توزيع المواد الإغاثية في القنيطرة محكوم بالمحسوبيات.. وفرع “الهلال” ينفي!
القنيطرة – محمد غالب حسين
يقوم عشرات المستفيدين من المساعدات الإغاثية من فرع الهلال الأحمر بالقنيطرة ببيع الإعانات أمام مقر فرع الهلال الأحمر بمدينة البعث، مفتتحين سوقاً تنزّ منها روائح اللامبالاة والعبث بالدور الإنساني لمنظمة الهلال، والذي أساء له فرع الهلال بالقنيطرة عندما استحكمت المحسوبية والمزاجية بعمله وخاصة بتصنيف فئات المستفيدين من الإعانات الإغاثية، فاستفادت كثير من الأسر التي لا تستحق الإعانات بينما استبعدت الأسر الأشد فقراً والتي هي بأمس الحاجة للإعانات، لذلك يبادر المستفيدون غير المحتاجين ببيع إعاناتهم أمام فرع الهلال دون خوف أو رادع أو حياء، ويغضّ أعضاء مجلس إدارة فرع الهلال الأحمر أبصارهم عن ذلك غير عابئين بالمشهد المنفر، لأنهم – أي المعنيين بالهلال الأحمر – يَدّعون أنهم غير مسؤولين عن منع هذه الظاهرة التي صاغتها تجاوزاتهم ومحاباتهم، وعدم التزامهم بمعايير منح الإعانة الإغاثية.
ولتقصّي واقع العمل في فرع الهلال الأحمر زرنا مركز التوزيع في خان أرنبة، فوجدنا عشرات المواطنين متجمهرين أمامه بعد أن أوصدوا الباب بوجههم. وبين الفينة والأخرى يخرج أحد العاملين من فرع الهلال ويبدأ بتسفيه المواطنين المراجعين بكلمات نابية جارحة، ويلقنهم درساً بأهمية التقيد بالنظام والتعليمات التي يقوم موظفو الهلال بخرقها عندما يستقبلون أقاربهم ومعارفهم وأصدقاءهم، وينجزون عملهم فوراً بينما ينتظر غيرهم تحت حرارة الشمس المرتفعة وقتاً طويلاً!
وتحدثت المواطنة ص. ح عن الخلل بتقييم الأسر المستفيدة من الإعانات وتصنيفها الذي اتسم بالمزاجية والمحسوبية، فهناك أسر فقيرة جداً بل مدقعة الفقر تم استثناؤها من الفئة الأولى التي تستحق المساعدة كل شهرين، بينما صنّفوا بعض الأسر التي لا تستحق المساعدة أصلاً بهذه الفئة، وأثنى على كلامها مواطن آخر عندما ذكر أن هناك مهندساً وزوجته مدرسة وأبناؤه موظفون من الفئة الأولى بمديريات محافظة القنيطرة، ومع ذلك يحصل على إعانة كل شهرين، وهو لا يستحقها بكل المعايير التي لا يتقيد بها فرع الهلال الأحمر، والأمثلة في هذا المجال كثيرة كثيرة!
وأشار آخر إلى أنه حاول جاهداً التطوع بفرع الهلال الأحمر، لكنه قوبل بالرفض مراراً، لأن أغلب المتطوعين من أولاد وأقارب ومعارف أعضاء مجلس الإدارة، ليضمنوا التستر على أي تجاوزت استناداً لرأي المواطن.
رئيس فرع القنيطرة للهلال الأحمر الدكتور جمعة حسن نفى كل ما ورد على لسان المواطنين، مؤكداً أن هناك مكتباً للشكاوى في مركز التوزيع، وأنه لم يتلق أي شكوى من المواطنين.