أوكرانيا تفتعل الكوارث لاستفزاز روسيا
تقرير إخباري
أثبتت أوكرانيا في جوانب كثيرة انتهاجها سياسة الكوارث لتحقيق مآرب نظامها الذي رهن نفسه كموظفٍ أو أداةٍ رخيصة لتحقيق الاستفزازات الغربية على حدود روسيا، الذي رغم تمسّكه بجمهورية القرم واعتباره لها أرضاً أوكرانية فجّر جسرها مؤخراً بنيّة الإرهاب وقطع الإمداد عن شعبها الذي كان يدّعي أنه شعب تابع له، كما سبق أن قطع مياه الشرب عنها بلا رحمة.
أما اليوم فالاستفزازات التي يرمي إليها نظام كييف المجرم قد تتخطى حدود العقل والمنطق، ويتمثل آخرها في مظهرين واضحين عبر صنع كوارث نووية أو إشعاعية على أراضيه، وحتى على الأراضي الروسية والأوروبية، لمجرّد اتهام روسيا بأنها من أقدم على ذلك، وسط صمتٍ غربي أمريكي.
ففي المظهر الاستفزازي الأول صناعة “قنبلة قذرة”، حذّرت روسيا كلاً من أمريكا وبريطانيا وفرنسا من وصول أوكرانيا إلى مراحل متقدّمة في صنعها واستخدامها كاستفزاز لموسكو، داعيةً مجلس الأمن للانعقاد لإطلاعه على معلومات تؤكد استعداد كييف لاستفزاز باستخدام “قنبلة قذرة” بغية اتهام روسيا بذلك لتأليب الرأي العام الدولي والروسي على “السلطة الروسية”، كما قام مندوبها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال فيها: تدعو روسيا الدول الغربية إلى التأثير في نظام كييف ليتخلى عن خططه للاستفزاز باستخدام “القنبلة القذرة”، محذّراً من أنّ تلك الخطط ستؤدّي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
اللافت أن تلك الدول سارعت بإصدار بيان نفي ثلاثي، واستبعادٍ لتلك التحذيرات دون أن تكلّف نفسها عناء التحقيق أو حتى التدقيق، وهذا ما يثير علامات استفهامٍ عديدة ويدعو إلى الربط بين عدة ملفاتٍ ساخنة.
أول تلك الملفات هو انتخابات الكونغرس النصفية، فالرئيس الأمريكي جو بايدن قد يستغل مثل تلك الاستفزازات لكي يقنع ناخبي حزبه بأنّ أموالهم الطائلة التي دفعت لدعم النظام الأوكراني لن تذهب سدىً، بل دُفعت في سبيل حمايتهم “من روسيا بعد اتهامها بالتسبّب بالكارثة إن حدثت”، وخاصةً مع الفشل الذريع لبايدن داخلياً على كل الصُّعد والملفات الأساسية، من ذلك عجزه عن وضع حلول لمشكلات البطالة والجريمة والطبابة والضمان الصحي، والتضخّم وارتفاع أسعار حوامل الطاقة وتقلبات قيمة الدولار.
أما الملف الثاني, فهو امتلاك روسيا لمعلومات بضلوع بريطانيا في تقديم المساعدة لمنظمتين أوكرانيتين تسعيان إلى إنتاج “القنبلة القذرة”، مع تحديد لتفاصيل المساعدات وكيفية إدخالها، والإشارة أيضاً إلى الأماكن التي ستصنع فيها “القنبلة”.
والملف الثالث، أنّ عدداً من دول أوروبا باتت تتعامل مع فكرة الخطر النووي والإشعاعي وتأخذها على محمل الجدّ، وكأنها تتجه مباشرة أو بالوكالة نحو الإقدام على إحداث كارثةٍ نووية أو إشعاعية خطيرة، وآخر مؤشرات ذلك هو تخزين وتوزيع أقراص اليود في عدد من دولها.
أما المسألة الاستفزازية الثانية من نظام كييف، فإنها تتمظهر في تعمّد قوات كييف قصف سد “كاخوفكا” بصواريخ هيمارس الأمريكية، وتحقيق إصابات دقيقة ضمن المحطة “دون التأثير فيها حسب إدارة مقاطعة خيرسون”، وهذا يشكّل رسالة واضحة إلى أن نظام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يسعى إلى استفزاز روسيا عبر إحداث دمار سواء في الأراضي الأوكرانية أم مناطق روسية، من خلال تدمير السدّ وغمرها بالمياه، ظنّاً منه أن ذلك سيرجّح كفّة النصر لمصلحته في المعركة، وهذا أمر غير مستبعد بعد أن قطع المياه عمّن يعدّهم مواطنيه في القرم.
بالمحصلة، ومع كل ما تم عرضه من استفزازات وتهديدات بالأصالة أو الوكالة، فإن روسيا ماضيةٌ في عمليتها الخاصة، وفرّغت خيرسون من السكان حرصاً على سلامتهم، وبعد تبليغها من يلزم تبليغه لإنهاء تلك الاستفزازات، تؤكد الآن أنّ قواتها مستعدةٌ للمضي في عمليتها الخاصة، حتى وسط ظروف التلوّث الإشعاعي “إنْ حَدَثَ”.
بشار محي الدين المحمد