الاحتلال يواصل اقتحاماته الدموية لمدن الضفة
الأرض المحتلة – تقارير:
كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها على الفلسطينيين في الضفة الغربية، واقتحمت عدداً من المدن، وترافقت الاقتحامات مع إقامة حواجز عسكرية على مداخل البلدات وتقطيع أوصال الضفة، وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين إصابات متنوعة، كما أغلقت سلطات الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل لتأمين اقتحامات المستوطنين للحرم الإبراهيمي، بينما شدّدت إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس بالتوازي مع اقتحام المستوطنين للأقصى، كما أقدم مستوطنون على إحراق متنزه و3 شاحنات واعتدوا على الفلسطينيين في حوارة جنوب نابلس، في وقت يواصل فيه الاحتلال محاصرة مدينة نابلس لليوم الثاني على التوالي، وعلى أطراف قطاع غزة المحاصر استهدفت قوات الاحتلال مدرسة شرق مخيم البريج ما أدّى إلى إصابة عشرات الطلبة.
ففي نابلس، يستمرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي في محاصرة المدينة لليوم الثاني على التوالي، بينما قرّرت لجنة الطوارئ العليا في نابلس رفع جاهزيتها، والبقاء في حالة انعقاد دائم، “تحسّباً لأي طارئ، ومن أجل توفير مقوّمات الصمود كافة، وتقديم الخدمات لأبناء المدينة”.
وأفاد مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس، بأن مستوطنين اقتحموا الشارع الرئيسي وسط بلدة حوارة جنوب نابلس، بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، واعتدوا على الفلسطينيين بالرصاص، وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة 53 فلسطينياً بالاختناق، بينهم صحفي، واعتقال ستة فتية.
كذلك أحرق المستوطنون متنزه حوارة بالكامل، وثلاث شاحنات، واعتدوا على مركبة للدفاع المدني حاولت الوصول إلى المكان لإخماد النيران، وحطموا زجاجها، وأطلقوا قنابل الغاز السام صوبها، وهاجموا منازل الفلسطينيين، وحطموا نوافذها، و15 محلاً، و20 مركبة.
وفي نابلس أيضاً أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام عشرات المستوطنين منطقة “قبر يوسف”، وفي قرية عزموط شرق المدينة اعتدى مستوطنون على الفلسطينيين بالضرب وهاجموهم خلال قطفهم لثمار الزيتون.
وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي كفر دان غرب جنين وسعير شمال المدينة وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص والعشرات بحالات اختناق، وفي قرية بيت عينون أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة عند مدخل القرية الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة بالرصاص وآخرين بحالات اختناق.
وأغلقت قوات الاحتلال في وقت سابق اليوم مداخل بلدات سعير والشيوخ وبيت عينون شمال شرق الخليل، ومدخل مخيم العروب شمالاً بالبوابات الحديدية، ومنعت تنقل الفلسطينيين وأقامت حواجز عسكرية على مدخل بلدتي ترقوميا وإذنا غرب الخليل، كما أغلقت البلدة القديمة في المدينة بالكامل لتأمين اقتحامات المستوطنين للحرم الإبراهيمي.
في سياق متصل، اعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، واقتحمت حي عين اللوزة في البلدة وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز السام على الفلسطينيين، كما داهمت حي الثوري واعتدت بالضرب على شابين ثم اعتقلتهما.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الدهيشة في بيت لحم وبلدة بيت كاحل، وعدة أحياء في الخليل ومخيم قلنديا وبلدتي عناتا والعيسوية بالقدس، واعتقلت ثلاثة وعشرين فلسطينياً.
وفي القدس أيضاً، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال التي شدّدت إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد والبلدة القديمة، ومنعت من هم دون سن الخمسين عاماً من دخوله.
جاء ذلك في وقت أطلقت فيه قوات الاحتلال المتمركزة في أبراجها العسكرية على الأطراف الشرقية لقطاع غزة المحاصر، وابلاً من قنابل الغاز السام باتجاه مدرسة قيساريا الإعدادية شرق مخيم البريج، ما أدّى إلى إصابة عشرات الطلبة بحالات اختناق.
إلى ذلك، أوضحت مؤسسات الأسرى في تقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 445 فلسطينياً بينهم 35 طفلاً خلال شهر أيلول الماضي، وبيّنت المؤسسات أن معظم الاعتقالات تركزت في مدينة القدس، حيث اعتقلت قوات الاحتلال 181 فلسطينياً، بينهم 31 طفلاً و16 امرأة، تليها جنين والخليل وباقي مناطق الضفة الغربية.
وأشارت المؤسسات، إلى أن أيلول الماضي شهد كثافة عالية في الانتهاكات والجرائم التي نفذها الاحتلال، بما فيها الإعدامات الميدانية وسياسة العقاب الجماعي والاعتقالات المنظّمة التي رافقتها انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين وعائلاتهم، فضلاً عن تسجيل إصابات متفاوتة برصاص الاحتلال بعضها بليغة بين المعتقلين.
ولفتت مؤسسات الأسرى، وهي هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ومركز معلومات وادي حلوة، إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال وصل إلى 4700 أسير حتى نهاية أيلول بينهم 30 أسيرة و196 قاصراً وطفلاً.
سياسياً، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يصعّد إرهابه بحق الفلسطينيين لإلغاء وجودهم في مدينة القدس المحتلة وتقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية وتكريس نظام فصل عنصري بغيض.
وأوضحت خارجية السلطة في بيان لها أن تصعيد الاحتلال من جرائمه في القدس وأحيائها وبلدتها القديمة واستمرار حصاره الظالم لمخيم شعفاط وبلدة عناتا لليوم الخامس، يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتفريغ المدينة المقدسة لاستكمال تهويدها.
وقالت: إن مواصلة قوات الاحتلال ومستوطنيه اقتحاماتهم الدموية للمدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وإغلاق الطرقات الرئيسة بالسواتر الترابية في العديد من المناطق كما يحصل في نابلس والخليل وبلدتها القديمة، ما هي إلا حلقة في سلسلة جرائم التطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وطالبت، المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في وقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، وإلزامه بتنفيذ قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.