المجد والجزيرة يدفعان ضريبة دوري كرة الظل
ناصر النجار
الكثيرُ من الأندية في الدوري الكروي الممتاز تسبحُ ضد التيار، وتظنّ عند سوء النتائج أن العلّة بالفريق أو مدرّبه، فتبادر إلى إجراءات معيّنة من أجل إحداث صدمة إيجابية في فريقها، لتنعكس هذه الصدمة وبالاً عليها وعلى الفريق وتكون النتيجة أسوأ من ذي قبل!.
والإجراءات على نوعين، إما بفرض عقوبات مالية على لاعبي الفريق، أو بتغيير المدرّب وهو الأسهل عملياً والأكثر تنفيذاً، مع العلم أن هاتين الخطوتين أثبتتا عدم جدواهما، لأن المشكلة تكون في مكان آخر، وربما كانت في الإدارة بالذات.
في نادي المجد استقال مدرّب الفريق هشام شربيني بعد رابع مباراة خسر منها ثلاثاً أمام الجيش 1/2 وأمام الكرامة والوحدة بهدف، وتعادل مع الطليعة بحماة بهدف لمثله، الفريق نال نقطة واحدة وسجّل هدفين وتعرّض مرماه لخمسة أهداف، وفي التقرير عن الفريق تحدث مدرّبو الفرق الأخرى التي لعبت مع المجد عن الفريق خيراً، بل إن المحللين قالوا لو امتلك اللاعبون اللمسة الأخيرة في هذه المباريات لما خسر المجد!.
على كلّ حال بحثت إدارة النادي عن الصدمة الإيجابية للفريق ليسجل ويفوز، فكان القرار الأسهل استبدال المدرّب، فزادت عثرات الفريق مع المدرّب الجديد، حيث خسر أمام الوثبة 1/4 وأمام جبلة 2/5 أي دخل مرمى المجد في مباراة واحدة من الأهداف بمعدل ما دخل مرماه في كل المباريات التي لعبها بقيادة الشربيني!!.
اليوم انكشف المستور وخرجت أصوات من داخل النادي تدين الإدارة بتقصيرها بحق الفريق، وتأخرها بسداد ما عليها من التزامات مالية، فضلاً عن سوء الإدارة وسوء التعامل مع اللاعبين، وهذه التصريحات تدلّ على ضعف الخبرة الإدارية.
وهذه المشكلة تواجه العديد من الأندية المحترفة التي تملك إدارات هاوية غير قادرة على دخول الاحتراف بفكرها وخططها وبرامجها، لذلك نجد من الطبيعي أن الأندية التي تتأهل للدوري الممتاز ما تلبث أن تعود من حيث أتت لعدم توفر الإمكانيات والموارد ولعدم وجود التخطيط الصحيح.
وهذا أحد أسباب الفجوة الكبيرة بين الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى، فدوري الظلّ لا يمكن بأسلوبه وطريقته أن يؤهل أي فريق ليكون بين المحترفين، صامداً ومواكباً وربما منافساً، لذلك دوماً نرى هذه الهوة التي تعبّر عن سوء الإدارة والمنهجية بالتعامل مع المسابقات الرسمية.
فريقا المجد والجزيرة يدفعان الآن ضريبة وجودهما في دوري الهواة سنوات طويلة ماضية، والمشكلة ليست مالية بقدر ما هي مشكلة أسلوب عمل وفكر ناضج، وكلها تخالف الدوري الممتاز بكلّ شيء، لذلك لا بد من مراجعة دقيقة لموضوع المسابقات لتكون متدرجة ومتقاربة ولو بأدنى الشروط والإمكانيات.