الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية: عودة خمسة ملايين مهجّر ولاجئ والعمل مستمرّ لإعادة الجميع
البعث – ميادة حسن – إبراهيم مرهج
أكد المشاركون في الاجتماع المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية ضمن أعمال الاجتماع الخامس لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجّرين السوريين، استمرار العمل على تشجيع اللاجئين والمهجّرين على العودة، مشيرين إلى عودة أكثر من خمسة ملايين نصفهم منذ عام 2018 رغم عرقلة الدول الغربية ذلك من خلال فرضها العقوبات وتوظيفها هذا الملف لتحقيق مآرب سياسية لا تمتّ لمصالح الشعب السوري بصلة.
وقال رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية السورية وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف في كلمة اليوم خلال الاجتماع المشترك للهيئتين في قصر المؤتمرات بدمشق: إن سورية مستمرة بالعمل على تحسين الظروف المعيشية لمواطنيها في الداخل وتشجيع المهجّرين على العودة رغم تصاعد تآمر الغرب عليها من خلال الإجراءات القسرية التي وسّعها لتشمل قطاع الطاقة، لافتاً إلى عودة أكثر من خمسة ملايين مهجّر ولاجئ نصفهم منذ عام 2018، وأن العمل مستمر لإعادة الإعمار والخدمات وتعافي الاقتصاد وزيادة الإنتاج وكل ما من شأنه تحسين حياة السوريين ومعيشتهم.
وأشار مخلوف إلى أن العمل المشترك والتعاون بين الهيئتين يهدف إلى تحقيق الغاية الأساسية وهي عودة جميع المهجّرين السوريين إلى أرض الوطن من خلال تأمين كل متطلبات العودة من إعادة الإعمار وإعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات الأساسية، ولاسيما الصحية والتعليمية وإعادة الإنتاج في الزراعة والصناعة والحرف والمشاريع في كل بقعة يحرّرها الجيش العربي السوري ببطولاته وتضحياته من الإرهاب.
وبيّن مخلوف أن الاحتلال الأمريكي يواصل سرقة ثروات سورية من نفط وقمح وقطن بشكل ممنهج ويدعم المجموعات الإرهابية والميليشيات الانفصالية دون أدنى اعتبار للشرائع الدولية والقيم الإنسانية، كما يستمرّ الاحتلال التركي بقطع مياه الشرب عن الأهالي في الحسكة والسطو على كميات كبيرة من حصة سورية من مياه نهر الفرات ما انعكس سلباً على الأمن الغذائي والبيئة وحياة المواطنين، لافتاً إلى أنه على الرغم من كل ذلك فإن إرادة السوريين قيادة وحكومة وشعباً تعقد العزم على النهوض بالوطن وإعادة إعمار البلاد بالاعتماد على الذات والبحث عن مكامن القوة في مواردنا الوطنية ومقوماتنا المحلية مرحبين بدعم أصدقائنا وشراكتنا معهم المبنية على أسس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
وقال مخلوف: كما التفّ شعبنا الأبي خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد وخلف الجيش العربي السوري الباسل لتحرير الجزء الأكبر من أراضينا من الإرهاب، فإن الأمل باستكمال تحرير آخر شبر من الاحتلال والإرهاب، والعمل ينصبّ على إعادة الإعمار والخدمات وتعافي الاقتصاد وزيادة الإنتاج وكل ما من شأنه تحسين حياة السوريين ومعيشتهم.
وأشار مخلوف إلى أن العمل يتركز اليوم على إعادة التأهيل في معرة النعمان بشكل متسارع لمواكبة عودة المهجّرين إلى المدينة وتأمين الخدمات لهم من مرافق التعليم والطبابة والمياه والكهرباء وصيانة الطرقات والأفران وسائر الاحتياجات الأخرى، ويبقى الجيش العربي السوري هو الضمانة لاستقرارهم وتمكينهم من مزاولة أعمالهم وزراعة حقولهم بأمان وطمأنينة.
