أخبارصحيفة البعث

أفكار بوتين تجد صدى لها في الإعلام الغربي

موسكو – برلين – تقارير

يبدو أن الخوف المتصاعد في الغرب من إمكانية تطوّر الصراع في أوكرانيا إلى حرب واسعة بدأ يفعل فعله في نفوس المتابعين الغربيين، وخاصة وسائل الإعلام التي كانت تركّز عادة على شيطنة كل ما هو روسي، ولكن مع شعورها بالخوف من التبعات الكارثية لتوسّع الصراع تحاول الآن النأي بنفسها عن الأمر محاولةً لفت نظر الغرب إلى ضرورة الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول جميع المسائل الخلافية العالقة بما فيها أوكرانيا.

ويتردّد الآن صدى أفكار الرئيس الروسي في خطابه أواخر الشهر الماضي، بشكل متزايد في أذهان القادة والشعوب في الدول الغربية، وفقاً لمقال نشرته صحيفة واشنطن بوست.

وتشير الصحيفة إلى أنه “في أواخر الشهر الماضي، ألقى بوتين خطاباً يبدو مألوفاً وجذاباً للكثيرين في الديمقراطيات من الولايات المتحدة إلى معظم أنحاء أوروبا”.

من جهته قال نيكولاس جفوزديف، أستاذ دراسات الأمن القومي في الكلية الحربية البحرية الأمريكية للصحيفة: “يعكس الاتجاه الذي نشهده إحباط العالم من أن العملية الديمقراطية لا يمكن أن تنتج قادة فعّالين يتمتعون بشخصية كاريزمية.. في دولة تلو الأخرى، تنتشر فكرة أننا بحاجة إلى قادة أقوياء ينجزون الأمور. ولا يتعلق الأمر بالسياسة فقط، فنحن نشهد ارتفاعاً في قيمة التكنوقراط مثل إيلون ماسك في حل المشكلات وإنجاز المهمّة”.

وقال الرئيس الروسي في 30 أيلول الماضي متحدّثاً في الكرملين عقب نتائج الاستفتاءات في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيه: إن انهيار الهيمنة الغربية قد بدأ، فقد دخل العالم فترة من التحولات الثورية التي هي ذات طبيعة أساسية.

ووبّخ بوتين الولايات المتحدة لمحاولتها كسر روسيا والدول الأخرى ذات السيادة، كما أشار إلى أن مفهوم “الجنس الثالث” غير مقبول للبلاد.

وفي وقت سابق، أشار الكاتب غيرهارد ليشنر في صحيفة “Wiener Zeitung” إلى أن ألمانيا والنمسا تتمتعان بمستوى عالٍ من الدعم لروسيا ورئيسها. وأضاف المراقب: إن السخط بين سكان هذه الدول يتنامى بسبب تداعيات العقوبات الاقتصادية.

من جهة ثانية، قالت أليسا فايدل، الرئيسة المشاركة لحزب “البديل من أجل ألمانيا” في مقابلة مع “Dlf”: إن ألمانيا ستكون الخاسر الأكبر من الصراع في أوكرانيا، وليست موسكو وكييف.

وأضافت فايدل: “لا يوجد أشخاص أكفاء في البوندستاغ قادرون على الدفاع عن المصالح الوطنية”.

وتابعت قائلة: “اتخذت برلين الخطوة الأولى في مواجهة الطاقة مع روسيا، فأضرّت بنفسها. ما سيحدث في نهاية المطاف بين أوكرانيا وروسيا من الناحية الإقليمية ليست مشكلتنا. يجب أن نعتني ببلدنا”.

ودعت فايدل إلى محادثات سلام فورية حيث تواجه ألمانيا تهديداً حقيقياً بموجة إفلاس بسبب أزمة الطاقة: “نحن نؤيد مفاوضات السلام. لذلك، أنا أؤيد أولاف شولتس في رغبته في الحفاظ على الاتصال مع بوتين. لقد اتصل مؤخراً بالزعيم الروسي.. مئات الساعات من المفاوضات غير المجدية أفضل من دقيقة إطلاق نار، يجب أن يصبح هذا عقيدة لدينا، لأنه في الحرب لا يوجد سوى الخاسرين”.

كذلك حذرت النائبة من عواقب وخيمة إذا دخل الناتو في المواجهة، ووصفت مثل هذا السيناريو لتطوّر الصراع بأنه “سيناريو انتحاري”.

واختتمت قائلة: “نحن بحاجة إلى وقف الأعمال العدائية بشكل عاجل. وتحتاج أوكرانيا أيضاً إلى أن تخضع للمساءلة، فمن غير المدروس من جانب الدول الغربية قبول جميع مطالبها”.