سوناك هو الأوفر حظّاً لرئاسة الوزراء في بريطانيا في المرحلة القادمة
تقرير إخباري:
بين مَن يرى أن عودة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون إلى السلطة ستسبّب انقساماً حاداً في حزب المحافظين البريطاني قد يؤدّي إلى تفكّكه، ومن يحاول لملمة أوراق الحزب للعودة مجدّداً إلى الواجهة السياسية بقوة، ينقسم أنصار الحزب فيما بينهم، حيث يرى كثيرون أن عودة جونسون مع جميع الفضائح السياسية التي أحاطت به قد تقود الحزب إلى خسارة عدد كبير من أنصاره وبالتالي تصبح شعبية الحزب على المحك، ولذلك يبدو أن الكفة في مثل هذا التصويت ربّما ترجح لمصلحة وزير المالية السابق ريشي سوناك الذي يرى أن بريطانيا تواجه أزمة اقتصادية عميقة وتحتاج إلى إصلاح اقتصادي وتوحيد الحزب وتقديم المساعدة للبريطانيين.
فقد أجرى سوناك محادثاتٍ وجهاً لوجه مع رئيس الوزراء الأسبق جونسون ونال في وقت متأخر من يوم الجمعة الحدّ الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين بعد استقالة تراس.
وكتب النائب المحافظ البارز في مجلس العموم توبياس إلوود في تغريدة على “تويتر”: “يشرّفني أن أكون النائب المئة عن حزب المحافظين الذي يدعم ريشي”.
وأضاف: “حان الوقت لحكومة وسطية ومستقرّة ومسؤولة مالياً تقدّم قيادة محلية ودولية ذات صدقية”.
محاولة جونسون تأمين ما يكفي من الدعم ليصبح رئيس وزراء بريطانيا المقبل، جاءت بعد أن تكتّلت شخصيات بارزة في الجناح اليميني لحزب المحافظين خلف سوناك الذي اتّهم بخيانته في السابق.
أما وزير الدولة لشؤون إيرلندا الشمالية ستيف بيكر فقد صرّح بأنّه سيصوّت لمصلحة سوناك، لأنّ البلاد لا تستطيع تحمّل العودة إلى المشاهد الدرامية التي شهدتها في وقت سابق من العام الحالي، قبل إجبار جونسون على ترك منصبه في أعقاب سلسلة من الفضائح التي طالته.
وقال بيكر عبر وسائل الإعلام: هذا ليس الوقت المناسب لأسلوب بوريس في الإدارة لأن ذلك سيكون كارثة مؤكدة، مشيراً إلى أنّ “البلاد بحاجة إلى فترة من الاستقرار بعد أن أثارت خطط تراس اضطراباتٍ واسعة النطاق في الأسواق المالية، وهو ما يعني عدم التصويت لجونسون مرة أخرى”، وأضاف: “ما لا يمكننا فعله هو أن يكون جونسون رئيساً للوزراء في ظل ظروف سينهار تحت وطأتها لا محالة مرة أخرى، وستسقط معه الحكومة بأكملها”.
هذا مع العلم أن جونسون يخضع حالياً لتحقيق تجريه لجنة الامتيازات في البرلمان لتحديد ما إذا كان قد كذب على مجلس العموم بشأن الحفلات التي استضافها مقرّه في “داونينغ ستريت” في خضمّ جائحة كورونا، ومن المتوقع استقالة الوزراء الذين سيُثبت التحقيق أنّهم ضللوا البرلمان عن عمد.
وفي الوقت الذي أفادت فيه صحيفة “التلغراف” بأن رئيسة مجلس العموم البريطاني بيني موردونت، رفضت محاولات رئيس الوزراء الأسبق لإجبارها على الانسحاب من سباق انتخابات زعامة حزب المحافظين، نقلت الصحيفة عنها قولها: إن جونسون اتصل بها وطلب منها الانسحاب من سباق زعامة حزب المحافظين، ودعم ترشيحه عوضاً عن ذلك.
وبعد رفض موردونت مطالبه، أصبح جونسون أمام تحدّي تشكيل ائتلاف لدعم ترشحه لمنصب رئيس الوزراء، قبل ظهر يوم الاثنين، بعد أن قرّر دخول سباق رئاسة الوزراء، ولهذا السبب عاد إلى بريطانيا من رحلة في الدومينيكان في مقاعد الدرجة السياحية مع عائلته، ووفقاً للقناة، حصل جونسون على دعم أكثر من 100 نائب.
وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه من رفض موردونت مطالبه، فإن فرص سوناك ستصبح قوية في الفوز برئاسة حزب المحافظين والوصول إلى رئاسة الوزراء، وخاصة أن جونسون لا يمتلك الكثير من الشعبية التي يمكن أن توصله إلى هذا المنصب بعد الفضائح التي لحقت به أثناء وجوده في السلطة.
ميادة حسن