انكماش حفلات التعارف الجامعية واختصارها بحفل مركزي يثير انتقادات الطلبة!
حتى عام 2005 كان لحفلات التعارف الجامعية لطلبة السنوات الأولى رونقها الخاص وكانت تقام بالتعاون ما بين الاتحاد الوطني لطلبة سورية ومديريات الأنشطة الطلابية بالجامعات، لكن منذ ذاك العام بدأت تلك الحفلات تنكمش، وخاصة خلال سنوات الحرب، وإن كان ذلك مبرراً لدواع أمنية خوفاً على حياة الطلبة، لكن اليوم ومع عودة الأمان يتساءل الطلبة: أين الحفلات داخل حرم الكليات التي كانت تتحول إلى كرنفالات فرح يبقى الطلبة يتحدثون عنها لأيام طويلة، بالإضافة إلى أهميتها في تحقيق التعارف والتواصل العلمي والاجتماعي والثقافي بين الطلبة الجدد والقدامى.
حفلة مركزية
والملاحظ في السنوات الأخيرة وتحديداً منذ عام 2019، أن الجهات المنظمة لحفلات التعارف تكتفي بحفل مركزي في المدن الجامعية يتم من خلاله دعوة بعض الفنانين أو الاعتماد على مواهب طلابية، لكن البعض من الطلبة انتقد الحفل المركزي كون الطلبة لا يقطنون جميعاً في المدينة الجامعية، ما يعني غياب عدد كبير منهم عن الحفل، كما قال بعضهم إن الحفل يقتصر فقط على الغناء متسائلين: أين الفائدة العلمية منه؟ وذلك في إشارة منهم إلى أن “حفلات أيام زمان” كان يحضرها الأساتذة في كل كلية، وعلى رأسهم العميد، وكان الطلبة من خلال تلك الحفلات يستمعون إلى كلمات توجيهية ويأخذون لمحة عن مناهج الكلية وكل ما يتعلق بها من قرارات جديدة تهم حياتهم الجامعية.
وفضل بعض الطلبة إقامة حفلات التعارف ضمن المدرجات من أجل ضبطها في حال حصلت فيها بعض المشاكل، فيما انتقد البعض الابتذال بالتصرفات في بعض الحفلات، آملين من المنسقين والمشرفين عليها أن يكونوا حريصين على إخراجها بمستوى عالٍ يحقق منها الأهداف المرجوة.
وأشار البعض الآخر إلى ناحية مهمة في الحفلات الجامعية وهي غياب الاهتمام بالطلبة من ذوي الإعاقة، متمنين حصر أعدادهم في كل كلية ودعوتهم للمشاركة لتحقيق الاندماج وإذابة الحواجز الاجتماعية.
بعيداً عن الدراسة
واقترح الطلبة ألا تقتصر الحفلات في الجامعة على التعارف، وإنما إقامة حفلات مستمرة خلال كل فصل بهدف إبعاد الطلبة عن ضغوط الدراسة وبذات الوقت إعطاء فرصة لأصحاب المواهب الغنائية والتمثيلية بالظهور في تلك الحفلات، في ظل غياب المسرح الجامعي والنادي السينمائي الطلابي، أو انكماش نشاطهما قياساً بما كانا عليه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
ضرورة اللقاء المباشر
ما أثاره الطلبة من ملاحظات أيده بعض الأساتذة الذين اقترحوا إقامة أسبوع تعريفي، أو على الأقل ورشة عمل توجيهية للطلبة الجدد وحتى للقدامى لإطلاع الطلبة على القوانين الجديدة الصادرة عن مجلس التعليم العالي، ولم يخفِ الأساتذة أهمية الحفل الفني والترفيهي الذي يتضمن فقرات غنائية وتمثيلية تشير بقالب مسرحي فكاهي إلى بعض المنغصات التي يتعرض لها الطلبة في موسم الامتحانات أو خلال أيام الدراسة اليومية، لكنهم أكدوا على ضرورة اللقاء المباشر مع الطلبة الجدد من قبل إدارة الكلية، فالطالب الخارج من دراسة الثانوية العامة سيجد نفسه ضمن أجواء جامعية مختلفة يحتاج فيها لمن يرشده.
وللأمانة، بعض الكليات تقوم بإجراء لقاءات مع الطلبة الجدد لكنها بحسب عدد من الطلبة تبقى خجولة ولا يحضرها العدد الكبير وخاصة من الطلبة الجدد، نظراً لغياب التنسيق لها بشكل جيد رغم وجود صفحات طلابية على الفيسبوك!.
دون ضجة إعلامية
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية رئيس مكتب الثقافة والإعلام المهندس عمر الجباعي أوضح أن حفلات التعارف للطلبة الجدد ما زالت موجودة ولكن دون ضجة إعلامية، مشيراً إلى أنها تقام مع بداية العام الدراسي في المدن الجامعية وهي مرهونة بانتهاء موسم المفاضلة وتسجيل الطلاب والتزامهم في الدوام والأحوال الجوية لأنه ليس بالإمكان قيام حفلة والجو غير مناسب، وبرر عدم إقامة حفلة في كلية بتعذر وجود صالة تتسع لـ ٤٠٠٠ طالب وطالبة، ولاسيما في الكليات ذات الأعداد الكبيرة كالآداب والحقوق وغيرها.
وأكد الجباعي أن الاتحاد يولي جانب النشاطات اهتماما كبيراً، وخاصة ما يتعلق بالجانب التوعوي والتوجيهي، مشيراً إلى مبادرة “عينك على اختصاصك” التي يقيمها الاتحاد بالتزامن مع صدور إعلان المفاضلة الجامعية، حيث يتم من خلالها توجيه الطالب بالطريقة الصحيحة لتسجيل رغبته المفضلة، بذلك تنعدم أو تقل كثيراً حالات الخطأ بالتسجيل للمفاضلة وذلك عن طريق لجان وشرح مفصل عن كل كلية ومجالاتها بعد المرحلة الجامعية بالدراسات العليا والدكتوراه، بالإضافة إلى متابعة كل القضايا الآنية للطلاب من خلال المؤتمرات الطلابية التي يتم خلالها عرض مشاكل كل كلية ومعهد وتلخصيها وإرسالها للجهات المعنية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وباقي الوزارات الأخرى ذات العلاقة بدراسة الطلبة.
وفاء سلمان