وأكد مخلوف أن سورية وروسيا يجمعهما تاريخ مشترك من التعاون القائم على الاحترام والقيم والمبادئ وتعيشان حاضراً متشابهاً من الاستهداف والتآمر والعقوبات من الغرب وتكافحان معاً الإرهاب والعنصرية والتطرف والاحتلال، وكما انتصرتا في كل المراحل السابقة فإنهما ستنتصران دوماً وسيتحقق الازدهار لشعبيهما.
من جهته أشار وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، إلى أن هذه المؤتمرات واجتماعات المتابعة وما نتج عنها شكّلت دعماً مهمّاً لجهود تسهيل عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم، معرباً عن تقدير سورية لدعم روسيا لهذه المؤتمرات والاجتماعات ليشكل ذلك خطوة إضافية في طريق التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات بين البلدين الصديقين.
وقال المقداد: نعيش اليوم في عالم تعصف به الكثير من التحدّيات والأخطار سياسياً واقتصادياً وأمنياً وصحياً وبيئياً بسبب محاولات الدول الغربية التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وفرض هيمنتها على ثرواتها ومستقبلها ضاربة عرض الحائط بكل أحكام القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ما تسبّب بالكثير من الاضطرابات وعدم الاستقرار في العالم وخلف آثاراً كارثية على كل الدول كان من بينها ازدياد أعداد اللاجئين والنازحين في مناطق مختلفة من العالم.
ولفت المقداد إلى أن انتشار ظاهرة اللجوء والنزوح بهذا الشكل غير المسبوق كان نتيجة للاحتلال الأجنبي والحروب والنزاعات والأزمات التي أشعلتها وغذتها تلك الدول بدليل ما حصل في فلسطين المحتلة والعراق وليبيا ولبنان وأفغانستان ودول أخرى، بينما كشف ما يحصل في أوكرانيا حالياً من جديد نزعة الهيمنة والإجراءات العدائية الغربية تجاه أمن روسيا واستقرارها، مجدّداً موقف سورية الداعم للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ولحق روسيا في الدفاع عن نفسها وحماية أمنها القومي.
وأكد المقداد مجدّداً أن أبواب سورية مفتوحة أمام عودة اللاجئين إلى وطنهم، حيث تعمل كل الجهات المعنية بكل طاقتها لتحقيق ذلك وضمان عودة النازحين داخلياً إلى بيوتهم التي هجّرهم الإرهاب منها، من خلال العمل على إعادة بناء وتأهيل البنى التحتية والمرافق الخدمية في المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب واعتماد إجراءات لتسهيل عملية عودة الراغبين منهم وتأمين متطلباتهم الأساسية.
وأشار المقداد إلى أن سورية ركّزت على التسويات والمصالحات كطريق لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها والتي كان لها دور كبير ومهم في عودة اللاجئين والنازحين حيث صدر 21 مرسوم عفو كان آخرها المرسوم التشريعي رقم 7 لعام 2022 الذي منح عفواً عاماً عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين، وبالتالي ساهم هذا المرسوم والمراسيم التي سبقته بشكل كبير في تسهيل عودة اللاجئين الراغبين بذلك دون أي مشكلات تتعلق بوضعهم القانوني.
وأعرب المقداد عن الأسف بأن جهود سورية والدول الصديقة في الشأن الإنساني بشكل عام وفي موضوع عودة اللاجئين بشكل خاص لا تزال تصطدم باستمرار بعض الدول والجهات بتوظيف هذا الملف الإنساني لتحقيق مآرب سياسية لا تمتّ لمصالح الشعب السوري بصلة، إضافة إلى استمرار بعض الدول في دعم الإرهاب الذي كان السبب الرئيس في دفع عدد من السوريين إلى مغادرة بيوتهم والتحوّل إلى نازحين داخلياً أو لاجئين في الخارج، كما شكّل الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري عاملاً إضافياً في دفع عدد آخر من السوريين إلى مغادرة بلادهم بحثاً عن تحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وشدّد المقداد على أن الحرص على مساعدة الشعب السوري بشكل حقيقي يتطلب وقف دعم الإرهاب بمختلف أشكاله وإنهاء الاحتلال الأجنبي لأراضٍ سورية ورفع الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على الشعب السوري ووقف قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقته نهب ثروات سورية من نفط وقمح وقطن.
