على خلفية تصاعد عمليات المقاومة.. الذعر ينتشر في صفوف الاحتلال
الأرض المحتلة – تقارير:
تعيش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة في أجواء من الرعب، مع تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية البطولية والتحذيرات بشنّ عمليات جديدة خلال فترة الأعياد اليهودية، وأفادت القناة العاشرة “الإسرائيلية” بأن هناك حالة تأهّب قصوى في صفوف جيش الاحتلال وقواته الأمنية عقب ورود عشرات الإنذارات حول احتمال تنفيذ عمليات، كما تم فرض إغلاق على الضفة ونصب حواجز بدأ من مساء الأحد حتى صباح الثلاثاء بمناسبة ما يسمّى “عيد العرش” اليهودي ولن يُسمح خلاله للفلسطينيين بالدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بينما يتواصل فرض إغلاق عسكري على مدينة نابلس بالإضافة إلى نصب حواجز وإغلاق المعابر والتشديد على حرية حركة الفلسطينيين في المدينة.
جاء ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة، فقد اقتحمت بلدتي حوسان في بيت لحم وقراوة بني حسان في سلفيت، واعتقلت أربعة فلسطينيين، كما اعتقلت شاباً على أحد حواجزها في مدينة نابلس، وسيدة في البلدة القديمة بالقدس، بينما اقتحمت بلدات جبع ويعبد وعرابة في جنين، وأقامت عدة حواجز عسكرية، وفي منطقة جبل الطويل بمدينة البيرة اعتقلت شابين على أحد حواجزها في المنطقة.
وفي القدس المحتلة أيضاً، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال، التي منعت الفلسطينيين ممّن هم دون 50 عاماً من دخول المسجد، واعتدت على المرابطات عند أبوابه واعتقلت واحدة منهن، كما اعتدت على الطواقم الصحفية ومنعتها من التغطية.
وفي قطاع غزة المحاصر، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في أبراجها العسكرية على الأطراف الشرقية للقطاع وابلاً من قنابل الغاز السام باتجاه المزارعين، ما اضطرهم إلى مغادرة أراضيهم كما تسبّبت القنابل باشتعال النيران في مساحات من الأراضي، ما أدّى إلى احتراق المحصول.
في سياق متصل، شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة تضامنية بمدينة بيت لحم في الضفة دعماً للأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمتها كنائس فلسطين ورجال الدين المسيحيون والمسلمون وهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين والقوى الوطنية الفلسطينية في ساحة كنيسة المهد وسط المدينة، العلم الفلسطيني ولافتاتٍ تندّد بانتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الأسرى وخاصة المرضى والأطفال منهم، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع وفق كل القوانين الدولية في مقاومة الاحتلال.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا: إن الشعب الفلسطيني يتعرّض للاستهداف الإسرائيلي في كل تفاصيل حياته ونحن شعب واحد بمسيحييه ومسلميه يدافع عن قضيته العادلة وحقوقه.
من ناحيته، قال منسق الكنائس السابق شارلي شامية: إننا من أمام كنيسة المهد نرسل للعالم رسالة بأن يتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن أجراس الكنائس ستقرع اليوم وهي تنادي كل العالم للوقوف إلى جانب الفلسطينيين.
وفي السياق ذاته، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين المجتمع الدولي بالتحرك الفوري، لوضع حدّ لسياسة القتل التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى في معتقلاتها.
وشدّدت الهيئة في بيان، على ضرورة أن يخرج المجتمع الدولي عن صمته الذي يجعله شريكاً في جرائم الاحتلال، ويتحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني وأسراه، ويتخذ خطواتٍ عملية لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأوضحت، أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع إلى 232 شهيداً آخرهم الشهيد محمد ماهر غوادرة الذي ارتقى في الرابع عشر من الشهر الجاري متأثراً بإصابته بحروق بالغة نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليه بقنابل حارقة لحظة اعتقاله من مخيم جنين بالضفة الغربية.
ولفتت الهيئة، إلى أن 73 أسيراً استشهدوا نتيجة التعذيب، و73 بسبب الإهمال الطبي، و79 نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال، و7 آخرين بعد إصابتهم بالرصاص وهم داخل المعتقل، إضافةً إلى مئات آخرين من الأسرى المحرّرين الذين توفوا بعد تحرّرهم متأثرين بأمراض أصابتهم في المعتقلات.
من جانبه، كشف نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت 5300 فلسطيني منذ مطلع العام الجاري.
وأوضح النادي في بيان، أن قوات الاحتلال اعتقلت 5300 فلسطيني من الضفة الغربية، وأطراف قطاع غزة المحاصر، من بينهم 620 طفلاً، و111 امرأة، مشيراً إلى أن شهر نيسان شهد أعلى نسبة اعتقالات، حيث تم تسجيل 1228 حالة اعتقال.
ولفت النادي، إلى أن قوات الاحتلال تتعمّد إحداث أكبر قدر من عمليات التخريب داخل منازل المعتقلين وعائلاتهم، مخلّفة خسائر مادية كبيرة.
إلى ذلك، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع أشكال الإرهاب المنظّم ضد الفلسطينيين، مشدّدةً على أن هذه الممارسات تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي.
وأوضحت خارجية السلطة في بيان، أن سلطات الاحتلال توسّع مساحات إرهابها يومياً، وخاصة بمدينة القدس بهدف فصلها عن محيطها الفلسطيني وتفرض إجراءاتٍ تندرج في إطار العقوبات الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين، من حيث شلّ قدرتهم على الحركة وإغلاق مداخل بلداتهم وقراهم ومخيماتهم، كما هو الحال في الحصار المشدّد الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة ومدينة نابلس، ومخيم شعفاط ومحيطه وتوفيرها الحماية للمستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين، وخاصة في موسم قطاف الزيتون بهدف قطع العلاقة بين الفلسطيني وأرضه والاستيلاء عليها لتوسيع الاستيطان.
ولفتت، إلى أن تقاعس مجلس الأمن الدولي عن تحمّل مسؤولياته والإيفاء بالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية يشجّع سلطات الاحتلال على مواصلة مخططاتها للقضاء على أيّ فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.