الصفحة الاولىصحيفة البعث

أستراليا تتراجع عن إعلانها “القدس” عاصمة لـكيان الاحتلال

الأرض المحتلة – تقارير:
في وقتٍ تواصل قوات الإحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، تراجعت استراليا عن إعلانها اعتبار القدس عاصمة لـ “إسرائيل”، في حين أُصيب عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال برصاص الاحتلال جنوب الخليل، واقتحم 112 مستوطناً المسجد الأقصى وواصل الاحتلال حصار نابلس لليوم الثامن على التوالي.

وفي السياق، أعلنت أستراليا اليوم إلغاء إعلانها اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لـ “إسرائيل”، متراجعة بذلك عن القرار الذي كانت أصدرته عام 2018، الأمر الذي لاقى ترحيباً فلسطينياً واسعاً.

وأكدت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ في بيان اليوم، أن قرار كانبيرا عام 2018 قوض السلام، وجعل أستراليا غير متناغمة مع غالبية المجتمع الدولي، مشددة أن أستراليا تؤيد إقامة الدولة الفلسطينية، ولن “تؤيد نهجاً يقوض هذا الاحتمال”.

من جانبه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية رحب في بيان اليوم بقرار الحكومة الأسترالية، لافتاً إلى أنه ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ويعزز فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو رسالة لـ “إسرائيل” أن العالم لا يقبل محاولات ضمها للأراضي الفلسطينية.

واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن هذا القرار تصويب إيجابي لموقف أستراليا، داعية جميع الدول التي اتخذت قرارات خاطئة بشأن القدس إلى أن تحذو حذو كانبيرا، وتتراجع عن قراراتها السابقة.

وشددت الخارجية على أن الفلسطينيين ينتظرون من حكومة أستراليا الانتقال نحو الخطوة الأهم، وهي الاعتراف بدولة فلسطين على خط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح في بيان اليوم: نقدر عالياً هذه الخطوة من الحكومة الأسترالية، ونعتبرها دليلاً على عدالة قضيتنا الفلسطينية وكشف زيف ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن قرار أستراليا رسالة لجميع الدول التي تتنكر لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على كامل ترابه الوطني وعاصمتها الأبدية القدس.

بدوره دعا وزير شؤون القدس فادي الهدمي الدول القليلة جداً التي خرجت عن الإجماع الدولي بإعلانها اعتبار القدس عاصمة لـ “إسرائيل” إلى أن تحذو حذو أستراليا بالتراجع عن خطئها.

وفي الضفة الغربية، أصيب عدد من الفلسطينيين مساء اليوم باعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم بالقرب من مدينة الخليل، حيث اقتحمت قوات الاحتلال قرية التواني في منطقة مسافر يطا جنوب المدينة، واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق بينهم أطفال.

كذلك قامت قوات الاحتلال باعتقال شاب فلسطيني من بلدة ميثلون جنوب مدينة جنين، أثناء تواجده داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

إلى ذلك يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصار مدينة نابلس لليوم الثامن على التوالي من خلال إغلاق مداخل المدينة ومخارجها، وفرض إجراءات مشددة على حواجزه في القرى والبلدات المحيطة بها، فارضاً بذلك عقوبات جماعية على نحو 420 ألف فلسطيني يقطنون المدينة في محاولة فاشلة لكسر إرادة صمودهم وثنيهم عن مواصلة المقاومة.

واليوم أغلقت قوات الاحتلال مخرج بلدة حوارة جنوب نابلس وأقامت حواجز على امتداد شارع البلدة الرئيسي ومدخل بلدة بيتا، وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين على مداخل ومخارج بلدات صرة والمربعة وبيت فوريك والحمرا شرق وشمال نابلس، ومنعت المزارعين في قرية سالم شرق المدينة من التوجه إلى قطف ثمار الزيتون من أراضيهم، فيما واصلت إغلاق مداخل بلدة دير شرف غرب المدينة بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية لفصل نابلس عن مدينتي طولكرم وجنين شمال الضفة.

وفي القدس المحتلة، قام 112 مستوطناً باقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وأمام بابي الأسباط والقطانين وفي المنطقة الشرقية منه، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.

