بوتين يعلن حالة الحرب في الأقاليم الأربعة المنضمّة إلى روسيا
موسكو – تقارير
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جملة من الإجراءات خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي، من بينها إعلان حالة الحرب في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون.
وقال بوتين: وقعت مرسوماً بإعلان حالة الحرب في دونباس (في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك) وخيرسون وزابوروجيه، مؤكداً منح صلاحيات أكبر لحكام الأقاليم الروسية الأربعة لضمان الأمن وتنظيم عمل المصانع والمؤسسات لدعم العملية العسكرية.
وأشار بوتين إلى أن كييف ترفض أيّ عرض للتفاوض وتستمر في قصف المدنيين، وأنها تقف وراء العملية الإرهابية في جسر القرم.
وأوعز الرئيس الروسي بإنشاء مجلس خاص برئاسة رئيس الوزراء ميشوستين لتنسيق العمل بهدف مزيد من ضمان الأمن، لافتاً إلى أن موسكو تعمل على حل المهام المعقدة والواسعة النطاق لضمان أمن روسيا وحماية شعبها.
كذلك أعلن بوتين تفعيل مستوى متوسط من الاستجابة في مناطق روسيا الاتحادية المتاخمة لأوكرانيا، ومستوى تأهّب عالٍ في المقاطعات الفيدرالية الوسطى والجنوبية، وتفعيل مستوى الاستعداد الأساسي في الكيانات الروسية الأخرى.
وأوضح الرئيس الروسي خلال اجتماع مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، المسخّر للتصدي للأخطار التي تهدّد الأمن القومي الروسي في مجال الهجرة، أن نظام حالة الحرب كان ساري المفعول في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه، قبل الانضمام إلى روسيا.
وأضاف بوتين: “الآن من الضروري تطبيق حالة الحرب وفقاً للتشريعات الروسية. لذلك، قمت بالتوقيع على مرسوم بشأن تطبيق حالة الحرب في هذه الكيانات الأربعة. وسيتم إرساله على الفور للموافقة عليه إلى مجلس الاتحاد”.
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية بإحباط محاولة إنزال أوكرانية على الضفة اليسرى لسد كاخوفكا في زاباروجيه وتمّت تصفية أكثر من 90 جندياً أوكرانياً وتدمير 14 قارباً.
وجاء في البيان اليومي لوزارة الدفاع الروسية عن سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أن القوات المسلحة أحبطت محاولات إنزال للقوات المسلحة الأوكرانية على الضفة اليسرى لسد كاخوفكا في زاباروجيه، وتمّت تصفية أكثر من 90 جندياً أوكرانياً وتدمير14 قارباً، كذلك تم التصدّي لمدفعية القوات المسلحة الأوكرانية حيث أطلقوا 13 قذيفة على المشارف الشمالية لمدينة إنرغودار والمنطقة المجاورة لزابوروجيه.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية مقاتلة أوكرانية من طراز Su-25 في منطقة خيرسون، و12 طائرة دون طيار في منطقة خيرسون ودونيتسك ولوغانسك، بينما دمّرت القوات المسلحة الروسية بطاريتي مدفعية وفصيلتين من طراز Uragan MLRS في منطقة خاركوف ودونيتسك.
وأشار البيان إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية فقدت أكثر من 30 جندياً خلال المعارك في سياق محاولات فاشلة جديدة لاجتياز نهر زيربيتس في لوغانسك، كما قضت القوات المسلحة الروسية على أكثر من 40 جندياً أوكرانياً في اتجاه كوبيانسك.
ودمّرت القوات المسلحة الروسية ثلاثة مستودعات ذخيرة للقوات الأوكرانية في مناطق خاركوف وزابوروجيه ونيكولايف، كما دمّرت القوات الجوية وحداتٍ من لوائين من القوات المسلحة الأوكرانية وتشكيلات المرتزقة في منطقة خيرسون.
وفي الأثناء، كشف عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيه فلاديمير روغوف أن نحو خمسة آلاف من المرتزقة البولنديين يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية على خط جبهة زابوروجيه.
ونقلت وكالة تاس عن روغوف الذي يرأس كذلك حركة (نحن مع روسيا) قوله اليوم: إن “عدد العسكريين البولنديين الموجودين على خط معركة زابوروجيه يصل بالفعل إلى نحو خمسة آلاف أو أكثر”، إلى جانب مرتزقة من 34 دولة يقاتلون حالياً في الجانب الأوكراني.
ولفت روغوف إلى أن عدداً كبيراً من الناطقين باللغة البولندية يتلقون العلاج في بعض المستشفيات في مدينة زابوروجيه، التي تسيطر عليها كييف.
وفي سياق آخر، أعلن روغوف إحباط القوات الروسية عملية هجوم لسفن حاولت إنزال قوات أوكرانية للسيطرة على محطة الطاقة النووية في المنطقة.
وقال روغوف: “حاولت القوات الأوكرانية القيام بعملية إنزال باستخدام قوارب عبر نهر دنيبر، وذلك من أجل الاستيلاء على محطة الطاقة النووية واستمرّت المعركة عدة ساعات وتم صد هجوم العدو”.
من جانبه، أعلن رئيس إدارة مدينة إنيرغودار في مقاطعة زابوروجيه ألكسندر فولغا أن الكهرباء قُطعت بالكامل عن المدينة بعد استهداف القوات الأوكرانية بواسطة صواريخ هيمارس مرافق الطاقة فيها.
ونقلت سبوتنيك عن فولغا قوله في تصريح اليوم: “إن القصف على المدينة بدأ ليلاً حيث تم استهداف محطة الكهرباء الفرعية بصواريخ هيمارس الأمريكية الصنع من القوات الأوكرانية ما أدّى إلى عطل وفقدان الكهرباء بالكامل”، مضيفاً: “إنه تم وضع جميع فرق الطوارئ في حالة تأهّب وتقوم بأعمال صيانة فورية للأعطال الحاصلة”.
وفي الجانب الإنساني، بدأت عمليات نقل سكان خيرسون اليوم من ميناء نهر المدينة إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر وإلى مناطق أخرى في روسيا، إثر تصاعد حدة القصف الأوكراني واستهداف المدنيين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن رئيس اللجنة التنفيذية الإقليمية في منطقة خيرسون يفغيني ميلنيكوف الذي يشارك في تنظيم عمليات الانتقال قوله: “يجري إجلاء قسم من سكان خيرسون إلى أليوشكي وقسم إلى مدينة جولايا بريستان في منطقة سكادوفسكي بمنطقة خيرسون، وستقوم الحافلات على الضفة اليسرى من نهر دنيبر بنقلهم إلى شبه جزيرة القرم وروستوف وإقليم كراسنودار وإقليم ستافروبول”، لافتاً إلى أن سفن الأسطول النهري للنقل ستستخدم لنقل سكان خيرسون عبر ضفتي النهر إلى الضفة اليسرى، وهناك سيتم نقلهم بالحافلات إلى شرق البلاد.
وبدأ سكان خيرسون بتلقي الرسائل القصيرة لمغادرة المدينة مؤقتاً؛ بسبب القصف الأوكراني على المنطقة، وبعد تهديد قوات كييف بقصف محطة كاخوفسكايا الكهرومائية وسدّها.
من جهة ثانية، قال القائم بأعمال حاكم منطقة خيرسون فلاديمير سالدو: إن دخول المدنيين إلى منطقة خيرسون محظور لمدة سبعة أيام، مبيّناً أنه لن يتمكّن من الدخول للمنطقة إلا حاملو التصاريح الخاصة لمن يعملون في توفير وتوريد وتشغيل المرافق العامة.