رئيسي: الحفاظ على استقلال الدول وهويتها من واجبات وسائل الإعلام
طهران- سانا
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنه يجب على وسائل الإعلام أن تحافظ على استقلال وهوية الشعوب، وحمايتها من الهجمات الإعلامية والثقافية التي تتعرّض لها.
وقال رئيسي خلال استقباله اليوم رؤساء الوفود المشاركين في اجتماع الجمعية العامة لمنظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادي “أوانا” المنعقد في طهران، بمشاركة الوكالة العربية السورية للأنباء سانا ممثلة بالمدير العام إياد ونوس: إن الحفاظ على استقلال الدول وهويتها، ولاسيما في هذه المنطقة يأتي ضمن واجبات وسائل الإعلام، حيث نشهد حالياً هجوماً على ثقافة الشعوب، وخاصة الشعوب المستقلة، ويريد الأعداء تجريد الدول من هويتها كي لا تبقى هناك دول مستقلة في العالم وفي المنطقة.
وأضاف: إن وسائل الإعلام تضطلع بدور كبير أمام هذه الهجمات لأنها تتمتع بميزات تجعلها قادرة على أن تمنح الناس أملاً من خلال التحلي بالصدقية، والعمل في الزمن المناسب، مؤكداً أن التعاون الإعلامي الذي تجسده “أوانا” يمكن أن يكون جيداً جداً، ويمكن استخدامه للقيام بعمل احترافي وملتزم، ويمكن لمجموعة موحدة أن تكون بمنزلة اتحاد ضد الثقافة الغربية، مشدّداً على أنه يمكن للإعلام أن يتابع وينفذ مهمّة الحفاظ على القيم الإنسانية والكرامة الإنسانية، والعدالة في المجتمع مضيفاً: إن “غطرسة بعض الدول تسعى إلى فرض تصوّراتها على المجتمع والجماهير، ولذا فإن مهمة الإعلام المستقل هي الحصول على فهم صحيح للأحداث، وليس غرس ما يريده الإعلام الغربي”.
وأوضح الرئيس الإيراني أن دور الإعلام هو منع العنف والجرائم المنظمة والخلافات العرقية والدينية وتهريب المخدرات وغيرها من القضايا، وقال: اليوم يسعون إلى تقسيم الأمم، والحرب هي حرب الروايات، حيث يتم تقديم العديد من الروايات المختلفة من الحادثة نفسها، ومن أجل تحديد ما إذا كانت صحيحة أم غير صحيحة يجب على المرء أن يبحث عن الحقائق، لافتاً إلى أن الإرهاب يمكن أن يكون ثقافياً، حيث لا يتم التعامل مع الحقائق، بل تتم إزالتها حتى لا تكون هناك حقيقة في دائرة المعلومات، بينما المهمّة الأخرى هي إخفاء الحقيقة ومحاولة القيام بذلك بالأكاذيب والخداع.
وتحدّث رئيسي عن التحديات التي تواجهها شعوب المنطقة، وقال: إن الاغتيال يأتي في أشكال مختلفة، بما فيها اغتيال الشخصيات والاغتيال الاقتصادي، معتبراً أن “فرض الحظر على الدول يشابه شنّ حرب عسكرية عليها”، مبيناً أنه بعد فترة الأحادية يظهر اليوم فصل جديد، وتنشأ قوى جديدة في العالم، ومؤكداً أن قوة الأمريكيين وهيمنتهم في المنطقة آخذة في التراجع.
وفي سياق متصل التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المشاركين في اجتماع “أوانا”، وبينهم وفد الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”.
وأكد عبد اللهيان ضرورة توازن الأخبار في العالم ومواجهة الإنتاج الإخباري بعمل موحّد، مشدّداً على ضرورة التعاون الإعلامي بين الدول الأعضاء في هذا الاتحاد.
وفي سياق آخر قال عبد اللهيان: إن إيران تتعاون مع روسيا بمختلف المجالات ومنها الدفاعية، مضيفاً: لقد استلمنا سابقا أسلحة من روسيا كما زوّدناها ببعض الأسلحة، لكن ذلك لم يتم خلال الحرب الأوكرانية.
وقال: نحن مستعدون لدراسة الادّعاء حول بيع المسيّرات، فنحن لم ولن نرسل أي سلاح أو طائرة مسيرة إلى روسيا من أجل استخدامه في الحرب ضد أوكرانيا، مشيراً إلى محاولات الطرف الأمريكي خلال الأيام الأخيرة الحفاظ على فرص الاتفاق النووي، من خلال رسائل دبلوماسية بعثها في هذا الخصوص، غير أنه أقدم بالتزامن مع ذلك على إثارة الاضطرابات وتنفيذ الاغتيالات في بعض المناطق.