ولفت المقداد إلى ضرورة قيام الدول الحريصة على الشأن الإنساني حقاً ووكالات الأمم المتحدة المعنية ببذل المزيد من الجهود في إطار تهيئة الظروف المساعدة لعودة اللاجئين السوريين والنازحين داخلياً ودعم جهود الدولة في هذا الإطار، موضحاً أن ما جاء في قرار مجلس الأمن 2642 بخصوص مشاريع التعافي المبكر الهادفة إلى توفير المياه والكهرباء وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم والمأوى يمكن أن يشكّل خطوة إضافية نحو تحسين الوضع الإنساني في سورية وعودة اللاجئين والنازحين لكن ذلك يتوقف على مدى تنفيذ الدول الغربية لما جاء في القرار بخصوص مشاريع التعافي المبكر.
من جهته، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف عن تقدير بلاده الكبير للجهود التي تبذلها سورية للتخفيف من معاناة المواطنين الذين ما زالوا يواجهون صعوبات كبيرة في طريق استعادة الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً أن روسيا مستمرة بتقديم كل مساعدة ممكنة لسورية للتغلب على العقبات القائمة وستواصل بالشراكة مع الحلفاء الملتزمين بالقانون الدولي تنفيذ مجموعة من المشاريع في مختلف المجالات لإعادة إعمار الاقتصاد في سورية وتحسين الوضع المعيشي فيها.
وطالب لافرنتييف المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فعّالة لتحسين الوضع الإنساني في سورية والمساعدة في تنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر، فهذه هي الطريقة الوحيدة لحل مشكلات اللاجئين السوريين في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى ضرورة توقف الغرب عن تسييس الوضع الإنساني لأن العقوبات التي يفرضها هي السبب وراء معاناة الشعب السوري.
وشدّد لافرنتييف على أن روسيا ستواصل تقديم الدعم للجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي يدعمها الغرب مالياً وعسكرياً بهدف زعزعة الاستقرار في سورية.
وبيّن لافرنتييف أن العالم يواجه تغييراتٍ كبيرة، فالنظام العالمي الذي كان قائماً لعقود طويلة على أساس هيمنة دولة عظمى واحدة تفرض إرادتها على الدول الأخرى لخدمة مصالحها ينهار، لأن معظم دول العالم ترفض هذا النهج وتدافع عن سيادتها وحقها في اتخاذ قرارات مستقلة على أساس مصالحها الوطنية.
بدوره، أكد نائب وزير الدفاع الروسي العماد أول ميخائيل ميزينتسيف في كلمة عبر الفيديو أنه بعد هزيمة الإرهاب في سورية بدعم من روسيا كانت المهام ذات الأولوية المشتركة هي إعادة الإعمار وتقديم المساعدة للاجئين والمهجّرين للعودة إلى منازلهم وتحسين الخدمات والبنية التحتية، ما أدّى إلى عودة أعداد كبيرة من السوريين من الخارج ومن النازحين داخلياً إلى منازلهم، لافتاً إلى أن العقوبات الغربية غير الشرعية المفروضة على سورية هي السبب في معاناة مواطنيها وعرقلة عودة المهجّرين واللاجئين.
من جهته، أوضح رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية الروسية رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني العقيد أوليغ غورشينين في كلمة عبر الفيديو، أن بلاده ستواصل تقديم المساعدة الإنسانية إلى سورية لإعادة الإعمار وتجاوز الأزمة الحالية وضمان تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى أنه تم التركيز مؤخراً على التعاون في مشاريع البنى التحتية ومجالات الثقافة والتعليم وترميم مواقع التراث العالمي في سورية.
