نابلس تحت حصار مستمر .. وإصاباتٌ في اقتحامات الاحتلال للضفة
الأرض المحتلة – تقارير:
كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها على الضفة الغربية المحتلة، فقد أصيب عدد من الفلسطينيين بنيران الاحتلال واعتُقل آخرون في اقتحامات نفّذها جنوده في عدد من مدن الضفة.
ففي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم، حي المخفية بالمنطقة الغربية للمدينة، وسط تصدّي الشبان الفلسطينيين الذين هاجموا المقتحمين وأطلقوا الرصاص باتجاههم، في وقت انتشر فيه قناصة جيش الاحتلال على بعض المباني في الحي، واعتقلت قوات الاحتلال المسنّ محمود عودة والد الأسير مصطفى عودة الذي تم اعتقاله قبل أيام من الحي، كما اعتقلت شاباً بعد مداهمة بناية سكنية في الحي وانسحبت باتجاه المنطقة الغربية.
وفي نابلس أيضاً، أصيب شاب برصاص جيش الاحتلال، بزعم إلقائه زجاجة حارقة تجاه قوة للاحتلال قرب مستوطنة مجدليم جنوب شرقي المدينة.
جاء ذلك في وقت قالت فيه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان: إن قوات الاحتلال المتمركزة قرب قرية زعترة جنوب نابلس احتجزت سيارة إسعاف تابعة للهلال خلال مرورها بالمكان ثم اعتقلت أحد المسعفين.
كذلك أغلق جنود الاحتلال حاجز حوارة جنوب المدينة بشكلٍ كامل في كلا الاتجاهين، ما أدّى إلى زيادة الإجراءات التعسفية وتضييق الخناق على الفلسطينيين الذين يمرّون من خلال الحاجز.
وردّاً على اعتداءات الاحتلال كانت مجموعة “عرين الأسود” قد دعت أهالي نابلس إلى النفير العام، مطالبةً كلّ من يستطيع حمل السلاح بأن يكون على أتمّ الجاهزية للمواجهة.
يُشار إلى أن قوات الاحتلال تفرض حصاراً على مدينة نابلس عقب عملية إطلاق نار من مسافة صفر، أدّت إلى مقتل جندية للاحتلال، وإصابة عسكريَّين اثنين على حاجز شعفاط.
وفي اعتداءات أخرى للاحتلال، داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في رام الله، والبلدة القديمة وبلدات أبو ديس والرام بالقدس، وبني نعيم في الخليل، ومخيم الدهيشة في بيت لحم واعتقلت عشرين فلسطينياً، كما نصبت حواجز عسكرية على مدخلي بلدة العيسوية، وحي عين اللوزة في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة، وفتّشت الفلسطينيين، ما أدّى إلى حدوث أزمة مرورية خانقة.
في الأثناء، اعتدى مستوطنون على فلسطينيين ومتضامنين أجانب، خلال العمل في قطاف ثمار الزيتون في قرية كيسان شرق بيت لحم ما أدّى إلى إصابة عدد منهم، بينهم متضامنة أجنبية إثر طعنها بسكين في الظهر وكسر في قدمها، كما اقتلع المستوطنون ما يزيد على 300 شتلة زيتون وقاموا برش أشجار الزيتون بمبيدات كيماوية حارقة.
وفي بلدة جماعين جنوب نابلس هاجم مستوطنون المزارعين خلال عملهم، ومنعوهم من قطاف ثمار الزيتون، وأجبروهم على ترك أراضيهم، كما هاجموا أراضي الفلسطينيين في منطقة تل الرميدة وسط مدينة الخليل، وسرقوا ممتلكات لهم بينها أنابيب للغاز وعربة.
وكانت قوات الاحتلال منعت في وقت سابق المزارعين الفلسطينيين في بلدة دير الغصون شمال مدينة طولكرم من الوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف جدار الفصل العنصري من أجل قطف ثمار الزيتون.
وأوضح رئيس بلدية دير الغصون يزيد القب، أن قوات الاحتلال أغلقت البوابات الثلاث المقامة على طول جدار الفصل غرب البلدة، الذي يعزل 2400 دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون، ما حال دون تمكّن المزارعين من الوصول إليها من أجل قطافه.
وأشار القب، إلى أن هذه الإجراءات ألحقت أضراراً كبيرة بالمزارعين الذين يعتمدون في رزقهم على الزيتون، وخاصة أن قوات الاحتلال تماطل في فتح البوابات منذ بدء موسم القطاف وفي الحالات القليلة التي تفتحها فيها تحصر الدخول والعودة بأوقات محدّدة وضيّقة وإجراءات مشدّدة.
إلى ذلك، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل الفوري والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياسة حرمان ذوي الأسرى من زيارة أبنائهم.
وأوضحت الهيئة في بيان لها، أن سلطات الاحتلال علقت منذ يوم أمس الزيارات لجميع الأسرى حتى الثاني من الشهر القادم، مشيرةً إلى أن هذا الإجراء مبني على نيّات عقابية وانتقامية من الأسرى وذويهم، حيث تستغل سلطات الاحتلال كل الظروف لتحقق هذا الهدف، ويتضح ذلك من خلال إجراءاتها التعسفية منذ ظهور جائحة كورونا.
وأعربت الهيئة، عن قلقها من هذه الإجراءات التي تزيد معاناة الأسرى وذويهم، داعية المؤسسات والمنظمات الدولية وفي مقدّمتها الصليب الأحمر إلى وضع حدّ لممارسات الاحتلال التي تشكّل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي والإنساني.