تأجيل الدوري الممتاز.. من المستفيد ومن المتضرر؟
ناصر النجار
بشكل مفاجئ، أعلن اتحاد كرة القدم تأجيل مباريات المرحلة السابعة من ذهاب الدوري الكروي الممتاز المقرّر إقامتها يوم الجمعة القادم، والسبب المعلن وجود استحقاق قريب للمنتخب الأولمبي الذي سيشارك ببطولة غرب آسيا التي ستنطلق في الثاني من الشهر القادم في السعودية، وسيلعب منتخبنا مع البحرين ثم السعودية، وإن احتلّ أحد المركزين الأول أو الثاني فسيتأهل إلى نصف النهائي.
نلمسُ في هذا القرار حرص اتحاد كرة القدم على المنتخب الأولمبي وتوفير الأجواء المريحة قدر الإمكان للمدرّب واللاعبين، فالقضية لها وجهان مختلفان: الأول أن لاعبي المنتخب قد لا يقدّمون الأداء الجيد مع أنديتهم خوفاً من إصابة تحرمهم من السفر، والثاني أن المدرّب يخشى على لاعبيه من الإرهاق والتعب والإصابة، ولا يدري أصحاب الوجهين أن الإصابة من الممكن أن تأتي بالتمرين أو من خلال (زحلقة) على الدرج.
على العموم، كان بإمكان اتحاد كرة القدم تقديم مباريات هذا الأسبوع إلى الخميس إن كان يتعارض مع موعد السفر، لكن لا نجد أن روزنامة الدوري مقدّسة عند جميع الاتحادات الكروية المتعاقبة في بلدنا بعكس الاتحادات الكروية في العالم التي تعتبر نجاح الدوري واحترامه مدخلاً لنجاح المنتخبات.
حسب الروزنامة، فالدوري متأخر مرحلتين مع وجود ثلاث مباريات مؤجلة، ولأن جدول المشاركات الخارجية مزدحم فإن هذه التأجيلات ستدفع ثمنها الأندية، لأن الاتحاد سيضطر يوماً ما إلى إجراءات غير ملبية، منها ضغط المباريات أو إجراؤها ضمن العرس الكروي العالمي، وهنا نسأل: هل من الحكمة إقامة مباريات الدوري أثناء مباريات كأس العالم؟
قانوناً، لا شيء يمنع، لكن عملياً سنشهد مباريات فاترة بحضور جماهيري قليل وهو أمر طبيعي ومتوقع، وهذا القرار لم يوفق به اتحاد الكرة.
في كل الأحوال، يبقى السؤال المفترض في هذا الشأن: من المستفيد من توقف الدوري لمدة شهر ومن المتضرّر؟
الأندية المتهالكة بنتائجها والتي تعاني من الأزمات الكثيرة سيكون توقف الدوري بالنسبة لها فرجاً كبيراً لإعادة حساباتها وتدبر أمورها ومعالجة كلّ نواقصها وأخطائها، أما الأندية التي لا تعاني من سوء النتائج ومن الجاهزية الفنية، كجبلة وأهلي حلب والجيش والوثبة، فإن هذا التوقف سيحبطها لأنه كفيل بإخماد انطلاقتها.