ولفت غورشينين إلى أن سورية تقدّم للمهجّرين واللاجئين العائدين كل الدعم الاجتماعي اللازم والرعاية الطبية والمساعدات الإنسانية الأخرى على الرغم من الصعوبات التي فرضتها الحرب والعقوبات والسياسة الهدامة للولايات المتحدة وحلفائها، مشيراً إلى أن اقتراح الغرب تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود يهدف إلى دعم التنظيمات الإرهابية في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية وإطالة أمد الأزمة.
وجدّد غورشينين إدانة بلاده للوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية ونهب ثرواتها ومواردها الطبيعية، مشيراً إلى أن واشنطن تنهب 66 ألف برميل من النفط السوري يومياً وهو ما يمثل 80 بالمئة من حجم الإنتاج، الأمر الذي يؤدّي إلى تفاقم سوء الوضع الإنساني في سورية.
معاون وزير الخارجية والمغتربين رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور أيمن سوسان، أشار إلى أن الخسارة الأكبر التي تكبّدتها سورية في الحرب الإرهابية تمثلت في هجرة أبنائها وكوادرها الذين ساهموا في مسيرة التنمية التي شهدها بلدنا قبل العدوان الإرهابي حيث تنظر الدولة لعودتهم كضرورة أساسية لإعادة إعمار ما دمّره الإرهاب وهي مستعدة رغم الظروف الصعبة لتقديم كل ما من شأنه لتسهيل عودة هؤلاء المواطنين الذين اضطرّتهم ظروف الحرب الظالمة إلى مغادرة منازلهم ومدنهم وقراهم لأنه لا أحد أحرص على السوريين من دولتهم ولا كرامة لهم إلا في وطنهم.
وأوضح سوسان أن الغرب الاستعماري وأداوته يواصلون عرقلة عودة المهجّرين واستغلال معاناتهم خدمة لأجنداتهم في سورية ومشروعهم المتهاوي، كما أن محاولات إعاقة عملية إعادة الإعمار والإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تتناقض مع أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني ما هي إلا لخلق مصاعب أمام عودة المهجّرين وإعاقة توطيد الاستقرار في سورية.
وشدّد سوسان على أن الولايات المتحدة تزرع الحروب وتؤجّج الفتن للإبقاء على هيمنتها على القرار الدولي والتفرّد بإدارة شؤون العالم، وها هي تضيف اليوم إلى سجلها الأسود وصمة عار جديدة بدعمها النازيين الجدد في كييف، كما دعمت ولا تزال الإرهاب في سورية والعديد من دول العالم، لافتاً إلى أن تصريح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي اعتبر فيه أن الغرب يمثل الحضارة والمدنية، والآخرون متوحشون، ليس غريباً عنهم حيث اعتادوا عند الحديث عن أنفسهم بالقول إنهم العالم المتحضّر، والآخرون “عالم ثالث”، وهذا ليس مفهوماً تنموياً وإنما يعبر عن عنصريتهم وعنجهيتهم المتأصلة، متناسين أن الجرائم التي اقترفوها أثناء الحقبة الاستعمارية والتي ما زالوا يرتكبونها حتى اليوم لم يشهد التاريخ مثيلاً لها في بشاعتها ووحشيتها.
من جانبه، بيّن معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ياسر الأحمد أن الإجراءات القسرية الغربية الأحادية الجانب أثرت في كل الخدمات المقدمة للمواطنين السوريين وقوّضت الجهود المبذولة لتسهيل عودة المهجّرين واللاجئين الذين تبذل الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة جهوداً استثنائية لتأمين عودتهم في ضوء الموارد المتاحة.