وفي قطّاع غزة المحاصر، جدّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم اعتداءاتها على الصيادين والمزارعين الفلسطينيين في مناطق متفرقة بالقطاع، إذ قامت قواته المتمركزة في أبراجها العسكرية على أطراف القطاع الجنوبية بفتح نيران أسلحتها الرشاشة وقنابل الغاز السام على المزارعين شرق خان يونس، وبلدة خزاعة ما اضطرهم لمغادرة أراضيهم، فيما فتحت بحرية الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة، وأطلقت قنابل الغاز السام تجاه مراكب الصيادين في البحر قبالة رفح جنوب القطاع والسودانية شماله ما أجبرهم على العودة إلى الشاطئ.

من جانبها الخارجية الفلسطينية أكدت أن سلطات الاحتلال توسع مساحات إرهابها يومياً، وتفرض إجراءات تندرج في إطار العقوبات الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين، من حيث شل قدرتهم على الحركة وإغلاق مداخل بلداتهم وقراهم ومخيماتهم، كما هو الحال في الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة ومدينة نابلس ومخيم شعفاط ومحيطه، وتوفيرها الحماية للمستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين وخاصةً في موسم قطاف الزيتون بهدف قطع العلاقة بين الفلسطيني وأرضه والاستيلاء عليها لتوسيع الاستيطان، مطالبة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن المتحدث الإعلامي باسم الفعاليات الوطنية في نابلس غسان حمدان قوله: إن قطاعي الصحة والتعليم هما الأكثر تضرراً جراء الحصار، فمعظم المعلمين من الريف أو المدينة لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم، وطلبة الجامعات تحولوا إلى التعلم إلكترونياً، الأمر الذي يهدد استمرار عملية التعليم، مضيفاً: إن عيادات الرعاية الصحية في الريف تأثرت كون طواقمها من المدينة ما انعكس على واقع الخدمات المقدمة، كما أنها بدأت تواجه نقصا في الأدوية جراء منع الاحتلال إدخالها.

وأوضح حمدان أن القوى الوطنية الفلسطينية وجهت دعوات لممثلي المنظمات الدولية وللقناصل العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وللصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الأجنبي لزيارة نابلس، للوقوف على معاناة الأهالي جراء الحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال، مشيراً إلى تنظيم فعاليات احتجاجية يومية وخاصة في بلدة حوارة التي تعاني اعتداءات يومية من قبل المستوطنين.

من جهته لفت رئيس بلدية نابلس سامي حجاوي إلى أن الحركة التجارية والاقتصادية شبه متوقفة في المدينة جراء عدم تمكن الفلسطينيين من خارج المدينة من دخولها، كما أن مخزون المواد الغذائية مهدد بالنفاد لعدم سماح الاحتلال بإدخالها، مؤكداً أن معاناة الفلسطينيين لا تقف عند هذا الحد بل تتفاقم جراء اقتحامات الاحتلال اليومية وتنكيله بهم وتخريبه محتويات بيوتهم ومحالهم التجارية، وأنه مهما بلغ إرهاب الاحتلال لن يثني الفلسطينيين عن مواصلة المقاومة حتى دحره واستعادة كامل حقوقهم الوطنية.

بدوره أشار رئيس غرفة تجارة جنين عمار أبو بكر إلى أن النمو الاقتصادي هذا العام سيتباطأ، وأن التقديرات بنمو الاقتصاد الفلسطيني بين 2 و3 بالمئة على ضآلتها لن تكون متاحة مع استمرار التدهور في الأراضي الفلسطينية جراء الاقتحامات والإعدامات والاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال ومستوطنوه وما يرافقها من حصار وإغلاق للمدن وقطع الطرق فيما بينها.

ورغم مطالبات الفلسطينيين التي لا تنقطع للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والصليب الأحمر بالدخول إلى المدن التي تحاصرها قوات الاحتلال ليكونوا شهودا على فظائعه ويعملوا من أجل رفع الحصار ووقف العدوان يواصل المجتمع الدولي صمته وسياسة الكيل بمكيالين، الأمر الذي يوفر الحماية للاحتلال لمواصلة جرائمه وتنفيذ مخططاته الاستيطانية الاستعمارية.