الاتحاد الأفريقي: إصلاح النظام الدولي وتجاوز إخفاقات مجلس الأمن
داكار – كينشاسا – تقارير:
أعرب الرئيس السنغالي ماكي سال، عن أسفه “لنقص الاتساق” من جانب الهيئات الحاكمة في العالم، ودعا إلى إصلاح النظام الدولي.
وانتقد سال، الذي يرأس الاتحاد الأفريقي، “إخفاقات مجلس الأمن، ومجموعة العشرين”، حيث سرد المشكلات التي تواجه أفريقيا، من الجماعات الإرهابية وتغيّر المناخ والأزمات الصحية إلى تأثير الأزمة في أوكرانيا وسلسلة الانقلابات في القارة.
كذلك قال سال، في افتتاح منتدى داكار الدولي السنوي حول السلام والأمن: “على المرء أن يعترف بأنّ الصورة ليست جميلة. الإرهاب الذي ينتشر في القارة ليس فقط شأناً أفريقياً، إنه تهديد عالمي”.
وأضاف في المنتدى الذي يحمل عنوان “أفريقيا في مواجهة الصدمات الخارجية: الاستقرار وتحديات السيادة”: إنّ التعددية يجب أن “تخدم مصالح الجميع” وإلا فستواجه “فقدان الشرعية والسلطة”.
وحذّر سال، من أنّ “جمود مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب في أفريقيا يصاحبه انهيار النظام المتعدّد الأطراف”، مضيفاً: “في مواجهة الإرهاب، أظهرت العمليات الكلاسيكية للأمم المتحدة محدوديتها”.
وتابع: “نحن بحاجة إلى تغيير عقيدة عمليات حفظ السلام، ويجب تحديثها لتأخذ في الاعتبار، الإرهاب بشكل كامل، بما في ذلك الواقع في أفريقيا”.
في سياق متصل، أعلن جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنّ مقاتلين من حركة “أم 23” المتمرّدة اشتبكوا مع قواته شرق البلاد، لليوم الرابع من أعمال العنف التي ضربت البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني سيلفان إيكنجي، في بيان: إنّ “مقاتلي الحركة هاجموا مواقع للجيش في إقليم روتشورو بالقرب من الحدود مع أوغندا ورواندا”، مشيراً إلى مقتل “أربعة مدنيين وإصابة 40 بينهم أطفال”.
كذلك، قال مصدر من المجتمع المدني، لم يرغب في الكشف عن اسمه: إنّ حركة “أم 23” استولت على قرية نتاموجينجا، لاعتبارها “هدفاً استراتيجياً” بالقرب من طريق سريع يربط مدينة بوتيمبو بالعاصمة الإقليمية جوما.
لكن إيكنجي صرَّح لـ”رويترز”، بأنّ “القتال استمرّ حول نتاموجينجا”.
وقال مسؤول كونغولي: إنّ الجيش انسحب من القرية لحماية المدنيين وأخذ يطلق النار على مقاتلي الحركة في الأدغال المحيطة.
من جهتها، ذكرت منظمة “أطباء بلا حدود” في تغريدةٍ على “تويتر” أنّ حوالي 500 شخص، بعضهم مصابون، لجؤوا إلى دير في قرية نتاموجينجا قرب حدود أوغندا ورواندا، ويحتاجون إلى الإجلاء.
في المقابل، نشر كل من المتحدث باسم الحركة ويلي نجوما، وزعيمها برتراند بيسيموا، منشوراتٍ على “تويتر” يتهمان فيها الجيش ببدء أعمال العنف.
وتنهي هذه الاضطرابات، شهوراً من الهدوء النسبي في شرق الكونغو، في أعقاب اشتباكات بين الجيش ومقاتلي حركة “أم 23” بدأت نهاية شهر آذار.
ويعدّ هذا الهجوم، هو الأكبر للحركة، منذ التمرّد الذي حصل عام 2012، وكانت هناك جهود إقليمية في السنوات الأخيرة لتسريح حركة “أم 23″، لكن قادتها اشتكوا من بطء تنفيذ اتفاق السلام، واتهموا الجيش الكونغولي بشنّ حرب عليها.
وطالب نشطاء محليون، الرئيس الكونغولي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بطرد سفير رواندا، فنسنت كاريغا، وإغلاق الحدود مع رواندا، وتتهم الكونغو كلاً من رواندا وأوغندا بدعم الحركة، وهو اتهام ينفيه البلدان.
وحسب الأمم المتحدة، فرَّ أكثر من 23 ألف شخص خارج البلاد منذ 20 تشرين الأول، من بينهم 2500 عبروا الحدود إلى أوغندا.