كأس السوبر الثانية بكرة السلة … تخبطات إدارية ومشاركة خارجية مرتقبة على حساب أنديتنا
البعث الأسبوعية -عماد درويش
أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس السوبر لكرة السلة بمشاركة خمسة أندية محلية وفريقين من لبنان، والنسخة هي الثانية خلال تواجد اتحاد كرة السلة الحالي، فقد سبق وأن أقيمت العام الماضي وفاز بلقبها فريق أهلي حلب على حساب الوحدة.
في البداية لا بد من الاعتراف بأن كأس السوبر وكما هو متعارف عليه في جميع دول العالم، هي بطولة تقام بشكل سنوي قبل بداية أي موسم وتجمع ما بين بطل الدوري وبطل الكأس، لكن اتحاد كرة السلة خرج عن المألوف وأنشأ بطولة خاصة به، حيث عمد إلى مشاركة ستة أندية في نسخة العام الماضي أحدها كان في عداد أندية الدرجة الثنية، وأشرك فيها “محاباة” كون البطولة كانت مقررة على أرضه ونقلت إلى دمشق، وفي البطولة الحالية تمت دعوة أندية: الجيش، أهلي حلب، الكرامة، الوحدة ، ومن ثم تمت دعوة نادي النواعير للمشاركة بالبطولة في خرق تنظيمي ، والخرق الآخر التي عمدت إليه الشركة الراعية تمثل بدعوة ناديين من لبنان هما الهومنتمن وليدرز.
ليبرز السؤال الكبير على أي أساس تمت دعوة الناديين اللبنانيين، ولماذا لم تتم دعوة أندية محلية مثل تشرين أو الطليعة أو الوثبة؟
غير منطقي
الشركة المنظمة للبطولة استبعدت نادي الجلاء من المشاركة وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائي الدوري، بل ذهب القائمين على الشركة لتحميل إدارة نادي الجلاء المسؤولية، لكن رئيس نادي الجلاء الدكتور أنطوان عتة نفى اعتذار النادي عن المشاركة في البطولة، مؤكداً بأن الجلاء استبعد عملياً عندما وضعت الجهة المنظمة للبطولة “السبونسر” اللاعبين الأجنبيين شرطاً للمشاركة، في حين كان رأي الإدارة بأن النادي له حرية خيار المشاركة بالفريق الذي يرغب فيه دون فروض أو شروط مسبقة.
ومن حق نادي الجلاء المطالبة بإشراكه في البطولة سيما وأنه وصل لدور الأربعة في آخر نسخة للدوري وهو الأجدر بالمشاركة، ولو كانت دورة دولية -حسب رأي كوادر اللعبة -هذا شأن الجهة المنظمة أو الشركة الراعية والممولة، أما أن يقال عليها كأس السوبر، فهذه مسألة أخرى، وهي من مسؤولية اتحاد السلة الذي سمح بإخراج البطولة عن هويتها الأساسية.
ولا مانع حسب الكوادر من كسب دعم أي شركة متحمسة لرعاية كرة السلة وتنظيم دورة دولية تشارك فيها فرق محلية وعربية، لكن مسابقة كأس السوبر يجب ألا تفقد معناها ومغزاها، وعلينا ألا ننسى أنها تعني أساساً مواجهة بطل الدوري مع بطل الكأس، ولا مانع من توسيع نطاق الفائدة لعدة فرق محلية ولكن كل شيء بأصول.
ربح مادي
الربح المالي للشركة الراعية هو الذي طغى على الصورة العامة للبطولة، فالدعوة التي وجهتها الشركة للأندية واشتراطها بمشاركة لاعبين أجانب يصبُ في مصلحتها، وهنا لا بد من توجيه السؤال لاتحاد السلة: لماذا لم يتدخل في هذا الموضوع، خاصة وأن البطولة تقام باسم الاتحاد ورعايته؟ سيما وأن أن الأندية المحلية المنافسة بدأت تطمح بتحقيق ثلاثية الدوري والكأس والسوبر، فكيف يمكن أن تدخل أندية لبنانية للبطولة.
بعض متابعي سلتنا بادروا للتساؤل: هل الاتحاد اللبناني كان سيدعي أنديتنا المحلية للمشاركة في كأس السوبر اللبنانية من باب المعاملة بالمثل؟
ومن باب التذكير فإن النسخة الأولى من البطولة التي جمعت مباراتها النهائية أهلي حلب مع الوحدة حققت نجاحات كثيرة وكان التنظيم فيها مثالياً، لكن ورغم وجود حضور جماهيري كبير إلا أن الشغب كان السبب المباشر بعدم وصول البطولة لشط الأمان خاصة في المباراة النهائية، حيث لم تُستكمل الثواني التسع الأخيرة من المباراة، بسبب شغب جمهور الوحدة، لتعلن إدارة البطولة إنهاء المباراة بتتويج الأهلي، وهو مؤشر خطير نتمنى ألا يرافق النسخة الحالية من البطولة.
أجنبي واحد
المدرب الوطني محمود العابد أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن إقامة بطولات كثيرة تصب في مصلحة اللاعبين وحالياً بطولتا الدوري والكأس غير كافيتين خاصة بطولة الكأس التي أقيمت العام الحالي بشكل “مسلوق”، وإقامة بطولة مثل كأس السوبر ضروري ومهم للأندية لتطوير مستواها الفني وليخوض اللاعبون عدداً أكثر من المباريات، خاصة إذا كانت مرتبطة بدخول الشركات الوطنية لرعايتها من أجل النهوض بكرة السلة السورية، مضيفاً: البطولة الحالية يجب تغير اسمها كون المشاركة فيها ليست مقتصرة على الأندية المحلية، وليس الهدف جمع الجماهير والكسب المالي، ويجب أن يكون لها سمة وإعداد فني للاعبين المحليين خاصة وأن البعض منهم لن يشارك بسبب مشاركة لاعبين أجنبيين، ويجب أن يكون لاعب واحد داخل الملعب لكي يستفيد لاعبونا المحليين من هذه المشاركة، وكان من الأفضل دعوة فرق قوية حتى لو خسرت أنديتنا معها مع الاحترام للفريقين اللبنانيين المشاركين فيها، ويجب أن يكون هناك تاريخ نهائي لتثبيت الفرق المشاركة فيها لا أن تبقى مفتوحة المشاركة.
من جهته مدربنا الوطني عدي خباز أكد أن بطولة كأس السوبر من البطولات المحلية مثل الدوري والكأس، ومن المفترض فيها عدم مشاركة فرق من خارج سورية إلا إذا كان مستواها عال عندها لا يمكن تسمى كأس السوبر السوري، وبشكل عام البطولة مفيدة قبل انطلاق الدوري للأندية واللاعبين على حد سواء.