البيان الختامي لاجتماع الهيئتين التنسيقيتين السورية الروسية: توفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين
دمشق – سانا / البعث – ميادة حسن – إبراهيم مرهج:
أكّدت الهيئتان التنسيقيتان الوزاريتان السورية الروسية أنّ ممارسات الدول الغربية وعقوباتها الاقتصادية غير الشرعية، وسرقتها الثروات السورية تعيق عودة المهجرين واللاجئين وتتسبب بمعاناة ملايين السوريين، مشددتين على أنّ الإجراءات التي اتخذتها الدولة السورية لاستعادة الحياة الطبيعية تخلق ظروفاً مواتية لعودة المهجرين الذين غادروا البلاد قسراً.
وقالت الهيئتان في بيان مشترك بختام أعمال الاجتماع الخامس لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين في قصر المؤتمرات بدمشق: “في الـ20 من تشرين الأول 2022 عقد في دمشق اجتماع مشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية، بمشاركة وفد روسي ضمّ ممثلين عن الإدارة الرئاسية للاتحاد الروسي و15 سلطة تنفيذية اتحادية وشركات حكومية و16 منطقة و6 منظمات غير حكومية في الاتحاد الروسي، بمشاركة نظرائهم من الجانب السوري، كما دُعي ممثلو الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إلى الاجتماع من أجل تبادل الآراء بشأن مجموعة واسعة من القضايا الإنسانية التي يتطلب حلها جهوداً منسقة من المجتمع الدولي”.
وأضافت الهيئتان: إنّ الجهود المبذولة لإعادة المهجرين واللاجئين تتجلى في الإحصاءات المتعلقة بعودة المواطنين السوريين إلى وطنهم، واستعادة الحياة العادية حيث عاد حتى الآن أكثر من مليونين و413 ألفاً و527 مواطناً سورياً إلى ديارهم، وتم إصلاح وتشغيل آلاف المنشآت ذات الأهمية الاجتماعية والصناعية في مناطق مختلفة من البلاد منذ عام 2018.
وأشارت الهيئتان إلى أنّ الحكومة السورية تواصل تطوير القطاعات الصناعية والزراعية والاقتصادية وتقديم الدعم في مختلف المجالات من إصدار قروض تفضيلية لرواد الأعمال وخلق الوظائف الإضافية للمواطنين العائدين إلى وطنهم إلى الاستخدام المباشر لإمكانات الإدارات السورية بما يساهم في استعادة أهم الصناعات والبنية التحتية.
وشدّدت الهيئتان على أنّ الإجراءات التي اتخذتها الدولة السورية لاستعادة الحياة الطبيعية تخلق ظروفاً مواتية لعودة المواطنين الذين غادروا البلاد قسراً، وأضافت الهيئتان في بيانهما: إنّ مقر التنسيق بين الإدارات في روسيا نظم زيارة عمل للوفد الروسي المشترك الى سورية في الفترة من الـ16 إلى الـ21 من تشرين الأول الجاري وتم تسليم أكثر من 170 طناً من المساعدات الإنسانية لأغراض مختلفة إلى السوريين المحتاجين.
وتابعت الهيئتان: إنّ السلطات التنفيذية الاتحادية ومنظمات الاتحاد الروسي تواصل العمل على تقديم المساعدة الإنسانية لإعادة الإعمار في سورية، ويجري تنفيذ أنشطة مشتركة في مجال التجارة والتراث الثقافي والتنمية الصناعية والزراعية ومن خلال جهود ممثلي مركز إنقاذ الآثار التابع لمعهد تاريخ الثقافة المادية في الأكاديمية الروسية للعلوم والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية تمّ إنجاز العمل في المرحلة الأولى من ترميم قوس النصر في تدمر وستتم متابعة باقي المراحل.
ولفتت الهيئتان إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات في المجالات الرئيسية للتعاون السوري الروسي، كما يتمّ إعداد عدد من الاتفاقيات الأخرى وتجهيزها للتوقيع عليها من الشركاء في البلدين، كما أنّ الجهود المنسقة للمختصين السوريين والروس أنجزت مجموعة كبيرة من المهام لتفعيل عملية عودة اللاجئين السوريين وتزويدهم بالمساعدات الإنسانية.
وأكدت الهيئتان أنّ ممارسات الدول الغربية التي تهدف إلى الضغط الاقتصادي على الدولة السورية وانتهاك سيادة ووحدة أراضيها وفرض عقوبات غير مشروعة ونهب موارد الدولة تترك آثارا سلبية كبيرة على عودة المهجرين وعلى حياة ملايين السوريين.