وأشار الأحمد إلى منح الموافقات لما يزيد على 50 مشروع تعاون بين الوكالات الأممية المختلفة والمنظمات غير الحكومية في قطاعات متعدّدة تشمل التعليم والصحة والحماية الاجتماعية وغيرها من القطاعات، إضافة إلى توفير التسهيلات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع بكل سلاسة ويسر بما يعزّز من الخدمات الموفرة عبرها للعائدين والمجتمعات المستهدفة على المستوى المحلي.
الأمين العام لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد عرقسوسي أوضح أن المنظمة تمكّنت من رفع المعاناة عن أكثر من ستة ملايين شخص في قطاع الغذاء وأكثر من 80 بالمئة من السكان في قطاع المياه، وهذا العمل يعتمد بشكل أساسي على المساعدات المقدمة من الدول المانحة ومعظمها دول غربية تدعم نظرياً التعافي المبكر دون الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2642.
وأكد عرقسوسي ضرورة عدم تسييس الدول الغربية للعمل الإنساني في سورية، مشيراً إلى أن ملايين السوريين بحاجة ماسة لأساسيات الحياة وما زالت الاستجابة الإنسانية غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة، لافتاً إلى أن التعافي المستدام للمجتمع السوري غير محقق نتيجة للوضع الاقتصادي المتدهور بسبب العقوبات الغربية.
من جانبها أشارت مفوّضة الرئيس الروسي لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بيلوفا، إلى الظروف القاسية التي يعيشها الأطفال في زمن الحرب وأثرها في صحتهم النفسية وعاداتهم الاجتماعية والثقافية، موضحة أن لسورية تجربة مهمّة في إنقاذ الأطفال أوقات الأزمات وروسيا حريصة على استمرار التعاون معها والاستفادة من خبراتها في هذا المجال، وخاصة أنها استقبلت مؤخراً مئات الآلاف من الأطفال الذين عانوا من جرائم النازية الجديدة في دونباس.
مبعوث مجلس الدوما في الجمعية الاتحادية لروسيا فلاديمير غوتينيف، أكد أن دعم روسيا لسورية في مكافحة الإرهاب ساعد في استقرار الوضع وتعزيز التعاون في المجالات الدفاعية والعسكرية التقنية، موضحاً أن البلدين يقفان معاً في مواجهة الخطط الأمريكية للهيمنة على العالم على الرغم من الضغوط.
وأشار غوتينيف إلى أن التعاون الروسي السوري ينتقل إلى مستوى جديد في القطاع الاقتصادي والطبي والتعليمي وفي مجال الطاقة وسيستمر العمل على تطويره بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين ويساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.
بدوره، شدّد النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما التابعة للجمعية الاتحادية في روسيا كازبيك تايساييف، على أن علاقات روسيا وسورية تاريخية ووثيقة وأن سورية شريك ذو أولوية لروسيا ونشكرها على دعمها لعمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ولفت تايساييف إلى أن روسيا كانت وستبقى إلى جانب سورية، وأنها حريصة على تعزيز التعاون وإيجاد سبل لمقاومة العقوبات الاقتصادية غير العادلة التي يفرضها الغرب على شعبي البلدين.
بدوره، قال نائب وزير التربية والتعليم الروسي دينيس غريبوف: إننا نقدّر تقديراً عالياً تعاوننا مع سورية في مجال التعليم الذي يتطوّر بسرعة وديناميكية، موضحاً أن روسيا تعمل على تنفيذ عدد من المشاريع الإنسانية المهمة التي تهدف إلى تطوير نظام التعليم في سورية بما في ذلك المهني والرقمي وتحسين جودة التدريس وتعليم اللغة الروسية في المدارس السورية.
وأشار غريبوف إلى أنه يتم حالياً العمل مع وزارة التعليم العالي في سورية لفتح فرع لجامعة موسكو الحكومية في دمشق سيقدّم تدريباً في مختلف المجالات التربوية.
من جهته، لفت نائب محافظ مقاطعة نيجني نوفغورود الروسية بيتر بانيكوف، إلى أن الزيارة إلى سورية كانت غنية جداً وتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون، مشيراً إلى السعي لمواصلة تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.