إنجاز دون الطموح للتايكوندو.. والاستفادة من التجارب مطلوبة!
استطاع منتخبنا للتايكوندو حصد 16 ميدالية ملونة في البطولة العربية الأخيرة للمنتخبات والأندية التي أقيمت في لبنان، بواقع ذهبيتين و7 ميداليات فضية ومثلها برونزية، ورغم أنه الإنجاز الأول في تاريخ المشاركات في البطولات العربية، حيث حصل المنتخب الوطني للشباب على المركز الثالث والترتيب العام الرابع في البطولة، إلا أنه ليس في بطولة عربية للمنتخبات كما يدّعي اتحاد اللعبة، ولم يشارك فيه لاعبو الصف الأول في كل المنتخبات المشاركة والتي لها باع طويل في اللعبة.
وطبعاً نحن لا نقلّل مما حققه شبابنا، فهم مستقبل هذه اللعبة ويمتلكون من القدرات ما يبشّر بنتائج قوية في المشاركات القادمة بشرط تطوير ورفع مستواهم بطريقة مدروسة وأكثر جدية من قبل، وهذا الأمر ليس صعباً في حال وجود الرغبة بذلك، حيث يمكننا الاستفادة من التجربة الأردنية في التايكوندو التي تعدّ رائدة على مستوى القارة والعالم، وكذلك التجربة المصرية، بإقامة معسكرات نوعية، وطبعاً نحن ندرك صعوبة استضافة مدرّب أجنبي لإقامة معسكر طويل داخلي أو تأمين معسكرات خارجية، وبدلاً من ذلك يمكننا إقامة معسكرات مشتركة للمنتخبات كما فعل منتخبا مصر والأردن اللذان أقاما معسكراً مشتركاً في الأردن الشهر الماضي مع المنتخب البرازيلي لمدة أسبوعين، شارك فيه أفضل لاعبي المنتخبات من الجنسين والذين تحصلوا على ميداليات في الأولمبياد وبطولات العالم، وشهد إقامة عدد من اللقاءات الوديّة بين المنتخبات الثلاثة استعداداً للاستحقاقات القادمة، وأبرزها الجولة الثالثة من بطولة الجائزة الكبرى في مدينة مانشستر الإنكليزية وبطولة العالم في المكسيك.
ومثل هذه البطولات، للأسف، تغيب تماماً عن أجندة اتحاد التايكوندو الذي يكتفي بالمشاركات القارية والإقليمية المتواضعة قياساً بتلك البطولات، والغريب أننا نطمح إلى تحقيق مشاركة تاريخية في الأولمبياد القادم، وكيف يكون ذلك إذا كنا نركز فقط على الفئات العمرية ولا نتابعهم بعد بلوغهم فئة الرجال؟ والغريب أيضاً أننا نملك خامات قوية وقادرة على الوصول إلى الأولمبياد في حال الاهتمام بها بالشكل المطلوب.
سامر الخيّر