ثقافةصحيفة البعث

سومر نجار يطلق أغنيته “تعالي” بقيادة المايسترو كمال سكيكر

ملده شويكاني

“هيمتني، تيمتني عن سواها أشغلتني” قصيدة أمين الجندي بصوت سومر نجار في أمسيته الرائعة، والتي أطلق من خلالها أغنيته الجديدة “تعالي” كلمات وألحان حسام تحسين بيك، بمرافقة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو كمال سكيكر على مسرح الأوبرا مع الكورال، وبحضور جماهيري كبير، كما تميّزت بوجود بعض نجوم الدراما السورية.

وتعدّ الأمسية جسر وصل بين القديم والحديث، إذ قدّم نجار مجموعة أنماط غنائية بين القصيدة والموشح والدور والقدود والفلكلور، فتميّز البرنامج بالغنى والكثافة، وبدا الاختلاف اللحني، ولاسيما في المقدمة الموسيقية في بعض الأغنيات وفي الفواصل.

وقد اعتمد المايسترو كمال سكيكر على توظيف آلات الفرقة ككتلة موسيقية واحدة مع بعض الصولوهات في الفواصل والمرافقة، مثل الناي والكمان والعود، مع حضور البيانو في قسم من البرنامج، كما اعتمد على تتابع الوصلات من مقامات مختلفة كان لها دور في الهدف من الأمسية.

فلكلور

بدأ نجار بوصلة من الفلكلور “زارني المحبوب ياعيني” بمرافقة البيانو ودور الناي والأكورديون في الفواصل مع تمازج النحاسيات وآلات الفرقة، انتقل إلى “أفديه ظبياً” وتدرجات القفلة الغنائية بمفردة “أمان”، ثم “ياشجرة الليمون ياعنيه” تميّزت بالمقدمة الموسيقية الجميلة واللحن الإيقاعي، ثم انتقل إلى مقامات وألحان جديدة من الفلكلور ألحان الأخوين رحباني “على عين المية” وبتأثير الفاصل الإيقاعي المنوّع وترديد الآهات مع جملة “والميه حلوة” لتأتي القفلة المميزة مع الكورال والفرقة.

التغيير بالنمط اللحني مع فريد الأطرش وتداخل الجمل الموسيقية بأغنية “فوق غصنك يالمونة لاكتب لك بدمع العيون” بصوته الجميل ووقع النحاسيات ولاسيما مع الأكورديون في مواضع.

“تعالي” والبيانو

مفاجأة الأمسية كانت بإطلاق سومر نجار أغنيته الرومانسية الجديدة “تعالي” كلمات وألحان حسام تحسين بيك، فترافقت مع تأثيرات بصرية وإيحاءات عاطفية خاصة الإضاءة باللون الأحمر، واتصفت موسيقاها المعاصرة بالتلوين الموسيقي بين أنماط موسيقة، وخاصة الجاز في الفواصل بدور الدرامز والنحاسيات وتأثيرات الإيقاعيات القوية. بدأت بتكرار الجملة الموسيقية لمفردة “تعالي” مع البيانو بالتناوب بين الكورال ونجار، ثم انسابت مفرداتها العاطفية مع جمالية أداء سومر وبإحساسه بالمعاني على وقع الألحان “تعالي.. تعالي اسكني جوا قلبي” لتأتي القفلة مثل المقدمة “تعالي”.

تكرار الآهات

وعودة إلى الفلكور غنى “آه يالالي” وكان لها تأثير كبير على الجمهور لتدرّج وتكرار الآهات بعد “ياروحي، ياسيدي”.

كما حفل البرنامج بغناء موشح “يامن لعبت به الشمول” ألحان (أبو خليل القباني) وفاصل الوتريات ليتميّز بلا يمكنه الكلام، لكن قد حمّل طرفه رسائل وتابع بغناء “يامسعدك صبحية وهوني ياسمر وحبايبنا والقراصية وتحت هودجها وويلي منك ويلي، إضافة إلى “فيك كلّ ما أرى حسن”.

وبتفاعل كبير اختُتمت بالألحان المعاصرة واللحن الراقص وبدور البزق مع الفرقة مع أغنية ديانا حداد “أمانيه”.

أعمال في الذاكرة

وعلى هامش الأمسية أبدى النجم عباس النوري إعجابه بما قدّمه سومر نجار من أعمال تنوعت بين القصيدة والموشح والفلكلور واتصفت بجمالية الألحان الموسيقية، هذه الأعمال في الذاكرة لكن نسيها كثيرون فأعاد إحياءَها بصوته وهذا ذكاء يضاف إلى جمالية صوته.

ومضات

وأعرب النجم حسام تحسين بيك عن سعادته بالحفل ككل، والذي أعاد هوية الأغنية الراقية التي تقف في وجه الأغنيات الهابطة، وأجاب عن الخصوصية اللحنية لأغنية “تعالي” بأن الألحان فيها تنوع تشبه الومضات.

التعامل مع المقام

أما المايسترو كمال سكيكر فأوضح أن الأمسية كانت عن المقام وطريقة التعامل معه من خلال التطور الزمني ابتداء من الثلاثينيات حتى التسعينيات، بغية إظهار الفروقات وبيان التطور الموسيقي بتوظيف المقامات من خلال وصلات، مثل وصلة على مقام الحجاز من الثلاثينيات تتبعها وصلة ثانية لمقام آخر من الخمسينيات، فتصل الفكرة للجمهور بتوثيق مسيرة المقامات.

وعقّب على سؤال “البعث” عن تميّز سومر نجار بأنه يعرف ماذا يناسب صوته، إضافة إلى جمالية صوته وحضوره.

بين التراث والمعاصر

وأشار سومر نجار إلى البرنامج الذي جاء بإطار طرح المقام الموسيقي بالغناء العربي بين التراث والمعاصر، فقدم وصلات ضمن مقامات العجم- البيات- الجهار كاه- السيكا- الكرد- الحجاز- الصبا.. وغيرها، بحفل موسيقي لائق بجمهور الأوبرا الذي يتشوق للقائه.

وتوقفتُ معه حول خصوصية أغنية “تعالي”، فأوضح أن لها مكانة خاصة لديه لأنها من كلمات وألحان النجم حسام تحسين بيك، وتتميّز بروح معاصرة، من توزيع المايسترو كمال سكيكر، وتأتي بعد أغنيات عدة خاصة بي قدمتها على مسرح الأوبرا مثل شهبا يانور عيوني، ألا تشعرين، شآم العزّ وغيرها ويعنيني إطلاقها من الأوبرا المسرح الراقي.

ويتصف سومر نجار المطرب الأكاديمي الحلبي بشهرة خاصة ليس لجمال صوته فقط، وإنما لحضوره الجميل وقربه من الجمهور، ومشاركته بالدراما ما جعله من أشهر مغني الأوبرا.