غروشكو: رفض السويد التعاون في التحقيق منطق للتصعيد والحرب
موسكو – براغ – تقارير
يوماً بعد يوم يتأكد الجانب الروسي أن تفجير خط السيل الشمالي لا يمكن له أن يتمّ لولا تواطؤ مجموعة من الدول التي يمرّ بها الخط على ذلك، وأن الحديث الروسي عن أن التفجير تم في منطقة تعدّ مجالاً حيوياً لقوات حلف شمال الأطلسي “ناتو” والاستخبارات الأمريكية، هو حديث دقيق بالنظر إلى المواقف الباهتة التي أعلنتها تلك الدول من الحادثة، والسلبية إلى حدّ التواطؤ، حيث يتم اعتماد مسألة العداء مع روسيا سبباً في منعها من المشاركة في التحقيق في تفجير بنية تابعة لها أصلاً.
فقد اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن بيان السويد بشأن عدم قبول مشاركة روسيا بالتحقيق في الهجوم الإرهابي على خطوط أنابيب الغاز “السيل الشمالي” يدخل في إطار استمرار مسار التصعيد الذي تعتمده الدول الغربية ضد موسكو.
وأوضح غروشكو خلال مقابلة مع وكالة سبوتنيك أنه لولا استمرار خط التصعيد المعمول به سابقاً لتعيّن على السويد دعوتنا فوراً للمشاركة في التحقيق، مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة تضمّنت الاستراتيجيات العسكرية وغيرها من الوثائق العسكرية السياسية لحلف شمال الأطلسي ودول الاتحاد الأوروبي مؤشراتٍ لإلحاق الضرر المتعمّد بمرافق البنية التحتية الحيوية بأعمال هجوم مسلحة، ووفقاً لهذه الاستراتيجيات يُسمح بردّ تقليدي باستخدام القوات المسلحة.
وأكد غروشكو أن منظمي الهجمات على السيل الشمالي وجسر القرم فهموا المسار الذي كانوا يسلكونه وما هي العواقب الآتية، لذلك فإن رفض التعاون من الدول الغربية مع روسيا يتناسب تماماً مع منطق التصعيد والحرب.
إلى ذلك، كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم أن العقل المدبّر للهجوم الإرهابي الذي وقع قبل أيام على جسر القرم هو رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف.
ونقل موقع روسيا اليوم عن الجهاز قوله في بيان اليوم: إن التحقيقات الأولية حول تفاصيل العملية أظهرت أن المنفذين “قاموا بتمويه العبوات الناسفة على شكل لفائف يبلغ وزنها الإجمالي 22.770 كيلوغراماً، وفي أوائل شهر آب الماضي تم إرسال هذه اللفائف من ميناء أوديسا البحري الأوكراني إلى ميناء روسه البلغاري، وبعده إلى ميناء بوتي بجورجيا ومن ثم إلى أرمينيا، حيث جرى تزييف الوثائق الخاصة بالشحنة قبل وصولها”.
وجاء في البيان: “في الـ4 من تشرين الأول الحالي عبرت الشحنة على متن شاحنة مسجّلة في جورجيا الحدود الروسية الجورجية عند نقطة تفتيش لارس العليا وفي الـ6 من هذا الشهر تم تسليمها وتفريغها في مستودع للبيع بالجملة بمدينة أرمافير بإقليم كراسنودار الروسي ليتم في السابع من تشرين الأول تحميل المنصّات في شاحنة المواطن الروسي ماهر يوسوبوف الذي غادر إلى سيمفيروبول، وفي صباح الـ8 من تشرين الأول تم تفجير شاحنته أثناء عبورها جسر القرم”.
وأوضح البيان “أنه تم توقيف خمسة مواطنين روس وثلاثة من مواطني أوكرانيا وأرمينيا تورّطوا في الإعداد للجريمة”، لافتاً إلى أن التحقيق في الهجوم لا يزال مستمراً حتى الآن.
وتعرّض جسر القرم الأسبوع الماضي لتفجير إرهابي عبر شاحنة مفخّخة ما أدّى إلى تعطل مسرب فيه واحتراق قطار لنقل الوقود ووفاة 3 أشخاص كانوا بسيارة قرب الشاحنة لحظة انفجارها.
من جهة ثانية، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي إحباط هجوم إرهابي على محطة النقل البري في مدينة بريانسك الروسية.
وقال جهاز الأمن في بيان: تم توقيف مواطن أوكراني وصل إلى إحدى المناطق الحدودية لروسيا من كييف عبر إستونيا، ثم استولى على مخبأ أعدّته الأجهزة الخاصة الأوكرانية يحتوي متفجرات كان من المزمع استخدامها في القيام بهجمة إرهابية على محطة النقل البري في مدينة بريانسك.
وأشار البيان إلى أنه بعد القبض على المتهم تعاون مع الأجهزة الأمنية واعترف بالمخطط الذي كان يعتزم تنفيذه.
كذلك أعلن الجهاز أن الخدمات الخاصة الأوكرانية كانت تستعدّ لشنّ هجمات إرهابية في مقاطعة موسكو باستخدام نظام الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات “إيغلا”.
وأوضح أن جهاز أمن النظام الأوكراني قام بنقل أنظمة صواريخ إيغلا إلى روسيا عبر إستونيا لشنّ هجمات إرهابية.
في سياق متصل، وصف نائب رئيس حزب “ثلاثة ألوان” التشيكي بيتر شتيبانيك رئيس النظام الأوكراني والمجموعة المحيطة به بأنهم “مجرد بيادق في لعبة شطرنج أمريكية”، مشدّداً على أن عناصر القوات الأوكرانية لا يموتون من أجل الحرية كما تزعم وسائل الإعلام والسياسيون الغربيون، وإنما من أجل المصالح التجارية والسلطوية الأمريكية.
وقال شتيبانيك في حديث لموقع أوراق برلمانية الإلكتروني: إن الحرب في أوكرانيا ما كان لها أن تقع لو تم تنفيذ اتفاقات مينسك، لافتاً إلى أن زيلينسكي تعهّد قبل انتخابه رئيساً بتهدئة الوضع في دونباس وتسوية العلاقات مع روسيا وهو الأمر الذي لم يفعله.
وأكد شتيبانيك أن الهجوم الذي تعرّض له جسر القرم هو “عمل ارهابي”، لافتاً إلى أن مثل هذه الأعمال تستدعي دائماً ردّ فعل قوياً.
وفي شأن آخر، أكد مصدر روسي اليوم أنه في حال وافقت مجموعة السبع على مقترح رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بنشر مراقبين دوليين على الحدود الأوكرانية البيلاروسية فإن هؤلاء المراقبين سيكونون أهدافاً مشروعة للقوات الروسية.
وقال المصدر لوكالة سبوتنيك: “إذا استجابت دول مجموعة السبع التي تشارك في الصراع بالفعل بتزويد كييف بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتوجيهات الحربية وتدريب المقاتلين الأوكرانيين وإرسال مراقبين دوليين بناء على طلب زيلنيسكي، فإن ذلك سوف يعزّز وضعها بشكل دائم كطرف في النزاع ويجعل المراقبين أهدافاً عسكرية مشروعة للجيش الروسي”.
وكان رئيس النظام الأوكراني دعا أمس دول مجموعة السبع التي عقدت اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع في أوكرانيا إلى نشر مراقبين في تلك المنطقة من أجل الوضع الأمني.