الماضي زجاجة حارقة على مبنى السفارة دون أن تقع إصابات أو أضرار، بينما اعتبرت السفارة هذه الحادثة محاولة لارتكاب عمل إرهابي.
وفي السياق، وجّه رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين ببدء التحرّي في ملابسات الاعتداء الذي استهدف مبنى السفارة الروسية في برلين.
ونقلت وكالة نوفوستي عن السفارة الروسية في برلين قولها: إن مجموعة من المخرّبين رشقوا مساء أمس الإثنين مبنى السفارة بكرات من السيليكون وعبوات الطلاء.
والجدير بالذكر أن البعثات الدبلوماسية ومراسلي القنوات الروسية والمواطنين الروس الموجودين في دول الغرب يتعرّضون للكثير من الاعتداءات والمضايقات نتيجة لظاهرة (روسوفوبيا) المنتشرة في الأوساط الغربية بشكل واسع في الآونة الأخيرة.