ولفتت الهيئتان إلى استمرار تدهور الحالة العامة في مخيمي الركبان والهول الواقعين في الأراضي المحتلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
كذلك أضافت الهيئتان التنسيقيتان الوزاريتان السورية الروسية: إنّ واشنطن تواصل سرقة النفط السوري حيث يتم تصدير ما يصل إلى 66 ألف برميل من النفط يومياً بشكل غير قانوني من الأراضي التي تحتلها القوات الأمريكية وهو ما يمثل 80 بالمئة من حجم الإنتاج يومياً، وبسبب هذا لايزال الوضع الإنساني صعباً في البلاد ويواجه ملايين السوريين نقصاً في الكهرباء والغذاء والماء.
وجدّدت الهيئتان إدانة سورية وروسيا بشدة للوجود غير القانوني للوحدات العسكرية الأجنبية على أراضي الدولة السورية ذات السيادة وقيام الدول المحتلة بسرقة الموارد الطبيعية للشعب السوري، وأكدتا أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يخلقون الذرائع لتجنب التفاعل مع الدولة السورية بشأن القضايا الإنسانية.
وأشارت الهيئتان إلى أنّ استمرار آلية تسليم المساعدات عبر الحدود يعد مشكلة خطيرة فهي لا تلبي احتياجات جميع السوريين وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2642، كما أنها تسمح برعاية المجموعات الإرهابية في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية بأموال المجتمع الدولي ولا تسهم إلا في إطالة أمد الأزمة في سورية وتضرّ باستعادة الحياة العادية في البلاد.
وكانت اختتمت اليوم الجلسة المشتركة للهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين السورية الروسية بشأن عودة اللاجئين بعد عمل دام أربعة أيام للطرفين، وتمّ فيها عقد العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات.
وأشار وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف إلى أنّ الحكومة لم توفّر جهداً لإعادة الحياة إلى مدن سورية وقراها، وذلك من خلال إعادة بناء الطاقة الكهربائية ودعم الفعاليات الاقتصادية وإعادة فتح الأسواق القديمة والأثرية وتقديم الدعم للصناعيين عبر المراسيم العديدة التي أصدرها الرئيس بشار الأسد لدعم المنشآت، وهي الإعفاء من الضرائب وإلغاء ضريبة الأرباح وغيرها من المراسيم.
وأضاف مخلوف: أما على صعيد ما تمّ تنفيذه فقد عملت الوزارة على إنجاز 44 مشروعاً بقيمة 1500 مليار ليرة سورية للصناعات الغذائية والكيميائية، و7 مشاريع بمرحلة الإنتاج، كما تمّ ترميم وتأهيل 1600 مدرسة و70 مركزاً صحياً و36 مخبزاً، وغير ذلك من الأعمال التي من شأنها إعادة المهجّرين، والآن بدأنا العمل في معرة النعمان.
وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد تحدّث عن الجهود التي تبذلها الدولة السورية بمختلف مؤسساتها وهيئاتها المعنية بالتعاون مع عدد من الدول الصديقة والهيئات الدولية الراغبة بدعم الجهود الوطنية في هذا المجال لتأمين المزيد من الظروف الملائمة لإعادة اللاجئين والمهجّرين إلى مدنهم وقراهم بطريقة آمنة وطوعية.
وقال المقداد: إنّ الأبواب مفتوحة بشكل كامل أمام عودة كل اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وإن كل الجهات المعنية في سورية تعمل بكل طاقتها لتحقيق ذلك وضمان عودة النازحين داخلياً إلى بيوتهم التي هجّرهم منها الإرهاب، وذلك من خلال العمل على إعادة بناء وتأهيل البنى التحتية والمرافق الخدمية في المناطق التي تمّ تحريرها من الإرهاب.
وأشار المقداد إلى أن الدولة السورية قد ركّزت على التسويات والمصالحات الوطنية المحلية كطريق لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، الأمر الذي كان له دور كبير ومهم في عودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم وبيوتهم.
من جهته معاون وزير الخارجية، رئيس اللجنة التحضيرية، أيمن سوسان، أكّد أنّ الحكومة السورية تؤكد ضرورة عودة اللاجئين، وتعمل بكل طاقاتها لإعادة البنى التحتية وسبل الحياة إلى المناطق التي دمّرت، وذلك بالتعاون مع الجهات الروسية التي لم تبخل بجهدها في هذا الإطار.
وأضاف: “لكن مع كل تلك الجهود المبذولة من الطرفين هناك العديد من المعوقات والعراقيل التي تقف أمام تلك الجهود وتحدّ من فعاليتها، وأهمها العقوبات الغربية الظالمة والعدوان الأميركي الذي ما زال إلى الآن يسرق خيرات البلاد، ومع ذلك تستمرّ اللجنتان في عملهما الدؤوب للوصول إلى النتائج المطلوبة”.
وبيّن سوسان أنّ سورية قدّمت العديد من الخطوات المهمة لتفتح أبوابها أمام أبنائها للعودة من خلال إصدار عدة مراسيم للعفو شملت كل الجوانب.
(تفاصيل في صفحات الأخبار)