وأوضح الوزير الإيراني أن طهران مستعدّة للتوصل إلى اتفاق نووي جيد ومستدام، حيث إن الجهود متواصلة في هذا الخصوص داعياً الطرف الأمريكي إلى أن يتخلى عن سلوكه المخادع.
كذلك زارت الوفود المشاركة بالاجتماع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، واطلعت على عمل المنظمة ومنتجاتها واستخداماتها السلمية في الأمور الطبية والعلاجية والزراعية والإنتاجية.
وقال محمد إسلامي رئيس المنظمة: إن إيران على استعداد لوضع خبراتها وإمكانياتها في خدمة الدول الصديقة.
إلى ذلك، أعلن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني محمد مهدي إسماعيلي، أن بلاده ومن خلال وزارة الخارجية والمؤسسات المعنية، ستقدم إلى الجهات الدولية شكوى ضد وسائل الإعلام المعادية التي تنشر أنباء كاذبة ومضللة حولها.
وقال إسماعيلي في تصريح على هامش الاجتماع الـ18 لمنظمة وكالات الأنباء في آسيا والمحيط الهادي “أوانا” المنعقد في طهران: إن التهديدات الإعلامية لا تستهدف إيران فحسب، بل تهدّد أيّ شعب حر ومستقل في أصقاع العالم، وقد يكون نوع التهديد مختلفاً بين بلد وآخر، مبيّناً أن الاجتماعات الإعلامية كاجتماع “أوانا” بإمكانها أن تمهّد الأرضية للحيلولة دون نشوء إمبراطوريات إعلامية غربية، مشيراً إلى أن الإرهاب الإعلامي الذي تعتمده الإدارة الأميركية في العالم في الوقت الحالي بات واضحاً ومكشوفاً للجميع.
من جهة أخرى، أكد سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني أن ادّعاءات الترويكا الأوروبية وأميركا بشأن بيع طائرات مسيرة إيرانية إلى روسيا خاطئة ومضللة، معتبراً أن التحقيق الأممي في هذا الصدد غير قانوني في إطار القرار رقم 2231.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن ايرواني قوله في رسالة لمجلس الأمن الدولي: “إن الدول الغربية تحاول إثبات وجود صلة خاطئة بين قرار مجلس الأمن رقم 2231 واستخدام الطائرات المسيرة في حرب أوكرانيا على أساس تفسيرات خاطئة ومضللة، بينما لم يحظر هذا القرار تصدير الأسلحة ولم يمنح الأمانة العامة للأمم المتحدة التعليمات والإمكانات اللازمة لإجراء تحقيق”.
ونفى ايرواني بقوة الاتهامات والادّعاءات التي لا أساس لها من الترويكا التابعة للاتحاد الأوروبي “ألمانيا وبريطانيا وفرنسا” والولايات المتحدة حول تسليم إيران طائرات مسيّرة لروسيا، مؤكداً المواقف الصريحة لإيران فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، ومشيراً إلى أنه من المفارقات أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تتهم إيران بانتهاك بند معين من قرار مجلس الأمن الدولي، بينما هم أنفسهم استمروا بانتهاك صارخ لجميع الالتزامات القانونية بموجب القرار نفسه، ومن الأمثلة الواضحة على هذا الانتهاك للالتزام الانسحاب غير القانوني للولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
وفي شأن آخر، أعلن رئيس منظمة الدفاع المدني في إيران غلام رضا جلالي أن الجهات المسؤولة تصدّت لـ120 هجوماً سيبرانياً على البنية التحتية في البلاد خلال الـ20 يوماً الماضية.
وأوضح جلالي في تصريح له اليوم أن هذه الهجمات استهدفت العديد من المرافق المهمة في البلاد، مؤكداً أنه تم التعامل مع 90 بالمئة منها، مشيراً إلى أنه لم تشهد أيّ دولة مثل هذا الحجم من التهديدات السيبرانية، ولافتاً إلى أن الخبراء والمختصين الإيرانيين يعملون على مواجهة هذه التهديدات.
كذلك أعلنت الشرطة الإيرانية اليوم أنها ضبطت أكثر من طن من المخدرات خلال عملية نفذتها في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن نائب قائد شرطة المحافظة مرتضى جوكار قوله في تصريح اليوم: إن “هذه العملية تحققت بعد رصد أمني واستخباراتي في جنوب شرق البلاد من شرطة مكافحة المخدّرات لتحرّكات إحدى العصابات المتمرسة في الاتجار بهذه المواد الخطرة”، موضحاً أن قوات الشرطة تمكّنت خلال هذه العملية من توقيف ستة مهربين، وضبط طن و239 كيلوغراماً من مادة الأفيون المخدرة.