شح الأمطار ونقص محطات المعالجة يجبر المزارعين على الري بمياه الصرف الصحي.. ولكن!!
دمشق – ميس خليل
مع لجوء العديد من المزارعين للري بمياه الصرف الصحي أو الصناعي أو الزراعي غير المعالج، لمواجهة نقص المياه وتوفير احتياجاتهم المائية وري مزروعاتهم، تعمدُ وزارة الموارد المائية، بالتنسيق مع وزارة الزراعة، إلى تنظيم ضبوط مائية بحق الفلاحين المخالفين، وإتلاف المزروعات في العديد من المحافظات مثل ريف دمشق التي تُروى بمياه الصرف الصحي غير المعالج.
مديرة مراقبة نوعية المياه في وزارة الموارد المائية مريم مشتا أوضحت لـ “البعث” أنه تمّ تنظيم الضبوط بحق المخالفين في العديد من المناطق التي تُروى بالمياه العادمة، وفي محافظة حمص فقط تمّ تنظيم 51 ضبطاً وطبق بحق المخالفين قانون التشريع المائي.
وبيّنت مشتا أن المخاطر البيئية أصبحت قضايا حرجة بالنسبة لمعظم دول العالم، ومن أهم هذه المخاطر التأثير السلبي غير اللائق للتخلّص من المياه العادمة، حيث تُطرح هذه المياه إلى العراء أو البيئة المائية دون معالجة، مسبّبة الكثير من المخاطر على الصحة العامة، حيث إنها تحتوي العديد من العناصر الضارة كالمعادن الثقيلة والنترات والأملاح والمواد العضوية وتتراكم في التربة ويتمّ تناولها عن طريق زراعة النباتات، مؤكدة أن استخدام مياه الصرف الصحي الخام في ري المزروعات يحوّل المزروعات إلى سموم، لأنها ذات تراكيز عالية من النترات والفوسفات والبوتاسيوم والزئبق والرصاص والكادميوم والنيكل والكوبالت وBOD,COD والاشيرشيا كولي (المكورات المعوية البرازية) المقاومة للعقاقير والتي تختزن في أنسجة النباتات ثم تنتقل إلى الإنسان فتسبّب العديد من الأمراض مثل (الكوليرا والتيفوئيد وسرطان البلعوم والمخ).
وذكرت مشتا أن المزارعين يضطرون إلى الري بمياه الصرف الصحي أو الصناعي أو الزراعي غير المعالج، لعدم توفر المياه الصالحة للري وبسبب شحّ الأمطار والعجز المائي في بعض الأحواض المائية مثل ريف دمشق والسويداء وغيرهما من المناطق، وعدم وجود محطات معالجة للمياه العادمة في أغلب القرى والمدن، إضافة إلى عدم الوعي الكافي لدى الفلاحين بخطورة هذه المياه، وصرف أغلب مياه الصرف الصحي إلى الوديان والأنهار والمجاري المائية الجافة يجعل استخدام هذه المياه غير المعالجة متاحاً.
وأشارت مشتا إلى أن الوزارة نفّذت العديد من محطات المعالجة، وخاصة في مناطق ريف دمشق الفقيرة بالموارد المائية مثل (عدرا، الزبداني، جديدة يابوس، حران العواميد، حفير الفوقا، الهيجانة، دير عطية)، وأغلب هذه المحطات تعمل على معالجة المياه العادمة لتصبح مياهاً صالحة لأغراض الري، وتعتبر محطة معالجة الزبداني محطة نموذجية، حيث إن الأمونيا في هذه الظروف لا تتجاوز 11مغ /ل.
وأكدت مشتا أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة تصبحُ بعد المعالجة مورداً مائياً مهماً غير تقليدي لمياه الري المقيّد وفقاً للمعالجة، وتمّ تنفيذ مشاريع ري على مياه محطات المعالجة في (عدرا، حلب، السلمية)، كما تمّت الاستفادة من المياه المعالجة في الري، منوهة بأن هناك خطة إستراتيجية لدى الوزارة لتنفيذ محطات المعالجة المكانية والاستفادة من منصرفات هذه المحطات في الري.