الإدارة السيئة لدوري الدرجة الأولى تنذر بعواقب وخيمة
ناصر النجار
عندما أشرنا في عدد سابق إلى أن البعض في اتحاد كرة القدم موجود داخل هذه المنظومة الكروية من أجل تمرير مصالحه الخاصة، فإننا لم نعدم الصواب، ويوماً بعد يوم تتكشف للجميع ممارسات البعض المستفيد من وجوده تحت قبة الفيحاء هذا المفصل الحيوي المهم.
ويمكن الدلالة هنا إلى حجم الفائدة المكتسبة من خلال استغلال المنصب الكروي عبر الشواهد التي يراها الجميع رأي العين، ومنها سفر أحدهم مع أحد المنتخبات في جولة سياحية إلى لبنان والإمارات دون أن يكون مشرفاً على هذا المنتخب أو له مهمة مهمّة علنية أو غير علنية، وحساب الفائدة هنا متعلق بما يجنيه هذا المستفيد من هذه الرحلات، وما توفر عليه من نفقات بالملايين لو أنه سافر على حسابه الشخصي، فضلاً عن أنه كلّف خزينة الدولة مالاً يعتبر بحكم المال المهدور لأنه أنفق بغير مكانه الصحيح. ومن الدلالات أيضاً ما يجري بدوري الدرجة الأولى، وما حدث بلقاء معضمية الشام مع جرمانا أمر يندى له الجبين وهو وصمة عار بحق كرتنا! وسبق أن سألنا أحد المعنيين في اتحاد كرة القدم عن موضوع دوري الدرجة الأولى وعدد فرقه الكبير وعدم جدوى هذا الدوري بطريقته وأسلوبه، إلا أنه أحال السبب إلى النظام الهرمي دون أن يكون ذلك مقنعاً لعدم وجود العوامل التي تساعد على تنفيذ هذا المفهوم. ومن وراء الكواليس علمنا أن الزيادة تفيد في عملية الأصوات الانتخابية وهي (فيزا) عبور نحو الترشح للانتخابات، ولولا هذا النظام الهرمي لما وجدنا البعض يحلم بدخول مبنى الاتحاد.
أغلب أندية الدرجة الأولى لا تملك مقومات كرة القدم من مال وملاعب وأشياء لوجستية مهمة، لذلك يضطر الاتحاد أمام زحمة المشاركة إلى أن يتدبر ملاعب غير صالحة وغير قانونية لإقامة المباريات عليها، ولأن المباريات باتت كثيرة بكل الدرجات والفئات، فقد صار احتواء هذه المباريات بشكلها الصحيح أمراً غير ممكن، فتغيب منظومة الإسعاف عن الملاعب وإن حضر رجال حفظ النظام فعددهم غير كاف بسبب ضغط المباريات وتقصير اللجان في التواصل معهم.
دوري الدرجة الأولى بشكله الحالي وأسلوبه المقيت غير مفيد لكرة القدم لأنه غير مطوّر لها، فدوري الأحياء الشعبية في بعض مبارياته أفضل، خاصة وأن أغلب لاعبيه هم قوام بعض فرق الدرجة الأولى.